حضور الماء وضرورته في بناء الحضارات البشرية
هوية بريس – عبد العزيز المودن
يعتبر الماء أهم عنصر لاستمرار حياة الإنسان وسائر الكائنات الحية، قال تعالى: “ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ “[1]. وهذا النص القرآني المعجز جاء في مطلع الربع الثاني من سورة الأنبياء، وهي سورة مكية، يدور محورها الرئيسي حول قضية العقيدة الإسلامية، ومن ركائزها الإيمان بالله رباً وبملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والتوحيد الخالص لله بغير شريك ،ولا شبيه ، ولا زوجة ،ولا ولد، ولا منازع له في سلطانه، وقد جاء في تفسير الجلالين ـ ما نصه : “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ “ النازل من السماء، والنابع من الأرض .” كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ” نبات وغيره ، أي : فالماء سبب لحياته “ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ” بتوحيدي ؟ . [2]
وذكر صاحب الظلال ـ رحمه الله ـ ما نصه :” فأما شطر الآية الثاني : ” وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ “ فيقرر كذلك حقيقة خطيرة، يَعُد العلماء كشفها وتقريرها أمراً عظيماً : إن الماء هو مهد الحياة الأول، وهي حقيقة تثير الانتباه حقاً، وإن كان ورودها في القرآن الكريم لا يثير العجب في نفوسنا، ولا يزيدنا يقيناً بصدق هذا القرآن، فنحن نستمد الاعتقاد بصدقه المطلق في كل ما يقرره من إيماننا بأنه من عند الله، لا من موافقة النظريات أو الكشوف العلمية له”.[3]
ولقد استقطب وجود الماء الأفراد والجماعات مما أعان على إقامة المجتمعات وإرساء أسسها من خلال نشوء التجمعات السكانية بالقرب من الموارد المائية الطبيعية، لتشمل كل نظم الحياة في الزراعة والصناعة، و التجارة عبر الأنهار وتربية الحيوانات وغيرها.
وعندما نتأمل جغرافيا مواطن الحضارات القديمة نجد أغلبها قائمة على ضفاف الأنهار مثل حضارة ما بين النهرين دجلة و الفرات، والحضارة الفرعونية بجانب نهر النيل، وحضارة الهنود بوادي السند في الهند وباكستان، ووادي هوانج في الصين وغيرها، فقد كان وجود المياه سبباً رئيساً في نشوء الحضارات والمجتمعات الإنسانية حيث استقطب الإنسان و مهد لإقامة مجتمعات حضارية شملت كل مجالات الحياة.
إن الحضارة بشكل عام هي تلك التراكمات المعرفية و المهارية التجريبية التي راكمتها المعارف الإنسانية لتحسين ظروف حياة الإنسان ، وتمكينه من الحضور الواعي و المؤثر في بيئته ووسطه المكاني و الزماني[4].
وفي موضوعنا هذا عن دور الماء ونظم السقي الفلاحي في نشوء الحضارات البشرية، يحق لنا أن نتساءل:
ما علاقة الماء بالحضارة الإنسانية ؟ وما الذي يجمع بينهما من الروابط ؟ وكيف ساهمت نظم السقي المبتكرة في ازدهارها أو تقهقرها واضمحلالها ؟ ولماذا نشأت الحضارات الإنسانية بجانب ضفاف الأنهار الكبرى؟ وكيف السبيل لتتخطى النظم الحضارية المعاصرة مشاكل ندرة المياه التي تؤثر بشكل خطير على الأمن الغذائي للأمم و الشعوب، وتهددها بالمجاعات والكوارث ؟
أولا: ماذا نعني بالحضارة؟
يعرف ابن خلدون الحضارة بأنّها “تفنّن في الترف وإحكام الصنائع المستعملة في وجوهه ومذاهبه من المطابخ والملابس والمباني والفرش والأبنية وسائر عوائد المنزل وأحواله”([5])، والحضارة بمفهوم شامل تعني كل ما يميز أمة عن أمة. كما أن الحضارة هي أرفع تجمّع ثقافي للبشر وهي أشمل مستوى للهوية الثقافية لا يفوقه من حيث تحديده للهوية الثقافية إلا الذي يميّز الإنسان عن غيره من الأنواع الأخرى، ويمكن تحديدها أو تعريفها بكل العناصر الموضوعية مثل اللغة والتاريخ والدين والعادات والتمايز الذاتي للبشر([6]).
والحضارة هي الدرجة العليا من تباين الوجود الإنساني، أي ذلك الشيء القادر على إلغاء التناقضات القائمة ما بين المجموعات البشرية ذات الانتماء العرقي والثقافي المختلف، وكذلك بين الشعوب المتطورة وغير المتطورة وبين ماهية السلطة والحاجة إلى نظام عام وهي تتضمن في داخلها الأبعاد التاريخية للواقع وهي التي تعالج قضية الاستخلاف والتعاقب([7]).
أما *ويل ديورانت* صاحب قصة الحضارة فيبين أن الحضارة هي نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي وتتكون من عناصر أربعة هي: الموارد الاقتصادية، والنظم السياسية، والتقاليد الخلقية، والعلوم والفنون. و تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق، لأنه إذا ما أمن الإنسان من الخوف، تحررت في نفسه دوافع التطلع وعوامل الإبداع والإنشاء، وبعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها([8]).
فالحضارة هي تلك الجهود المبذولة لخدمة الإنسان في جميع نواحي حياته، هي التقدم في المدنية والثقافة معاً، فالثقافة هي رقي في الأفكار النظرية مثل القانون والسياسة والاجتماع والأخلاق وغيرها، وبالتالي يستطيع الإنسان أن يفكر تفكيراً سليماً، أما المدنية فهي التقدم والرقى في العلوم التي تقوم على التجربة والملاحظة مثل الطب والهندسة والزراعة وغيرها، وقد سميت بالمدنيَّة لأنها ترتبط بالمدينة، وتحقق استقرار الناس فيها عن طريق امتلاك وسائل هذا الاستقرار، فالمدنية تهدف إلى سيطرة الإنسان على الكون من حوله، وإخضاع ظروف البيئة إليه. والإنسان لا بد له من الثقافة والمدنية معًا، لكي يستقيم فكر الأفراد وسلوكياتهم، وتتحسن حياتهم، لذلك فإن الدول التي تهتم بالتقدم المادي على حساب التقدم في مجال القيم والأخلاق، دول مدنيَّة، وليست متحضرة، ومن هنا فإن تقدم الدول الغربية في العصر الحديث يعد مدنية وليس حضارة، لأن الغرب اهتم بالتقدم المادي على حساب القيم والمبادئ والأخلاق، أما الإسلام الذي كرَّم الإنسان وأعلى من شأنه، فقد جاء بحضارة سامية، تسهم في تيسير حياة الإنسان([9]).
ثانيا: حضور الماء أصل من أصول بناء الحضارة
إن حضور الماء موغل في تاريخ الحضارات القديمة، وقطرات المطر الساقطة من السماء إلى الأرض، لكي ترتوي الأرض وتخرج خيراتها، كان لها مغزى كبير وعميق في التفكير الإنساني، فالماء أصل الحضارة، ومهد النمو والازدهار، حيث نشأت التجمعات البشرية وازدهرت على مقربة من مصادر المياه، واقترنت حياتها ونموها باستمرار توافره نظرا لارتباط الانشطة الزراعية بالماء وحاجتها الملحة إليه، وعلى الرغم من وجود بدائل لكثير من المواد الضرورية لبقاء الإنسان على قيد الحياة، فإنه لا بديل للماء، مما يدل على أهميته البالغة، وقد ارتبط التطور العلمي الحديث بالثورة البخارية، وبتطور أساليب استغلال وتنمية مصادر المياه المتاحة للأغراض المختلفة، وتطورت لذلك حاجة الإنسان إلى المزيد من مصادر المياه، فقام بإنشاء السدود على الأنهار الجارية، أو كثف البحث والتنقيب عن المياه الجوفية، أو اضطر لتحلية المياه المالحة من البحار، وفي عالمنا الحديث يقاس التقدم الحضاري لأي أمة بمدى ما يتوفر لأفرادها من مياه تفي باحتياجاتهم المتعددة، واستعمال هذه المياه على الوجه الأكمل([10]).
ولم تتوقف حاجة الإنسان للمياه عند حدود الاستخدام الشخصي بما تمثله من ضرورة مع الهواء في بقاء الحياة وسلامة الصحة، بل تعدته لتشمل كل مجالات الحياة في النقل والزراعة والصناعة وتربية الحيوانات وغيرها وبقدر ما تشكله المياه من نقاط التقاء وتواصل بين المجتمعات والحضارات، فقد كان لها دور بالغ الأهمية ومنذ الأزل في تحديد استقرار التجمعات البشرية وكانت إحدى عوامل الصراع بين البشر، ويبدوا أنها ستكون مصدرا للصراعات والمساجلات والحروب مستقبلا.
إن نظم تصريف المياه وشبكات الري كانت دائما في قلب التنمية المستدامة، وهي ضرورية للتنمية الاقتصادية وإنتاج الطاقة والغذاء وسلامة الإنسان الصحية. وهي أيضا مسألة حقوق، ففي حين يزداد تعداد سكان العالم، تزداد الحاجة إلى خلق توازن بين جميع المتطلبات التجارية من موارد المياه بما يتيح للمجتمعات الحصول على كفايتها من المياه.
ثالثا: دور نظم السقي الزراعي وأثرها على الحضارات الإنسانية منذ القدم.
إن الحضارات التي ذكرها التاريخ وخلدت في أنصع صفحاته هي الحضارات التي اهتمت بالإنسان فكراً وصحةً ومعاشاً، ولعل الآثار الباقية منها تشير إلى أن الاهتمام الكبير لدى من بنوا تلك الحضارات كان منصباً على تأمين حياة رغدة للإنسان، من خلال تأمين موارد الرزق القائمة على النشاط الزراعي بالأساس، ونلاحظ أن الأنشطة الزراعية الكبرى انحصرت في الأماكن التي توجد فيها الموارد المائية[11]. وهذه نماذج منها:
نظام الري في الحضارة المصرية القديمة
اعتمدت الزراعة في مصر، منذ عصور ما قبل التاريخ، على مياه النيل وغمرها السنوي المستمر للأراضي المصرية؛ بالفيضان، وهكذا، كانت الأراضي تروى سنويا بانتظام عن طريق ما يعرف بنظام “ري الحياض”؛ وهو نظام ينطوي على تقسيم الأراضي إلى حياض عبر إقامة حواجز طينية، وتنساب المياه من القنوات إلى الأحواض، فتحمل كل قناة الماء إلى نحو ثمانية من الحياض؛ الواحد تلو الآخر، ومع الزمن، تطورت نظم الري في مصر القديمة؛ نحو الري الصناعي: بهدف الحفاظ على المياه الفائضة عن الحاجة، وقد تحقق ذلك من خلال حفر مزيد من القنوات والجسور، ويعد نظام الري الصناعي إنجازا مصريا قديما تطلب التعاون الكامل بين الدولة والأمة مع المثابرة، وقد نجح المصريون القدامى في تحقيق الأمن الغذائي عبر تطوير نظم الري الزراعي في أرض مصر مستفيدين من مياه نهر النيل.
نظام الري في حضارة بلاد الرافدين
تعتبر الحضارة السومرية أقدم الحضارات التي ظهرت في بلاد ما بين النهرين (العراق)، و يرقى تاريخها إلى الألف الرابعة ق م. وامتدت إلى حوالي العام 2200 ق م ، وقد عنوا بالزراعة وتربية الماشية، وإقامة السدود لدرء مخاطر فيضانات دجلة والفرات، وبنوا نظاما محكما لشبكة واسعة من قنوات الري، ووضعوا تقويما قمريا خاصا بهم ونظاما حسابيا لمعرفة تواريخ الابذار ومواعيد الحصاد .
ولم يكن السومريون محظوظين طوال الوقت ، فقد كانت الطبيعة تعارضهم على الدوام لتفيض الأنهار مع موسم الأمطار وذوبان الثلوج في الأناضول، حيث منابع نهري دجلة والفرات – ليدمّر الطوفان المرعب المحاصيل قبيل الحصاد، ويأتي بعد ذلك موسم جفاف قاسٍ قد يدمر محاصيلهم الصيفية، ولكنهم وكشعب مبدع لم يستسلموا للأمر الواقع، لأن الإستسلام منافي لقيام أي حضارة ، فقاموا بحفر قنوات من الأنهار تصل المياه لحقولهم ومن ثم حفر قنواتٍ أصغر لتغطي كامل الحقل، ووضعوا بوابات من الخشب في الغالب للتحكم في كمية المياه المتدفقة للحقول، وقد مكنتهم تلك القنوات من الإحتفاظ بفائض من المياه لمواجهة مواسم الجفاف، وبذلك تمكنوا من الحصول على فائض إنتاج وفر لهم حياة أكثر رفاهية جعلتهم موضع أطماع شعوب الصحاري والهضاب الجافة على الدوام.
نظام الري في الحضارة الرومانية
كان الرومان أول من بنى شبكة المجاري، ففي السابق كان يوجد خندق تسير اليه المياه القذرة بعيدا عن المنازل، ولكن استهلاك الرومان الكبير للمياه في الحمامات، واستهلاك الأسر للمياه لتنظيف دورة المياه، جعل من الضروري تحسين النظام المائي، وكذلك استخدم الرومان قنوات جر المياه لري الاراضي الزراعية بمناطق الأمبراطورية قليلة المطر، و نظرا لأن الرومان كانوا مهندسين مَهَرة وحرفيين، كان بامكانهم بناء قنوات المياه والمجاري بحيث كان لها ميل انخفاض مكن المياه من المرور على طول الطريق من وإلى المدن و المزارع و الضياع.
واخترع الرومان الأسمنت حوالي 200 سنة ق م. مما مكنهم خلال الفترة (700 ق م إلى 500 م) من تطوير وتوسيع إمدادات المياه ونظام الصرف الصحي على مستوى عال جدا.
لقد شق الرومان القدماء قنوات لجر الماء، وأنشؤوا القنوات والخزانات المائية في أرجاء إمبراطوريتهم، فأحالوا المناطق على طول ساحل الشمال الإفريقي إلى حضارة مزدهرة تطورت خلالها الإنتاجية الفلاحية، ونمت المظاهر العمرانية[12].
نظام الري في الحضارة العربية بالأندلس
كان سكان الأندلس يعتمدون خلال فترة الوجود العربي الإسلامي على المياه الناتجة عن التساقطات المطرية، وكذلك على مياه الأودية والأنهار والعيون والآبار في شربهم ونظافتهم، وفي تزويد الأراضي الزراعية بما تحتاج إليه من مياه، وتفيدنا المصادر التاريخية بأن تحقيق هذا الهدف الأخير كان يتم بواسطة وسائل تقنية متنوعة شملت الآبار والسدود والصهاريج و نظم القنوات والسواقي والناعورات والسواني وغيرها.
وقد استفاد العرب كثيرا في مجال الري من التقنيات الرومانية التي وجدوها بعين المكان عند الفتح، وأضافوا إليها الكثير من التطوير، فانبثقت عن هذا التلاقح والانصهار منظومة تقنية رفيعة المستوى لازالت إلى اليوم محط تقدير وإعجاب الدارسين والباحثين الأثريين.
لقد توجه اهتمام القائمين على الأمر في الممالك الطائفية إلى مد القنوات وجلب المياه إلى مستغلاتهم الزراعية وقصورهم، وقد تفننوا في ذلك بما أبهر الواصفين. ويتضح من خلال التوزيع المجالي للسواقي والناعورات التي تم الكشف عنها في منطقة الاندرش (التابعة لألمرية) أن عملية السقي كانت تتم بشكل جماعي بين السكان المشتركين في إنجاز المشروع.
ومن المعلوم أن مثل هاته العملية كانت تباشر في المنطقة المذكورة كما في كافة مناطق الأندلس والغرب الإسلامي بوجه عام على وجهين: إما عن طريق وصل كل استغلالية على حدة بمجرى مائي يسمى *الخيط* على أساس أن يكون صبيب جميع الخيوط متساوياً… وإما عن طريق السقي *بالنوبة* أو *السهم* ويبدو أن هذه الطريقة كانت الأكثر شيوعاً، وبمقتضاها فإن كل شخص مشترك في إنجاز نظام سقي مائي له الحق في الانتفاع من المياه، وتفيد “النوبة” بأن المستفيدين من إنجاز مائي معين أو من مجرى مائي طبيعي كانوا يقومون بسقي مساحات من استغلالياتهم بتعاقب الواحد تلو الآخر([13]).
وكل هذه الحضارات أنشأت أنظمة ري كثيرة طورت الأرض وجعلتها منتجة، وقد انهارت بعض الحضارات حينما نضبت موارد المياه أوعندما أساء الناس استخدام هذه الموارد.
ومن خلال هذه الدراسة المختصرة نتوصل إلى ما يلي :
أينما كانت حضارة كبرى إلا و تجد بجانبها نهرا، فالنهر يعني الماء الذي يعني الحياة، فإذا توافر الماء بكثرة استطاع الإنسان أن يستخدمه في كل شيء ، للشرب ، الزراعة ، البناء وغير ذلك، كوسيلة مواصلات جيدة تنقلت الجماعات عبره إلى أماكن بعيدة تتوافر فيها المواد الخام أو أي مواد أخرى غير متوفرة لديها.
استطاع الإنسان أن يحقق أمنه الغذائي عبر اهتمامه بتطوير نظم السقي وقنوات توزيع المياه، مما أهله للتفرغ لبناء حضارات كبرى لا زالت أثارها بادية للعيان في عصرنا الحاضر.
إن الزيادة السكانية والتوسع العمراني وارتفاع مستويات المعيشة والنمو الاقتصادي والصناعي في عالمنا الحاضر، كلها عناصر ستسهم في زيادة الضغوط على البيئة الطبيعية، لذا فمن أهم الحلول التي يمكن اعتمادها لحماية الحضارة الإنسانية وضمان استمرارية تقدمها، التوجه إلى التخطيط لاستخدام الموارد الطبيعية بالشكل الأنسب، والتفكير في حق الأجيال القادمة من هذه الموارد الآخذة في النفاذ إذا لم يحسن استخدامها. من هذا المنطلق لم تعد الحماية والحفاظ على الموارد الحضارية والثقافية أمراً كافياً، بل اتجه التفكير إلى تحقيق استدامة هذه الموارد على المدى البعيد والاستفادة منها من الناحية الاقتصادية كذلك، وذلك لأنها تشكل ثروة قومية لجميع الأجيال الحالية واللاحقة، وهي ملك لهم جميعاً تقع عليهم مسؤولية حمايتها والحفاظ عليها والحفاظ على الموارد الحضارية[14] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] سورة الأنبياء . الأية :30.
[2] حاشية الصاوي على الجلالين ج3 ص 92. ط دار الفكر.
[3] في ظلال القرآن .سيد قطب .ج4 .ص 2376. سنة النشر: 1423 هـ – 2003 م رقم الطبعة: الطبعة الثانية والثلاثون .
[4] د محمد أوغانم .جامعة عبد المالك السعدي ، تطوان.
[5] ابن خلدون، ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر. صفحة 216 (الطبعة الثانية)، بيروت دار الفكر، ، جزء 1. بتصرّف.
[6] الإسلام والغرب (آفاق الصدام): صموئيل هانتيغتون، ترجمة: مجدي شرشر. ص64.
[7] الإسلام الثابت الحضاري والمتغيرات السياسية: ألكسي مالاشينكو، ترجمة: د.ممتاز الشيخ. المقدمة.
[8] قصة الحضارة – الجزء الأول: وول ديورانت. ص 34 .
[9] بتصرف عن مقال نشر بالعدد الأول من مجلة جيل العلوم الإنسانية والإجتماعية ص 51 للباحثة أميمة سميح الزين. باحثة في حقوق الإنسان والبيئة ، جامعة آريس الأمريكية، لبنان.
[10]انظر مجلة الوعي الإسلامي – العدد: 613 – صـ 44: 43.
[11] محمد بن عبد العزيز بنعبد الله «الماء في الفكر الإسلامي والأدب العربي» المقدمة ص7 – الكويت -2011.
[12] صيانة التراث الحضاري/ ترجمة صادق عبدالحميد الراوي و طالب عبدالمير مهدي/ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس/2002/ص47.
[13] عن كتاب الزراعة في الأندلس، بتصرف /الدكتور يوسف النكادي، منشورات مركز دراسات الأندلس وحوار الحضارات، الرباط 2009.
[14] مقال نشر بالعدد الأول من مجلة جيل العلوم الإنسانية والإجتماعية ص 51 للباحثة أميمة سميح الزين/ باحثة في حقوق الإنسان والبيئة – جامعة آريس الأمريكية، لبنان.