حوار د. الريسوني يغضب «لغزيوي» ويدفعه إلى ممارسة هوايته المفضلة
هوية بريس – نبيل غزال
الجمعة 26 فبراير 2016
عقب إنتاج مؤسسة السبيل للإعلام والنشر لحوار صحفي مع الفقيه المقاصدي ومدير مركز مقاصد للدراسات والبحوث الدكتور أحمد الريسوني، أطلت عدد من الوجوه المعروفة بعدائها الأيديولوجي وبمواقفها المتطرفة اتجاه الحركة الإسلامية عموما؛ والفاعلين فيها على وجه الخصوص، فكالت كعادتها التهم الجاهزة والأحكام المسبوقة لمن تناصبهم العداء وتدق فوق رؤوسهم صباح مساء طبول الحرب العلمانية المقدسة.
ومن بين هذه الوجوه غير المحبوبة على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها مدير يومية “الأحداث”، صاحب فضيحة قناة “ميادين” والمعلن أمام العالم بقبوله الحرية الجنسية حتى بالنسبة لأخته وأمه وابنته (سلمهم الله جميعا من فكره وطيشه).
فكعادته أرز مجددا الفتى الأسمراني إلى جُحره ليستخرج منه مصطلحاته المشحونة بالحقد والكراهية، ويمطر بها من خالفه الرأي والتوجه، ويتطاول على من يفوقه بكثيرِ علمٍ وأخلاق وتجربة ومكانة اجتماعية وسمعة دولية.
(و) ما ضَرَّنِي طعنُ اللئامِ؛ وَلَمْ يَزَلْ—ذو الفضْلِ يطعنهُ ذووا النُّقصانِ
فلو كان غير مختار لغزيوي هو من انتقد الحوار الذي نشر على الجريدة الإلكترونية “هوية بريس” لكان لنا معه حديث آخر، أما وإن المتطفل بالرد هو صاحب البوائق وجريدة السوابق، المعروف بطيشه ونزقه ولغته المنحطة السوقية، فلا يليق بنا بتاتا مناقشة أفكاره والتبرؤ من تهمه، فضعيف الحجة سلاحه الصوت العالي والسب والشتم ورمي الناس بالباطل وإصدار الأحكام الجاهزة.
ولتعريف المتابعين الفضلاء ببعض ما جاء في خربشات “المختار” والتي عنونها بقلة حياء وأدب بـ(الأرنبة والمقاصدي: عن الفضول ومساوئه!) نورد بعض ما ورد فيها:
قال عن “هوية بريس”: “موقع محسوب على التيار المتشدد.. الموقع المغالي“.
وقال متهكما ومدافعا عن منبر إلياس العمري (آخر ساعة): “لكأن الفقيه الذي يصفه أتباعه ومريدوه بالمقاصدي قد درس بعضا من مقاصد الصحافة، وفهم أصول فنونها وأمضى فيها وقتا طويلا إلى أن أصبح قادرا على أن يحكم على منتوجها وأن يعلن التميز المهني من عدمه في المجال”.
علما أن الريسوني أمضى؛ يوم أن كان لغزيوي يخطو خطواته الأولى في مجال الصحافة؛ أربع سنوات مديرا ليومية التجديد.
وقال: “سيأتي علينا -وقت- سيصبح عبدة الموت هؤلاء هم المتحدثة فينا”.
وقال: “المبشرون لنا بالجحيم القادم على أيدي مشروعهم الظلامي”.
وقال مدافعا عن السفاح عبد الفتاح: “ذكرنا بالسيسي رئيس مصر المحروسة (تسلم الأيادي)”، في إشارة في أغنية داعمي الانقلاب.
وقال: “مع أمثال هؤلاء أحس بشيء ما غير طيب نهائيا يريد تهييء نفسه لنا”.
ثم قال: “أصلا العادة جرت أن أمثال هؤلاء لا يجتمعون على بلد إلا والخراب رفقتهم يحتضن ذلك البلد” اهـ.
فهل ناقش لغزيوي مدير “يومية الأحداث” فكرة؟! وهل حلل خطابا؟! أم تراه قدم رؤية؟!
لا شيء من ذلك أبدا.
جل كلامه أباطيل وأراجيف وسب واتهام.
فَإِنْ تكُ قَدْ سابَبْتَنِي لِتُثيرني—هنيئاً مريئاً؛ أَنْتَ بالفُحْشِ أَحْذَقُ
تجمعني علاقات مع بعض اليساريين ومن يتبنى الطرح العلماني، ممن ابتلوا بهذه اللوثة الفكرية بسبب رفقة “الرفاق”، والاستقطاب على مستوى الجامعة وجمعيات المجتمع المدني والانتماء الحزبي وغير ذلك؛ فنلتقي ونتناقش ونتبادل الأفكار ونتوافق ونختلف، لكن في إطار الاحترام ومناقشة الأفكار ليس إلا؛ أما المختار لغزيوي فأنا أعرفه بالمتابعة، وأعرف أيضا طريقة تفكيره، فهو بعيد عن المناقشة الفكرية الهادفة، والمساجلة العلمية، ومنهجه الاستفزازي اللاأخلاقي يستنكره بعض اليساريين، وبعضهم الآخر يقول فيه قولا عظيما؛ ليس هذا موطن ذكره.
المهم فهذا الكائن، الذي يتلون بعدد ألوان الطيف، حسب الأوقات والأحوال والظروف، ويتحدث دون أهلية في كل شيء من الفرش إلى العرش، ومقابل ذلك يطالب بالوصاية على ذوي الاختصاص ومصادرة آرائهم، لا يستحق منا كما سبق وذكرت الوقوف مع اتهاماته لأنها فعلا لا تستحق إضاعة الوقت.
ثم أود أن أشير إلى أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي يهجم فيها “المختار” على المؤسسة الإعلامية السبيل، فبعد نشر مقال “شهد المغاربة اليوم وسيشهد التاريخ غدا على ما تنشره جريدة الأحداث” على الجريدة الورقية السبيل والجريدة الإلكترونية “هسبيرس” انتفض لغزيوي انتفاضة العصفور من الماء، واغتاظ صاحبنا كثيرا، وجاءت ردة فعله عدوانية جدا، حيث رمانا برذاذ فمه؛ نعم رذاذ فمه. فقال بالحرف: “الشيء المؤسف الوحيد في كل ما يقع هو اليسر الذي يمر به هؤلاء إلى تكفير الناس وإخراجهم من الملة بسهولة شديدة. لهم مني كل الاحتقار، ومعه قدر غير يسير من رذاذ الفم الذي لا يستحقون غيره بكل تأكيد” اهـ.
وحتى يعرف الرأي العام من هو لغزيوي يكفيني فقط أن أعرض أقواله، وهذا بعض ما ورد فيها:
– قال في معرض حديثه عمن يسميهم المهربين الدينيين: “لا يمكننا جميعا أن ننزل السروال وأن نرفع الأيدي ومعها الرايات البيض إعلانا بانهزام قوى الحداثة”. (لغزيوي، الأحداث: ع3813).
– وقال: “الهنيهات القليلة التي يحفظها ذهني عن هذا الباب -باب مدينة العرفان- هي تلك التي كنا نتسلل فيها بين فينة فراغ وأخرى كطلبة قادمين من كلية مولاي إسماعيل بمكناس إلى الأحياء الجامعية الموجودة داخل مدينة العرفان للظفر ببعض لحظات زهر عاطفي عابرة رفقة رفيقات وزميلات لنا يوم كانت الطالبات تقبلن في الدخول في علاقات غرامية مضحكة مع زملائهن الطلاب الفقراء..” (لغزيوي، الأحداث: ع3812).
– وقال وهو يقترح على المغاربة إنشاء حزب جديد يحمل اسم “حزب الجنس”: “..ويمكن للحزب الجديد أن يفتح له فروعا في دول المهجر المختلفة، وستعرف رواجا كبيرا بالتأكيد، وما غادي يكون إلا الخير إن شاء الله..” (لغزيوي، الأحداث: ع3811).
– وقال وهو يتحدث عن مومسات المغرب: “مضى إلى غير رجعة ذلك الزمن الذي كانت فيه الحرة الغبية تجوع ولا تأكل بثديها، وحل مكانه زمن لا ينبغي للحرة “القافزة” أن تجوع أمام إمكانية التوفر على سيارة فخمة ومنزل راق ورصيد محترم في البنك، فقط بالقيام باللعبة الرياضية المدرسية، دون أن ندرك أنها كانت تهيء عددا كبيرا من زميلاتها التلميذات للتعود عليها وجعلها مهنة في القادم من الأيام” (لغزيوي، الأحداث: ع3807، 11/09/2009).
– وقل مدافعا عن سيدته “جينيفر لوبيز”: «السيدة جينيفر لوبيز وهي على ما أعتقد غير متزوجة؛ وهي عكس من يريدون بنا الدخول في نقاش أخلاقوي لا علاقة له بالفن، هي عكس كثير من القيادات الإسلاموية التي تمارس الخيانة الزوجية وأشياء أخرى ممن تحدث عنه الرأي العام، فقيادات إسلاموية تورطت في المدة الأخيرة في خيانات زوجية».
أظن أن هذه النقول القليلة من كلام “المختار” كافية للتدليل على ما قلته في مطلع المقال، وكافية أيضا لتكشف سبب هجومه الكبير على الجريدة الورقية السبيل والإلكترونية هوية بريس، ورمز من رموز الحركة الإسلامية من أمثال الدكتور أحمد الريسوني.
وفي تَعَبٍ من يلْمِزُ الشَّمسَ نُورَها—ويطمعُ أن يأتي لها بضَرِيبِ
الديوث عاد مرة أخرى
تهلاو فيه