حصري “هوية بريس” تحاور قياديا سابقا بمنظمة أمريكية عنصرية للتفوق العرقي
حاوره: مصطفى الحسناوي
يبلغ عدد جماعات ومنظمات التفوق العرقي العنصرية المتطرفة، المئات في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وهي جماعات تنفذ القتل والتخريب والاغتيالات، وقد سعت لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما، ومع ذلك لايتم وضعها على لوائح الإرهاب نهائيا، وهي تعتمد في إيديولوجيتها على الدين المسيحي وخطاب المظلومية، والأساطير اليونانية وآلهة الشمال الوثنية، بل حتى على الإلحاد، وهو ما أكده لنا محاورنا “أرنو ميكايليس”، “Arno Michelis”، في هذا الحوار الحصري، الذي ننشر جزءا منه، على أن نستعمل بعض معطياته في مقال تحليلي ننشره قريبا.
بداية من هو أرنو ميكايليس؟
انخرطت منذ سنة 1987، وكان لي من العمر 17 سنة، في منظمة عنصرية للتفوق العرقي بأمريكا، تدعى “هاميرسكين”، “Hammerskin Nation”، وكنت قائدا لها، وبقيت فيها 7 سنوات، أي إلى سنة 1994، ثم انسحبت وأجريت مراجعات جذرية لما كنت عليه.
ماذا كانت تفعل هذه المنظمة؟
كانت تقاتل من أجل العرق الأبيض في أمريكا إلى جانب المئات من الميليشيات والتنظيمات والجماعات والخلايا، التي تشتغل من أجل تنقية أمريكا، من الأعراق والأديان والإثنيات الأخرى، وتحارب اليهود والمسلمين والمثليين والسود والعرب…
ما هي الدوافع التي كانت تجعلكم تعتنقون مثل هذه الأفكار؟
أولا هناك دوافع دينية وثقافية وإيديولوجية، وهناك خطاب المظلومية، فالأبيض يحس أنه مظلوم مهضوم باستمرار، اكتسح بلاده الآخرون، وقاسموه الثروة وغيروا القوانين ليصبحوا متساوين مع غيرهم، فنحن ضحايا لهذه القوانين وهذه الأنظمة السياسية التي ساوتنا مع كل هؤلاء الدخلاء من يهود ومثليين ومسلمين، ونساهم في إشاعة الحقد والكراهية، لإيماننا كلما كانت هناك أحقاد، كلما كانت فرص نجاح إيديولوجيتنا كبيرة.
كيف كنتم تستقطبون الأتباع وتؤثرون عليهم؟
كما قلت لكم الخطاب الديني كان معينا لاينضب من أجل الاستقطاب، وقد كنت قسيسا أدعو للحرب المقدسة، كان في المسيحية مايساهم في استقطاب الأتباع والمتعاطفين وأيضا مايبرر كل مانقوم به، ثم تحولت من المسيحية إلى الأساطير اليونانية، حيث نعتبر اليونان نقطة البدء، وتأسيساً واستمراراً لنزعة التفوق الأوروبي، ثم تحولت إلى الإيمان بآلهة الشمال، وهي عقيدة وثنية للدول الاسكندنافية قبل المسيحية، وهي معتقدات تمجد القوة والتفوق، ثم تحولت إلى خليط من الداروينية الاجتماعية والإلحاد، ويعتقد الناس أن الإلحاد بعيد عن العنف والعنصرية، لكنه بالنسبة لنا كان مستندا لممارسة عنصريتنا، المستندة إلى النقاء العرقي.
الموسيقى أيضا كانت وسيلة استقطاب هائلة، خاصة موسيقى الميطال، وقد كنت رئيس فرقة تدعى “سونتيريون”، “centurion”، وبعت 20000 أسطوانة للعنصريين البيض حول العالم، رغم أن كل ما كنت أقوم به هو الصراخ فقط، وأنا الآن أقول أن ذلك لاعلاقة له لابموسيقى ولابفن.
كيف تتعامل السلطات الأمريكية مع هذا الوضع؟
عموما أمريكا تتعامل بنوع من غض الطرف عن هذه المجموعات التي تعد بالمئات، ولاتدرجها في قوائم التطرف والإرهاب، لكن هذه السياسات تتفاوت بحسب الإدارة الأمريكية والرئيس المنتخب، وهي الآن في أوجها مع الرئيس ترامب.
كيف جاءت فكرة التراجع وكيف خطوت خطواتك في مسارك الجديد؟
رأيت أصدقائي المقربين يقتلون ويسجونون، وجرحت الناس الأبرياء وعائلتي كثيرا، وفي لحظة جاءتني صحوة ضمير، وقررت التوقف والانسحاب، ثم جاء حادث إطلاق النار على معبد السيخ في 5 غشت 2012، أدى إلى قتل ستة رجال، قتلوا من قبل منظمة حليقي الرؤوس البيضاء، وكان أحد الذين نفذوا إطلاق النار، عضوا في منظمتي السابقة، مباشرة بعدها قررت أن الانسحاب غير كافي، وأنه يلزمني القيام بشيء ما، فأسست منظمة تعمل على التحاور مع الشباب وصنع السلام، ثم بعدها كتبت كتابي “حياتي بعد الكراهية”، “My Life After Hate” وأنا الآن ناشط في السلام، ومحاربة العنصرية والكراهية.