قال محلل عسكري إسرائيلي، إنه في الوقت الذي يريد فيه كبار قادة الجيش إنهاء العدوان على قطاع غزة، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعارض ذلك بحثا عن “نصر واضح”.
جاء ذلك وفق المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عاموس هارئيل، في مقال نشره، الأربعاء.
وأضاف هارئيل: “تشير المحادثات التي أجريت خلال الأيام القليلة الماضية مع كبار المسؤولين السياسيين والجيش إلى أن الغالبية العظمى تعتقد أن عملية غزة على وشك أن تستنفد”.
وأردف: “يسعى المستويان السياسي والعسكري إلى إنهاء العملية، كلاهما يفضل ببساطة أن لا يتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك”.
وكانت صحيفة “هآرتس” أشارت إلى أنه “ما لم تقع تطورات اللحظات الأخيرة فإنه سيتم الخميس إنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت قبل 10 أيام”.
وأشار هارئيل، أن “المشكلة هي أن إسرائيل تحصي الأهداف التي دمرت وعدد الناس الذين قتلوا، ولكن حماس تعمل على مستوى مختلف تماما من الرمزية والوعي، ومن هذا المنظور ترى لنفسها اليد العليا”.
وتابع: “بالنسبة لحماس يكفيهم أنهم شلوا الحياة في معظم أنحاء إسرائيل التي كانت قد بدأت للتو في التعافي من فيروس كورونا، وأجبرت سكان وسط البلاد على روتين صفارات الإنذار اليومية وخفضت عدد الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل إلى الحد الأدنى”.
وأشار هارئيل، إلى أنه “خلال 3 عمليات كبيرة سابقة في غزة، وكذلك في سلسلة من العمليات الأصغر تم التوصل إلى وقف إطلاق النار من خلال الوساطة المصرية، وأحيانا بمساعدة الأمم المتحدة”.
وأضاف: “لكن هذه المرة ورغم أن الاتصالات لم تتوقف، إلا أن الطرفين لم يمنح أي منهما ما يكفي من الحبال للعمل معهم للتوصل إلى اتفاق ملزم”.
وأردف: “في إسرائيل هناك من يفكر بوقف إطلاق نار أحادي الجانب من دون اتفاق، إذا انتهكته حماس سيعزز الشرعية الدولية لرد إسرائيل”.
وأشار هارئيل إلى أن “الخطاب الإسرائيلي لم يظهر أي فهم تقريبا للضرر الدولي الذي لحق بالدولة من جراء القصف العنيف على غزة وتزايد عدد القتلى المدنيين هناك”.
ولفت إلى أنه “بالنسبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الرجل الذي يتعين عليه في النهاية تحديد موقف إسرائيل، فإنه ليس من المريح إنهاء القتال في ظل الظروف الحالية، دون نصر إسرائيلي واضح”.
وأضاف: “في الخلفية هناك أيضا اعتبار سياسي: التفويض الذي منحه الرئيس رؤوفين ريفلين لمنافس نتنياهو زعيم حزب هناك مستقبل يائير لبيد لتشكيل حكومة الذي ينتهي في غضون أسبوعين”.
يذكر أنه في حال فشل لبيد بتشكيل الحكومة فإن نتنياهو يمتلك فرصة لتشكيل حكومة مجددا بعد أن أخفق بهذه المهمة قبيل العدوان العسكري ضد غزة.