حملة تطهير للضباط في الاستخبارات الروسية

16 أبريل 2022 15:44

هوية بريس – متابعات

كشفت الحرب في أوكرانيا عن انقسامات في النخبة الأمنية في موسكو، وأصبح جهاز الأمن الفيدرالي وبوتين غير راضين بشكل متزايد عن تعامل كل منهما مع الصراع، حسبما يزعم خبير في الاستخبارات الروسية في حديثه لصحيفة The Times البريطانية.

يقول أندريه سولداتوف، الصحفي الاستقصائي ومؤلف كتب عن وكالات استخبارات الكرملين، إنه في حين أن مكتب الأمن الفيدرالي دعم الحرب بشكل عام “إلا أنهم يرون أن الأمور لا تسير على ما يرام”.

وأضاف: “إنهم يلقون باللوم على المعلومات الاستخباراتية السيئة، وبالطبع بوتين نفسه، لشن الحرب بالطريقة التي قام بها. الآن لديّ شعورٌ بأن الأجهزة الأمنية تحاول إبعاد نفسها عن القائد الأعلى للقوات المسلَّحة”.

تقول الصحيفة البريطانية، إن الجنرال سيرغي بيسيدا، 68 عاماً، رئيس الخدمة الخامسة في مكتب الأمن الفيدرالي الروسي، والمسؤول عن جمع المعلومات الاستخباراتية في الاتحاد السوفييتي السابق، أُرسِلَ إلى سجن ليفورتوفو في موسكو هذا الشهر، بعد أسابيع من وضعه قيد الإقامة الجبرية.

كُشِفَ عن اعتقال بيسيدا في الأصل من قبل سولداتوف، الذي كان يقدم تقارير عن مكتب الأمن الفيدرالي منذ التسعينيات، عندما ظَهَرَ كخلفٍ لوكالة الكي جي بي، وأُعيدَ تنظيمه لاحقاً للاستجابة مباشرةً لبوتين.

يعتقد سولداتوف أنه على الرغم من اتهام بيسيدا، الذي كان أحد كبار المسؤولين العشرة في مكتب الأمن الفيدرالي، بالفساد، فقد ألقى الرئيس باللوم عليه بسبب الإحاطات الإعلامية غير الدقيقة، التي أشارت إلى أن أوكرانيا سوف تتفكك بسرعة وتستسلم في مواجهة القوات الهجومية الروسية.

أما كريستو جروزيف، المدير التنفيذي لموقع Bellingcat للصحافة الاستقصائية، الذي كشف عن أولئك الذين حاولوا قتل المعارض المعتقل أليكسي نافالني، فقد أبلغ أيضاً عن حملة تطهيرٍ للضباط في مكتب الأمن الفيدرالي، مع تسريح أكثر من 100 منهم من وظائفهم منذ بداية الهجوم على أوكرانيا.

قال سولداتوف إن “التقرير كان ذا مصداقية، ويتماشى مع تاريخ الصراع الداخلي في جهاز الأمن الفيدرالي. ويُقال إن المكتب يوظِّف 66,200 فرد نظامي، بما في ذلك حوالي 4 آلاف من القوات الخاصة، بالإضافة إلى كونه مسؤولاً عن الأمن حول حدود روسيا”.

وقبل الهجوم، كان يُعتقَد أن الخدمة الخامسة للوكالة قد كُلِّفَت بتعزيز شبكة من المنشقين ليترأسوا إدارةٍ تكون “دمية” في يد الكرملين، وتحل محل حكومة الرئيس زيلينسكي في كييف، وهو جهد انهار عندما كشفت الحكومات الغربية عن الخطة.

ومع ذلك، أضاف أن الكثيرين في الخدمة محبطون أيضاً من بوتين -وهو نفسه عميلٌ سابق في “الكي جي بي” ومدير مكتب الأمن الفيدرالي- حيث تصاعدت خسائر روسيا في أوكرانيا.

ورغم أن قوات موسكو قد حققت مكاسب في جنوب وشرق أوكرانيا، وتهدِّد بشنِّ هجوم جديد في دونباس، يبدو أن الهجوم الأوَّلي على كييف والمدن الشمالية الأخرى قد فشل.

قال سولداتوف: “إنهم يعتقدون في مكتب الأمن الفيدرالي أنه كان يجب التعامل مع الأمور بشكلٍ مختلف”، مضيفاً أنه لا يعتقد أن الجزء الأكبر من مكتب الأمن الفيدرالي قد شورِكَ في القرار الأوَّلي بشأن الهجوم على أوكرانيا.

ومع ذلك، فقد حذر من أن الاستياء من تصرفات بوتين في مكتب الأمن الفيدرالي، الذي يعرف مديره ألكسندر بورتنيكوف بوتين منذ السبعينيات، لم يرق بعد إلى التهديد الحقيقي بإقالة الرئيس البالغ من العمر 69 عاماً.

وقال: “قد يعتقدون أنه يتصرف بغرابة، لكن بالنسبة للعديد من مسؤولي الأجهزة الأمنية، فإن بوتين هو الرئيس الوحيد الذي عرفوه على الإطلاق. بالنسبة لهم هو جزء من الطبيعة تقريباً، إن القول بأنك تريد رئيساً جديداً يشبه القول بأنك ترغب في إلغاء الشتاء، لا يمكنهم تصور أنفسهم بدونه”، حسب تعبيره.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M