حماة الشذوذ… وحراس الرذيلة
هوية بريس – نور الدين دراش
يفتخر عقلاء البشر من مختلف الأجناس والأعراق والأديان… بحماية العفة والدفاع عن الفضيلة وحمايتها لأنها أمر قد جُبلت عليه النفوس التي لم تنتكس فِطَرُهَا ولم تتغير طبيعتها.
وأشهر من انتكست فطرتهم فعكسوا القاعدة وحاربوا العفة والطهر والفضيلة وقاموا بصيانة الشذوذ والرذيلة هو قوم لوط فصاروا مضرب المثل في الفساد والانحراف السلوكي والأخلاقي.
قال الله تعالى: (وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنۡ أَحَدٖ مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ، إِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةٗ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ) [الأعراف:80-81].
وقال تعالى: (وَلُوطًا إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِۦٓ أَتَأۡتُونَ ٱلۡفَٰحِشَةَ وَأَنتُمۡ تُبۡصِرُونَ أَئِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةٗ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ) [النمل:55].
ولما أنكر عليهم سيدنا لوط عليه السلام فعلهم الشنيع وسلوكهم المنحط ما استحيوا ولا تراجعوا بل شنعوا عليه وهاجموه وأنكروا عليه وعلى من سار على نهجه طهرهم وعفافهم وأمروا بإخراجهم من القرية بسبب ذلك.
قال تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخۡرِجُوٓاْ ءَالَ لُوطٖ مِّن قَرۡيَتِكُمۡۖ إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ) [النمل:56].
وفي زماننا هذا يعيد التاريخ نفسه فيهجم على البشرية طوفان الشذوذ المُعاكس للطبيعة الذي يسمونه “المثلية الجنسية” وتتبنى أكثر الدول الغربية الدفاع عنه والهجوم على كل من يعارض ذلك أو يرفض الانخراط في الترويج له.
ففي كثير من الدول الغربية يكفي أن يكون المرء من هذا النوع الشاذ ويعلن عن ذلك حتى يمنح درجة من العناية والاهتمام والحماية والرعاية ليست للمواطنين الأسوياء… فيمنحُ الشواذ المجاهرون اللُّجوء السياسي والجنسية ويدرجون في تكوينات ويدمجون في مهن أو وضائف.
ناهيك عن حق “المثليين” في الزواج وحقهم في تبني الأطفال وتجريم كل تمييز أو موقف سلبي ضدهم.
هذه الامتيازات تدعوا غيرهم من الأسوياء أو الضعفاء للالتحاق بمستنقع الشذوذ وحمأة الرذيلة؛ وبخاصة من الدول الفقيرة التي يطمع أبناؤها في الالتحاق بالدول الغربية… فيجدون في هذا السلوك أخصر سبيل وأسرع طريق لذلك.
ولما حملت بعض الفرق الرياضية شارات الشذوذ عوقب كل لاعب رفض المشاركة في ذلك.
ليس هذا فقط بل حتى السينما العالمية أصبحت المهرجانات العالمية تحتفي بكل الأعمال والإنتاجات التي تتضمن مشاهد إباحية شاذة (مثلية) ولا تتعاطى مع الإنتاجات (الهادفة) ذات الرسائل التربوية والتوعوية بمقاييس القوم (!!!).
بل حتى الأفلام والمسلسلات الكرطونية والرسوم المتحركة والألعاب الإلكترونية الموجهة للأطفال لم تسلم من هذا الطوفان حيث عرفت في الآونة الأخيرة إقحاما كبيرا وغير مفهوم لحركات ورموز وأعلام الشواذ، وكأن العالم الغربي مصرّ على تحريف الطبيعة البشرية للأجيال القادمة.
وفي بلادنا العربية والإسلامية يحاول أكثر العلمانيين استيراد هذه السلوكيات المنحطة التي تنم عن سعي البشرية نحو انحطاط تتنزه عنه الحيوانات من خلال التشجيع على ما يسمونه بـ”العلاقات الرضائية”، أي: الزنا، ما يجعلنا نتخوف من يوم قد يطالب فيه القوم بشرعنة زواج الشواذ ضدا على الطبيعة وعكسا للفطرة وخلافا للشرع، لأننا بالتجربة نعلم أنه ما تقوم دعوة بالغرب إلا ويتسارع التغريبيون والعلمانيون للتقليد الأعمى بعيدا عن الدين والقيم والهوية، ولو ضرط الغرب (لتضارط) علمانيو العرب.
إن الذي يريد الخير لبلدنا ولسائر بلاد المسلمين لا يمكن إلا أن يحظر كل تشجيع على هذا العفن الذي لو لم تحرمه الشرائع الإلهية لكان حقيقا بأسوياء البشر وعقلائهم أن يمنعوه نظرا لما له من أثر سيئ على المجتمعات والأفراد.
وهذا ما جعل عقلاء الغرب يستمرون إلى اليوم في التحذير من مسلك شرعنة زواج المثليين وتوسيع حقوقهم، ومن أشهرهم الرئيس التشيكى “ميلوش زيمان” الذي أعلن صراحة عن موقفه المعارض لتسجيل زواج المثليين في الجمهورية، مشيرا إلى أنه “لن يوقع القانون في حال إقراره في برلمان البلاد”. وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل واضح رفضه للعلاقات الشاذة.
فهل يكون هؤلاء -وغيرهم كثير- أحرص على الفطرة من بعض المسلمين الذين لا يحتكمون للإسلام حقيقة ولا يجرؤون على التجرد منه كليا ليعلم الناس حقيقتهم ويعي ما يضمرون من السوء والشر لهذا البلد وهويته.
فاللهم رحماك..!!