حقائق تؤكد زيف الادعاء بأن التدين تراجع بين صفوف الشباب
هوية بريس – عابد عبد المنعم
تحت عنوان “مستقبل الصحوة الدينية بين الدراسات التسويقية والحقيقة العلمية” كتب د. امحمد الهلالي “عندما كانت بعض الأبحاث العلمية تدبج التقارير والدراسات حول تراجع التدين وتدبج نظرياتها بخصوص تراجع مؤشرات التدين خاصة في صفوف الشباب وتسعجل الخلاصات حول ما بعد الصحوة الدينية، كنا نؤكد على الاختلالت المنهجية والتحيزات المسبقة التي تقود إلى هذه النتائج المسقطة، وكان سندنا في ذلك هو رصدنا الميداني للحالة الدينية وتتبعنا للتوجهات الدينية التي تكشف عنها الدراسات المختلفة عبر العالم وذلك لازيد من عقد من الزمان.
طبعا كنا ندرك أن الأمر لا يعدو أن يكون جزء من الأنساق التسويقية التي تمكنت من اختراق المجال العلمي ونجحت في تطويع المنهجيات البحثية للوصول إلى الخلاصات والنتائج المحددة سلفا، من خلال استطلاعات رأي مخدومة أو اعتماد مناهج علوم إنسانية واجتماعية متحيزة”.
وأضاف رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة “هاهي الحقائق تظهر عيانا دونما حاجة إلى فرضيات واختبارات تكشف حقيقة مشاعر الناس وميولاتهم وقناعاتهم من خلال وقائع عدة ومتظافرة وصادرة عن عينة تمثيلية متنوعة الانتماء الجيلي والمكاني والجغرافي والجنسي والديني والحضاري.
ومن بين هذه الوقائع هنالك رفض التنكر للفطرة ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني وتثمين منع ترويج الخمور في الفضاءات العامة وبجوار الملاعب وخاصة من قبل النساء الائي استفدن من بيئة أكثر أمنا وسلامة من المضايقات، ثم من خلال مظاهر الاستعداد للنزالات الكروية بالتوجه بالدعاء إلى السماء وطلب العون من الله من قبل نجوم الرياضة وتوسلات المشجعين، وعدم الاكتفاء بالحسابات التكتيكية والاستعدادات النفسية والبدنية، ثم عبر الاحتفال بالانجازات بالسجود والارتباط بأداء الشعائر قرب الملاعب والتشبث بالقيم كقيم ومنها النية ورضا الوالدين”.
واعتبر الهلالي أن “رفض التطبيع مع الشذوذ الجنشي ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني والسجود لله والتعلق بالصلاة والعبادة وبرضا الوالدين ومضامين هتافات الجماهير في تشجيع فرقهم المفضلة والتفاعل مع نداء الأذان والإقبال على الشعائر وعلى فعاليات التعرف على الإسلام وعلى عادات وتقاليد المسلمين في البلد المضيف، كلها وقائع تؤكد حقيقة الظمأ الروحي الذي يعاني منه إنسان الثورة الرقمية، ومؤسرات تدل على حجم الصحوة الدينية والفطرية التي تشهدها الإنسانية وفي القلب منها أمة الاسلام.
كل هذا يؤكد أن القرن 21 هو قرن عودة الدين إلى الحياة العامة وقرن البحث عن التمثلات الجماعية والاجتماعية للدين وعدم الاكتفاء بأبعاده الفردية والتجارب الشخصية في التدين وهذه أبرز الخلاصات التي كشفت عنها أكبر التظاهرات الرياضية العالمية التي انعقدت في نونبر ودجنبر في متم 2022 بقطر”.