حسن أوريد: الإسلام أثبت أنه ليس عائقا أمام حضارة المجتمعات
المشاهدات:
2٬059
هوية بريس-متابعة
قال المفكر المغربي، حسن أوريد، إن تطور الكثير من المجتمعات الإسلامية مثل إيران وتركيا أثبت أن الإسلام ليس عائقا أمام التقدم والحضارة بخلاف الرؤية التي سادت خلال فترة الاستعمار للمنطقة العربية.
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، أضاف إنه “بدلا من مقارنة أنفسنا مع الغرب يمكن أن نقارنها مع مجتمعات قريبة منها وامتزجنا معها تاريخيا وحضاريا مثل الأتراك والفرس، ألا يمكن أن نطرح سؤالا لماذا تقدمت بعض الدول الإسلامية وتخلفت دول أخرى؟“.
الإسلام ليس عائقا
وتابع: “في فترة معينة خصوصا خلال فترة الاستعمار للمنطقة كان يعتبر الإسلام عائقا أمام الحضارة والتطور، لكن الآن يظهر أن الإسلام ليس عائقا بدليل أن مجتمعات إسلامية نجحت وتقدمت“.
وأكمل: “السؤال الذي يجب أن يطرحه المفكرون والخبراء هو: لماذا تقدمت بعض المجتمعات المسلمة وتخلفت المجتمعات العربية، وهذا سؤال له شرعية“.
وأشار أوريد إلى أن الجماهير العربية التي تنظم احتجاجات في بعض الدول لها مطالب عميقة وتطرح أسئلة مرتبطة بشكل أساسي بتوزيع السلطة في بلادهم فلا يمكن في أي نظام حكم حديث أن تبقى السلطة محتكرة بيد شخص أو جماعة معينة أو باسم شرعية تاريخية أو ثورية أو غير ذلك.
وذكر أن “المسألة الأخرى التي تطرحها الاحتجاجات بالدول العربية تتعلق بتوزيع الثروات فالعالم العربي يتمتع بثروات كبرى وموقع استراتيجية، ولكنه عالة على العالم، واقتصادياته في الغالب ريعية، يستفيد منها أولئك الذين هم في مواقع معينة“.
وبخصوص غياب الديمقراطية بعدد من الدول العربية، أوضح أن هناك أسباب تاريخية وثقافية مرتبطة بذلك.
وبين أن من هذه الأسباب غياب ثقافة الديمقراطية وربما هناك غطاء غربي يقف وراء ذلك، فالغرب خلال الحرب الباردة أو بعدها لم يجعل من أولويته التأسيس للديمقراطية بالمنطقة العربية.
دور المثقف
وبخصوص دور المثقف في خضم ما يجري من احتجاجات بالدول العربية، قال أوريد، إن “هناك حكم يطبعه الكثير من الغلو بخصوص المثقف، وكأنه مسؤول عن وضع ما، ويجب أن يأتي بالحلول، فالمثقف جزء من المجتمع ويتأثر بما يجري فيه ويصيب ويخطئ، فهو ليس حاملا لحقيقة مطلقة“.
وأضاف: “من العسير أن يحمل المثقف المسؤولية لأنه لا يدبر الشأن العام“.
وتابع “بعد سقوط حائط برلين عام 1991، توارى دور المثقف في العالم، لأنه قبل هذه الفترة كان جزءا من المنظومة السياسية من خلال انخراطه في الأحزاب اليسارية والعمل السياسي، فعادة ما كان عضوا في الهيئات الوسيطة إما أحزاب أو النقابات، ولكن بالوقت الحالي توارت هذه الهيئات الوسيطة“.
وبحسب أوريد، فإنه “لا غنى عن المثقف وعن الشخص الذي يطرح الأسئلة، فالمثقف ليس بالضرورة من يأتي بالأجوبة رغم أنه من المستحسن أن يأتي بها، ولكن المعطى الأساسي هو طرح الأسئلة“.
وقال المفكر المغربي: “في الغرب يوجد نموذجان للمثقف، الأول المثقف المندد وهو الذي يحتج، والتنديد مهم وضروري إذ ينبغي إدانة الأشياء الصادمة للحس العام أو المنافية للعادلة أو الماسة بالكرامة“.
وبخصوص النموذج الثاني للمثقف، ذكر أوريد أن “الفيلسوف الفرنسي جوليان بيندا، اعتبر بكتاب له بعنوان (خيانة المثقف) أن المثقف ليس الشخص الذي يحترف الإدانة، ولكنه شخص يحلل بناء على الانصياع لعدد من القيم، أولها العدل والحقيقة والعقل، وأظن أننا في حاجة إلى هذه الشريحة بالعالم العربي حاليا“.
وشدد على ضرورة الإقرار بالتغيير الذي طال مفهوم الثقافة مقارنة مع القرن الماضي، موضحا أنه خلال القرن العشرين امتزج الفعل الثقافي مع الفعل السياسي، لكن حاليا أصبحت وظيفة الثقافة تختزل في الترفيه والتسلية، وهذا شيء مشروع، ولكن لا يجب أن يحجب مفهوم أساسي للثقافة، وهو التعبير عن الوعي والتفكير.
وأبرز ضرورة إيمان المجتمع بأهمية الفكر وبأن هناك حاجة للثقافة.
واستدرك قائلا: “لا يسمح للفكر والثقافة أن تبرز في مجتمعات تمارس أساليب شتى للتضييق على المفكرين والمثقفين، فإما أن تكون داخل منظومة معينة أو أن يحجر عليك، والأمثلة أكثر من أن تحصى“.
من ناحية أخرى، قال أوريد، إنه “من الممكن أن نطرح سؤالا في الوقت الحالي ألم يأن الأوان لفكر اشتراكي جديد يركز على قيم العدالة الاجتماعية والتضامن؟ (…) نعم الاشتراكية أخفقت في تطبيقات معينة على حساب كرامة الإنسان وحقوقه لكن هل الاشتراكية نفقت؟“.