حزب بنبركة بين الأضرحة والولاية الرابعة.. أين ذهب الاتحاد الاشتراكي؟

19 أكتوبر 2025 11:05

حزب بنبركة بين الأضرحة والولاية الرابعة.. أين ذهب الاتحاد الاشتراكي؟

هوية بريس – متابعات

صادق المؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المنعقد ببوزنيقة، على ملتمس المجلس الوطني القاضي بتمديد مهمة الكاتب الأول إدريس لشكر لولاية رابعة، بعد تعديل القانونين الأساسي والداخلي للحزب بما يسمح بجعل قاعدة التمديد عامة تشمل جميع الأجهزة الحزبية. وقد تم تمرير هذا القرار بالإجماع، ما أثار موجة من الانتقادات الحادة داخل الأوساط السياسية والإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر متتبعون أن إعادة انتخاب لشكر تمثل استمرارا لما وصفوه بـ”الجمود الحزبي” و”الشيخوخة السياسية” التي تطبع المشهد المغربي، حيث تتكرر نفس الوجوه وتتداول المناصب داخل دوائر مغلقة، في غياب حقيقي لتجديد النخب أو فتح المجال أمام الشباب والكفاءات.

وذهب منتقدون إلى أن هذه النتيجة تؤكد أزمة الديمقراطية الداخلية في الأحزاب، إذ تتحول المؤتمرات التنظيمية إلى مجرد آليات لتزكية الزعماء بدل مساءلتهم، مما يكرّس ثقافة الولاءات ويُضعف الحياة السياسية الوطنية.

ولم تخلُ مرحلة ما قبل المؤتمر من مؤشرات على هذا التوجه، فقد أثارت زيارة لشكر لزاوية ركراكة بالصويرة جدلا واسعا، بعد أن وثقها بالصوت والصورة في سياق اعتبره مراقبون حملة رمزية لاستمالة قواعد روحية وشعبية. الزيارة، التي بدت مناقضة لخطاب الحزب التاريخي حول التدين عموما، أعادت إلى الواجهة النقاش حول استغلال الرموز الدينية لأغراض سياسوية، في وقت يواجه فيه الدعاة والعلماء تضييقا عند الخوض في الشأن العام.

ويرى محللون أن بقاء لشكر في القيادة لأكثر من عقدين، يعكس أزمة أعمق تتجاوز الاتحاد الاشتراكي لتشمل منظومة حزبية تستهلك المال العام دون إنتاج سياسي حقيقي، وتعرقل أي تحول ديمقراطي حقيقي أو تجديد للنخب.

وبهذا المعنى، فإن الولاية الرابعة ليست مجرد حدث حزبي داخلي، بل عنوان على استمرار نمط سياسي فقد جاذبيته لدى الأجيال الجديدة، التي لم تعد ترى في الأحزاب سوى “حوانيت انتخابية” تحتكر القرار وتقصي التغيير.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
14°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة