حكمة السجود
هوية بريس – د.خالد الصمدي
خلق الله الانسان في أحسن تقويم وأمر الملائكة المكرمين أن يسجدوا له تكريما، فسجدوا طاعة لامر الله لانهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وكان من مقاصد هذا المشهد أن يكتشفوا بأنفسهم واحدا من المندسين في صفوفهم، لانه ليس منهم خلقا، ولا يتصف بصفاتهم خلقا.
إنه إبليس الذي لم يكن ملكا وإنما “كان من الجن ففسق عن أمر ربه” فرفض السجود تكبرا، وقد كان الله تعالى به عليم الا أنه أراد أن يعلم خلقه بأن الخير لا يخلو من دخن وشر ، لذلك لا بد من الاحتياط والحذر.
وحين عصى إبليس ربه دفع آدم عليه السلام ليقع في نفس المخالفة فاغراه أن يأكل من الشجرة ففعل خطأ وضعفا وليس تكبرا ، فتلقى من ربه كلمات فتاب عليه.
ولا زال الانسان الى اليوم يأكل من هذه الشجرة التي لها فروع كثيرة:
فرع أكل اموال الناس بالباطل
فرع أكل مال اليتيم
فرع أكل المال بالزور والسحت
فرع أكل الربا
فرع أكل حقوق الناس في مجالات الحياة المختلفة،
فرع الظلم
فرع الكذب والغيبة والنميمة والحسد
وغيرها من الفروع
ولا يزال السجود الذي يتمناه إبليس ولا يستطيعه، هو وسيلة الانسان للقرب من الخالق، والتوبة إليه، فمن وفق إلى السجود استحق تكريم الملائكة الأبرار، ومن حرم السجود انحدر إلى درجة الإبليسية، وبئس القرار.