حزب يحرض الوزير على العلماء والخطباء ويدافع عمن وصف القرآن بالتخلف والسنة بالرجعية!! (وثيقة)
هوية بريس – متابعة
وجهت نائبة برلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، سؤالا كتابيا لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، بخصوص ما اعتبرته “استغلالا لمنابر المساجد للتهديد والتحريض وتكريس خطاب التطرف ضد المغاربة”.
هذا مع أن أي خطيب عندما يدافع عن المرجعية الوطنية وينتصر لأحكام الدين الإسلامي، توجه له ذات التهم الجاهزة التي ذكرها الحزب المشار إليه.
فيدرالية اليسار لم يعجبها أن يتطرق خطيب في خطبته، لمحاسن الدين الإسلامي، والانتصار لتشريعاته، إذ جاء في سؤال البرلمانية فاطمة التامني “على إثر النقاش الدائر في أوساط المجتمع حول موضوع مدونة الأسرة والتعديلات المرتقبة برزت تصريحات صدامية وعدائية من محسوبين عن التيار الإسلامي، ضد الفعاليات الحقوقية والسياسية الداعية لرؤية حداثية ترسخ قيم المساواة“.
هذا مع أنه لم يرد بالمرة أن خطيبا سمى ناشطا باسمه أو حرض الناس عليه، إلا أن فدرالية الرفاق تحاول أن تستغل موقعها السياسي للتحريض ضد مواطنين وتكميم أفواههم، لا لشيء إلا لحماية حقوق ناشطين آخرين يتقاسمون معها نفس القناعات والأفكار.
أليست المرجعية التي يرفعون شعارها تؤمن بأن لكل طرف الحق في أن يعبر عن قناعاته، فهل من حق أصحاب المرجعية اللادينية مهاجمة القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه الإسلامي وعلماء المملكة، والمطالبة بتحليل الحرام وتحريم الحلال في مدونة الأسرة، وبكل صلافة ووقاحة؟ وليس من حق أهل العلم والفقه والشريعة أن يعلقوا ولو بكلمة واحدة؟ ما هذه الديكتاتورية؟!!
وتابع السؤال الكتابي “المثير للاستغراب في الأمر، هو استغلال منابر المساجد في مناسبة دينية، من أجل التحريض ضد هذه الفئة، هذه الخرجات التي تطغى عليها نبرة تكفيرية تهديدية من أطراف متعددة من الأفراد والتنظيمات المحافظة بما فيها تنظيمات الإسلام السياسي الحركي على ضوء تسريبات مقترحات تعديل مدونة الأسرة، والتي كان الهدف منها إعطاء هؤلاء فرصة تأسيس جبهة عريضة للتخويف من أي إصلاح لا يتماشى مع تأويلهم للنصوص الدينية“.
الغريب أن بكائية اتهام أهل الشريعة بإصدارهم لخطاب تكفيري وتهديدي، صارت بالية، وحجة كل ضعيف، وفي أحسن أحوالها تصدر عن جاهل بأبجديات العلوم الشرعية.
كما أنها سردية قد تكون مقبولة من خارج المجتمع المسلم.. لكن من العيب أن يكون نواب الأمة المغربية يجهلون تلك الأبجديات، وإلا فإن قاعدة “اكذب ثم اكذي ثم اكذب، حتى يصدقك الناس” هي منهجية الكثير من هؤلاء الذين يعيبون على العلماء والدعاة غيرتهم على المنظومة الشرعية.
كما ذكر السؤال “أن هذه التصريحات، بإمكانها نشر المزيد من خطاب التطرف في المغرب، علما أن البعض من أتباع هؤلاء المكفّرين، اتجهوا لـ”التحريض” والتهديد، حيث بلغ بهم الأمر لـ”التهديد بحرب أهلية”“.
وهذا أيضا نتيجة الفهم السقيم والجهل الفظيع.. المفضي لرفض الخطاب الشرعي، ووصفه بـ”خطاب التطرف”، وهو بالمناسبة كلام لا يقتصر على دعاة ينشطون على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، بل يشمل غالب الخطباء والعلماء الرسميين أيضا، بمن فيهم أعضاء في المجلس العلمي الأعلى.
وفي الأخير نهمس في أذن السيد الوزير، بأن الحزب المشار إليه يدافع عمن وصف السنة النبوية بـ”الرجعية”، وصحيح البخاري الذي ختمه أمير المومنين قبل أيام بـ”الأسطورة”، والقرآن الكريم الذي ختمه المغاربة مرات خلال رمضان بالكتاب الذي يكرس “التخلف”!!!
فالسيد الوزير يجب أن يتحمل مسؤوليته كاملة، ويكون جوابه صارما وحاسما، بما يحفظ الأمن الروحي للمغاربة ويكرس الثقة في المؤسسات الرسمية، وغير هذا سيزري بالوزارة التي يمثلها والمنصب الذي قلد به.