حملات إعلامية ضد عنصري حركة التوحيد والإصلاح؟؟؟
هوية بريس – الدكتور محمد وراضي
قد لا نكون على وفاق مطلق مع أي فريق إسلامي أو علماني. لكننا على وفاق نسبي مع جميع الفرقاء. ما دام الأمر يتعلق بمحاولات لإصلاح ما اعوج من السلوكات الخاصة للدولة والأفراد. فالعلماني يطلب سيادة الحرية والنزاهة والعدالة والمساواة والديمقراطية. ولا نظن أن الإسلامي النظيف يناضل لمنع الهواء النقي من الهبوب على الجماهير التي يريد لها الاستقرار والأمن وراحة البال. هذه التي لن تتأتى إلا بفعل خماسي المبادئ المذكورة قبله.
ولا يهمنا هنا مركز العنصرين المتلبسين وهما على حافة الزنا بلغة الدين الصريحة. أو على حافة ممارسة الدعارة باللغة المتداولة لدى من لا تتحمل نفوسهم اعتماد مصطلح إسلامي للتعبير عما وقع فيه واعظان مرموقان في مجالهما الدعوي من خزي وهوان ومذلة! تعقبها لا شك ندامة ملازمة لهما! من لحظة ضبطهما في الحالة الموصوفة أمنيا، إلى حين وفاتهما… مع التأكيد على إمكان تعرضهما لأحوال نفسانية غاية في الخطورة.
لن نستعرض هنا رواية الأمنيين المسؤولين عن القبض على الظنينين. ولن نستعرض هنا تصريح وزير العدل المنتمي إلى جماعة التوحيد والإصلاح. ولن نستعرض هنا حملات إعلامية شرسة صادرة من منابر صحفية متعددة. لن نستعرضها بمختلف مضامينها. وإنما نحيل انتباه كافة المتدخلين على ملاحظات، عساهم يبحثون من خلالها على الإنصاف في التعامل مع موضوع عمر بنحماد التجيني وفاطمة النجار. بصرف النظر عن هوية المتدخلين. كانوا إسلاميين أو علمانيين أو عاديين في منزلة بين المنزلتين! والملاحظات هي هذه:
1ـ إن كنا نتكلم بلغة الدين، تحدثنا عن اختلاء الرجل بامرأة! وعن الزنا وعن عقوبة ممارسيه!ّ متى تم ضبطهم في حالة هي أشبه ما تكون بإدخال الخيط في الإبرة. لأن الشرع الإسلامي دقيق في العمل على إثبات الحجج التي تبنى على أساسها الأحكام.
2ـ إن نص الدستور المغربي على أننا دولة إسلامية، فإن ما نص عليه مجرد حبر على ورق!!! وإلا فإن عقوبة الزناة هي الجلد أو الرجم حتى الموت؟ وتبريرات هذين الحكمين موجودة بوضوح في كتب الفقه.
3ـ جرم الدعارة أو الزنا غرق فيه الحكام وأبناء الحكام من المحيط إلى الخليج! ففضيحة العميد المغربي: ثابت. كشفت عن اغتصابه ل (500 امراة وفتاة)! والاغتصاب ليس هو القبول والرضى بالدخول في العمل الجنسي بين طرفيه كحال صاحبي قضيتنا؟
وأفظع من فعلة ثابت ما اعتاد عليه بعض رؤساء الدول وأبنائهم من الاغتصاب حتى التهديد بالقتل؟ فحكاية “باريسولا” اليونانية مع صدام حسين، من الفضائح التي تجاوزت حدود العراق! فقد اغتصبها وعمرها لم يتجاوز 16 سنة؟ دون أن يكف عن ممارسة الجنس معها بعد أن تزوجت مرتين ورزقت بأولاد!!! أما ولده عدي فكان يغتصب ثلاث نساء كل يوم بعد تعذيبهن!ّ!ّ!
وها هو ذا القذافي يحتجز تلميذة تونسية جاءت في زيارة إلى ليبيا! اغتصبها وأبقاها رهينة في قصره المنيف لمدة!
أما فضائح ولده سيف الإسلام في نفس السياق فحدث ولا حرج! بصرف النظر عن عيروض مصر وفرعونها: محمد حسني مبارك الذي كان يتحرش بخادمة إنجليزية جميلة! وذلك في الوقت الذي تزوج فيه سرا بفنانة مصرية فاتنة تدعى: إيمان الطوخي! في حين أن ابنه جمال كان قد تزوج في السر بثلاث فنانات جميلات! بصرف النظر عن فواحش وزير الداخلية المصري الأسبق: حبيب العدلي!
وبصرف النظر عن وزير الداخلية المغربي الأسبق: إدريس البصري الذي اغتصب خادمته اليافعة التي ختمت تصريحها لجريدة “المشعل” المستقلة بهذه العبارات المؤثرة: “لكنني ربما أكون بشهادتي هذه أتخلص من عقدة نفسية لازمتني طويلا. للأسف لا زالت آثارها مدمرة على حياتي! صرخت الخادمة باكية”. وبصرف النظر عن الحياة الخسيسة الجنسية المتعلقة بالرئيس التونسي المخلوع، الذي كان رهن إشارة زوجته المتحكمة في كل تحركاته: ليلى الطرابلسي!!!
4ـ أي حكم إذن – في ظل دولة علمانية – يتوقع صدوره ضد وليين لله عز وجل، رغم أنف من كالوا لهما أرطالا من السباب والشتائم، وكأنهما بفعلتهما النكراء المفترضة قد خرجا عن دين الإسلام إلى الأبد؟؟؟
5ـ نعم، ثبت في حقهما التهيؤ لإتيان الفاحشة، لكن رفض الاحتكام إلى شرع الله من طرف حكامنا العلمانيين، يضع هؤلاء في موقف أدهى وأمر؟ وإلا فأي حكم صدر في حق من ثبتت ممارستهم للجنس بالرضا والاغتصاب، والحال أنهم حكام يمتدحهم ويدعو لهم خطباء الجمعة في العواصم العربية بطول العمر؟؟؟
6ـ إن كان من ذكرناهم من القادة وأبنائهم عبيدا مسخرين للأهواء، وهم في الوقت ذاته معروفون باغتصاب السلطة من جهة، وخيانة زوجاتهم وشعوبهم من جهة ثانية. دون أن يتعرضوا لأية مساءلة، ولا لأي اعتقال، ولا تم التشهير بهم في العلن، ولو أن جماهير أممهم على بينة مما عليه يتهافتون! نقصد على الأموال والأراضي والعقارات واليخوت والطائرات الخاصة، وعلى النساء وأنواع الخمور. فكيف نعلل الحكم الذي سوف يصدر على من لم يرتكب ما ارتكبوه إن بالكيف وإن بالكم؟؟؟
7- على الكل أن يعرف بأن ابن آدم خطاء، وأنه ليس بملائكة الرحمان الذين “لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”! مما يعني أن ارتكاب ذنب أو اقتراف مخالفة من طرف شخص عالم مرموق، هو كغيره من الناس، معرض للوقوع في الزلل، مثله مثل معشوقته. ونذكر هنا أن أحدهم سأل عالما عما إذا كان الولي يقدم على الزنا فأجابه: “وكان أمر الله قدرا مقدورا”!
8- لكن إعلامنا عودنا جهله بالأحوال المتردية أحيانا لبعض المؤمنين الخاصة، وجهله هذا آت من كون أصحابه يوحون بأن الإسلاميين لا بد أن يرتفعوا إلى درجة الملائكة! وأن زلاتهم لا بد أن تكون أبعد من زلات إخوانهم في الدين، حتى ولو أنهم لم يتصدروا الدعاة إلى الله، ولا كانوا في صف من صفوفهم معروفين أو مجهولين!
9- فالأهداف التي يسعى إلى تحقيقها ممثلو الإعلام العلماني الهوية، هي في الحقيقة إيحاء سياسي ممنهج وراءه سعي إلى تجسيد فقدان الثقة في الدعاة! وفي الآن عينه في الجمعيات أو في الجماعات، أو حتى في الأحزاب التي ينتمي إليها هؤلاء الدعاة!!! يعني الكشف جهارا عن كسب نقط الانتصار على الطرف الأيديولوجي الذي يؤكد بالملموس، كيف أن العلمانيين كحكام، لم يجلبوا لشعوبهم غير المهانة والعار! تكفي إحالتهم على جاهلية فراعنة مصر! وفرعون ليبيا المقتول! وفرعون سوريا الذي أضحى أضحوكة من فرط إصراره على إفناء شعبه! بينما غيره من الدكتاتوريين الذين يغارون على الدين الذي يريدونه – دين الخضوع والذل والاستسلام – آثروا اقتفاء أثر المساهمين في القضاء على آلاف من أبناء وطنهم بحجة مواجهة الفكر الظلامي الديني! بينما هم غارقون في ممارسة الفكر الظلامي السلطوي والسياسي والحزبي! وأغلبيتهم الساحقة كما تعرف شعوبهم معرفة مؤكدة، وصلت إلى السلطة عن طريق الغصب والاحتيال، مما يعني غياب الحس الأخلاقي والديني عن ساحتهم السياسية والسلطوية!!!
وهنا نترك الكلمة للعلمانيين المدافعين عن حرية المواطنين في اختيار الرفيقات والعشيقات حتى ولو تزوج الطرفان كلاهما؟ وإن استفسرنا مستفسر، أحلناه على المفكر الأمازيغي أحمد عصيد! وعلى زميلته ومعشوقته مليكة مزان التي تركت لنا هذا التصريح المثير حقا للاستغراب! خدمة منها للدين وللوطن وللديمقراطية في الآن ذاته. تقول: “يشرفني أنا مليكة مزان المناضلة الأمازيغية المعروفة بوفائها وإخلاصها لشعبها الأمازيغي، أن أعلن نفسي تلك الزعيمة العلمانية التي يحتاج إليها الأمازيغ، وأميرة على دولتهم الأمازيغية العلمانية المرتقبة في شمال إفريقيا! مع وعدي الكامل والصارم للجميع بأن أكون عند حسن ظنهم كما كنت دائما. وأن أبدل كل ما في وسعي من أجل بناء وطن أمازيغي موحد وقوي! وضمان كافة حقوق وحريات شعبنا العريق الكريم الصامد”؟؟؟ ولم لا، فمعشوقها الأمازيغي مثلها أحمد عصيد هو الذي تولى تلقيحها لتتحول إلى ملكة حتى ولو تعلق الأمر بالأحلام الوردية الجميلة!!!