حمورو يدافع عن بنكيران ضد من هاجمه بخصوص موقفه من القانون الإطار وتصويت البيجيدي
هوية بريس – عبد الله المصمودي
كتب حسن حمورو في تدوينة نشرها على حسابه في فيسبوك “يروج عدد من الذين هزمهم الاستاذ عبد الاله بنكيران بمصداقيته لا بشيء آخر، أنه بالتصويت على القانون الاطار للتربية والتكوين، يكون قد انهزم في معركة اللغة العربية، وأن تأثيره في حزب العدالة والتنمية انتهى، بما يفيد تراجع أثره في الحياة السياسية، وبما يفيد توسيع الخلاف داخل الحزب والوصول الى القطيعة المفضية إلى الانشقاق”.
والحقيقة حسب رئيس اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية “أن هذا الترويج ليس سوى أماني وأحلام يقظة، أو في أحسن الأحوال، نظر من الزاوية الخطأ، لعدة أسباب وحقائق منها أن:
1- الاستاذ بنكيران في كلمته الأخيرة لم يطلب من أي أحد أن يصوت أو لا يصوت، وانما حاول شرح الابعاد السياسية لاتجاهات التصويت الممكنة، وكان التصويت بالموافقة على القانون الاطار محسوما بالنسبة اليه.
2- الاستاذ بنكيران وجه جزءا كبيرا من كلمته الى داخل الحزب بغرض التذكير بما بدا له مبادئ جامعة ومؤسسة، وليس بغرض التحريض على “العصيان التنظيمي” ولا يُتخيل أن يكون في نيته هذا الامر، لأنه واحد ممن وضعوا أركان هذا الحزب، ومن أركانه احترام مشروعية المؤسسات حتى في حالة الاختلاف مع اجتهادها أو خطئها، رغم أنه حاول ان يدقق في القواعد التي تبنى عليها مشروعية المؤسسات وتراتبيتها
3- حديث الاستاذ بنكيران عن “حق” بعض برلمانيي الحزب في التصويت بالرفض على بعض مقتضيات القانون الاطار، جاء في سياق التنبيه الى الاختلاف في مرجعيات التعامل مع نازلة التصويت، هل هي مرجعية قرار الامانة العامة، ام مرجعية الورقة المذهبية او البرنامج العام للحزب، وفي هذا الاختلاف هامش للنقاش، على ما فيه من تشويش على الوحدة والانسجام.
4- ربما يخلتف الكثيرون مع بنكيران في توقيت كلمته، بالنظر الى تزامن نشرها مع الحسم في موعد التصويت على القانون الاطار، مما كان ممكنا معه ارباك ترتيبات لا تتعلق بالحزب فقط وانما بمؤسسة مجلس النواب الذي لا يمكن للحزب أن يفرض عليه برمجة معينة، لكن مضمون الكلمة لم يكن موجها للحظة التصويت، وانما ساءل ما استجد في احتكاك مبادئ الحزب مع الواقع السياسي، ومع الوقائع التي يجد الحزب نفسه طرفا فيها، وحدود ما يمكن أن يسمى تنازلا أو توافقا، وهذا النوع من النقاش مكانه مستويات معينة داخل الحزب ممتدة في التنظيم وفي الزمن ايضا، مما يجعل فرضية استهداف بنكيران لتغير محتمل في نتائج التصويت على القانون الاطار ضعيفة جدا.
5- جزء كبير من الارتدادات المحتملة لكلمة الاستاذ بنكيران، معني بها حزب العدالة والتنمية، وسيدبرها بخبرته وتقاليده، وقد عودنا على أن يعطي الدروس وهو في حالة توازن، ويعطيها وهو مرتبك لسبب أو لآخر، وحتما سيعطي الدرس بتدبيره لهذه النازلة، مهما كانت النتائج، اما درس لأعضائه، ليراجعوا ما ينبغي أن يُراجَع في هذا الاتجاه أو ذاك، ويستأنفوا المسار، أو درس للنخب الاصلاحية في البلاد التي يمكن أن تأتي بعده فتستفيد من الأخطاء الجسيمة التي يمكن أن تكون قد وقعت.
6- الذين يعرفون الاستاذ بنكيران، يعرفون أن المعارك التي يخوضها لها علاقة بالقيم والمبادئ، وهذا النوع من المعارك يُخاض على سبورة المصداقية وسبورة الوجدان والتاريخ، ولا تقاس نتائجها بالضرورة بالأرقام والتصويتات”.