حوار بين غالٍ في الجرح ومعتدل

هوية بريس – متابعة
حوار بين غالٍ في الجرح ومعتدل
قال الغالي: على مَن تتعلمُ العلمَ الشرعي؟
قال المعتدلُ: على فلان وفلان وفلان…
(فذكَر علماءَ أو مَن دونهم ممّن يتيسر له مجالستُهم ولقاؤهم من أهل بلده).
فتبسّم الغالي تبسّمَ الساخرِ -هههه- وقال: يجب عليك ان تأخذَ العلمَ من الأكابر المزكَّيْنَ لا من الأصاغر .
(ويقصد بالأكابر مَن زكّاهم أشياخهم من الغلاة أمثالِه وان كانوا أصاغرَ حقيقةً ، ويقصد بالاصاغر مَن لم يُزَكَّ من المعتدلين وان كان مِن الاكابر في الواقع ونفسِ الأمر).
فقال المعتدل: اذن لن آخذَ منك هذه النصيحةَ لأنها من العلم، وأنت لستَ من الأكابر!.
فصُعقَ الغالي المجرّحُ وقال: ذاك ليس كلامي، وإنما ذكرتُ لك ما قال العلماءُ .
فقال المعتدل: وكذلك مَن أتعلّمُ منهم يذكرون لي كلامَ العلماء ويقرّبونه ويفهّمونه .
فغضب الغالي وقال: لكنهم ليسوا مزكَّيْنَ من العلماء، وهذا العلمُ دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم كما قال ابن سيرين .
فقال المعتدل: وأنت كذلك لستَ مزكّاً من العلماء، وهذا الكلامُ الذي قلته كلّه من الدّين، ولن آخذَ منه شيئاً؛ لأن هذا العلمَ دينٌ.. كما ذكرتَ.
فقال الغالي -وقد رفع صوته- : انا مجرّد ناصح عامّي ولا أدّعي اني عالم .
فقال المعتدل: وكذاك مَن أتعلّم منهم مِن أهل بلدي مجردُ ناصحين ولا يدّعون أنهم علماء .
فقال الغالي: قد أقمتُ عليك الحجةَ ولم ترجعْ، فأنت مبتدع ضال مضلّ مهجور محذَّرٌ منك .
فقال المعتدل: ألم تقلْ إنك عاميّ ؟!، وهل العاميّ يستطيع إقامةَ الحجة ؟!، ثمّ أين الحجةُ وقد ألزمتكَ بلازم كلامك ؟! بل انا مَن أقام عليك الحجةَ، ولن أبدّعك او أهجرك او.. ولكن أسأل اللهَ ان يهديك وأمثالك…



