حوار اللقاح على القناة الثانية.. وخطاب الاستعلاء والاحتقار
هوية بريس- ذ. طارق الحمودي
شاهدت الحوار الذي دار في قناة دوزيم بين أحد ممثلي اللجنة المكلفة بتتبع مرض كوفيد في المغرب، وهو الدكتور الإبراهيمي، ومعه شخص آخر لا أعرفه، وبين الدكتور أنس فيلالي ممثلا عن نحو 500 طبيب وصيدلاني ومتخصص ، وكلها أطر صحية مغربية …
وكان لي على الحوار كله ملاحظات…
آلمني أن أرى ممثل اللجنة ومعه الضيف الموافق له..يتكلم مع مخالفه بلغة استعلاء واحتقار، بل بلغ به الأمر أن يستعمل عبارة “هاد 400 شخص” ، “هاد الائتلاف” دون تقدير أو توقير، وكان يرى ان اللجنة هي الجهة العلمية العليا، بل سمعته يتهم الائتلاف الصحي بانهم “تجرؤوا” على اللجنة !!!!
أما سي أنس فتحية خاصة لأنه كان متأدبا واضحا وأصر على سؤال واحد، أن يكون له جواب علمي ،وهو : كيف يمكن لغير الملقح أن يعدي الملقح بجرعات ثلاثة علميا ؟ ولم أسمع الجواب رغم أنه كرر على السي الإبراهيمي مرارا ،بل أعاده عليه المدير للحوار!!!!
كنت أود ان أرى ممثل اللجنة في صورة غير هذه، لكنني صدمت…أن يكون فيها مثل هذا النوع ، وإن كنت لا أعمم موقفي في الآخرين.
من الأمور المهمة التي أثارت انتباهي ..انتقاد السي فيلالي كون الأرقام والدراسات تخص دولا أخرى…ومما أثار انتباهي أيضا أنه صرح بأن السبب في عدم انفجار المرض في المغرب هو نوعية الحالة المناعية للمغاربة لأسباب متعلقة بالمناخ والنظام الغذائي والجغرافيا ،وقد رأيت السي الإبراهيمي مع الضيف الآخر يضحكون استهزاء وسخرية…وقد آلمني ذلك كثيرا…
المهم…
لا زلت مصدوما …
رأيت السي الإبراهيمي – مع احترامي لشخصه ومحله-في حالات انفعال…-وكان ينصح غريمه بالهدوء – ورفع صوت وغضب وأحيانا ارتعاد واضطراب…وهو أمر لم أره على السي أنس…
وتحية لسي أنس على أن قدر مسؤولية القضية أمام المغاربة، واحترم ضيوفه…
نحتاج أن يكون باحثونا وعلماؤنا ملتزمين بثقافة الحوار والاعتراف والتواضع…وإلا..فسنهلك بهذا أكثر من هلاكنا بكورونا….نفسه.
مع كل هذا…نحتاج لمثل هذه الحوارات…المفتوحة.