حق للأمة أن تحزن لموت العلماء وتأسى لفراقهم
هوية بريس – الحسين أسوني
بهم تحيا القلوب الحية وتموت القلوب الزائغة المضلة فهم في الأرض كالنجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر لأنهم ينفون عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين،بهم يعرف الحلال من الحرام ويتميز الحق من الباطل لأنهم يذكرون الغافل ويعلمون الجاهل ويقومون بالرد على أعداء الإسلام وخصومه فلهذا رفع الله ذكرهم وأعلى منزلتهم وبين فضلهم وأخبر أن منزلتهم غالية ودرجتهم عند الله عالية،
إن حاجتنا إلى العلماء الربانيين هي فوق كل حاجة لأنهم مصابيح الدجى وأعلام الهدى فالناس لا يعرفون كيف يعبد الله إلا بالعلماء فحياتهم غنيمة وموتهم مصيبة فإذا مات العالم فشا الجهل واندرس العلم وتحير الناس وظهر الشر والنفاق يقول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- “خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير فيها،أنظروا ايها الأحبة إلى واقعنا اليوم حينما قل فينا العلماء الربانيون كثر الجهل والتخبط وفشا المنكر وانتشر وتحكم فينا الأراذل والسفهاء وأتهم الدين وأهله وحورب الإسلام باسم الإسلام وضيعت معالم الدين وحدوده واختلطت الأمور على الناس فلا يعلمون الحق ولا يميزون أهله لأن أهل الحق الصادقين وعلمائه الربانيين قد غابوا وقلوا وصاروا في الدنيا قليل من قليل من قليل،
إن العلماء الربانيين هم القوم لا يشقى بهم جليسهم فحبهم دين وطاعة والقرب منهم ومن مجالسهم خير وعبادة واحترامهم وتوقيرهم هو من إجلال الله سبحانه وتعالى وتوقيره وإيذائهم والطعن فيهم ومحاربتهم هو طعن في الشريعة وأذية لأولياء الله الصالحين،
الموت قدر محتم على كل حي، لا ينجو منه كبير ولا صغير، ولا غني ولا فقير، ولا شريف ولا حقير، ولا حاكم ولا محكوم، ولا عالم ولا جاهل، ولا ذكر ولا أنثى.. الموت نهاية الحياة الدنيا، وبداية حياة الآخرة،إنما يعظم أمر الموت، ويفظع شأن المصاب، إذا كان المفقود عالما من علماء الأمة، تستنير بعلمه البلاد، ويستضيء بفقهه العباد. فالعلماء ورثة الأنبياء، وجودهم خير عظيم، وفقدهم مصاب جسيم. فهم نواب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله، وهم الملاذ، بعد الله تعالى، لبيان مراد الله من دينه.فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لاتعلمون…
إنا لله وإنا إليه راجعون ببالغ الأسى والأسف تلقينا في هذه اللحظات نبأ وفاة الشيخ الجليل المتواضع الزاهد مربي الأجيال الفقيه الاديب السوسي العلامة سيدي محمد الغالي الدادسي فقيه مدرسة “تنالت” للتعليم العتيق.
اللهم تغمده بواسع رحماتك وأسكنه فسيح جناتك مع الصفوة الأخيار من رسلك وأنبيائك وارزق أهله وذويه وطلبته وتلاميذه الصبر والسلوان. آمين
نعم حق لها أن تحزن على أئمة الهدى و مصابيح الدجى الذين ترجموا عقيدتهم إلى أفعال و لم يبيعوا آخرتهم بدنياهم، فكانوا قادة لشعوبهم يجاهدون في سبيل الله، أما العلماء الذين لم يحذوا خذوهم و كانوا عونا للظالمين على عباده فلا بارك الله فيهم