حوار قصير مع أحد دعاة “الأمازيغانية” عن تحقيق هوية الأمازيغي
هوية بريس – عبد السلام أجرير
قال لي صديقي “الأمازيغاني”:
((المغرب الكبير في أصله أمازيغي، وغير الأمازيغ من القوميات الأخرى دخلاء عليه)).
فقلت له:
((حقق لي هوية الأمازيغي في كلامك أولا قبل استمرار النقاش حتى يكون متزنا ومثمرا، فمن هو الأمازيغي عندك؟ هل هو من يتكلم الأمازيغية؟))
قال لي بدون تفكير ولا تمهل:
((نعم، هذا أكيد)).
فقلت له:
((أنا أتحدث الأمازيغية، في حين أن أبواي لا يعرفانها أبدا، فهل أكون أنا أمازيغيا دون والديّ؟ وهذا الوضع ينطبق على الآلاف المؤلفة من المغاربة ممن تعلموا الأمازيغية دون آبائهم وأجدادهم)).
فسكت قليلا ثم قال:
((كل من كانت أصوله أمازيغية فهو أمازيغي)).
قلت له:
((وإن كان لا يعرف الأمازيغية؟))
قال:
((بل لا بد من معرفتها حتى يكون أمازيغيا)).
قلت له:
((إذن أنت بهذا المحدد تكون قد حكمت على الملايين من المغاربة ذوي الأصول الأمازيغية بأنهم ليسوا أمازيغا لكونهم -فقط- تعربوا أو دُرّجوا مع مرور الوقت بفعل العوامل الطبيعية والحضارية… كما حدث لكثير من الشعوب العالمية!))
فسكت أيضا قليلا، ثم بادرته إلى القول:
((لِنُسلم لك جدلا أن كل من كان أبواه ذوي أصول أمازيغية فهو أمازيغي، فهل تستطيع أن تثبت لي باليقين (أو بغلبة الظن على الأقل) أنك أنت أمازيغي أبا عن جد دون أن يختلط عرقك طيلة هذه الآلاف من السنين؟ وتثبت لي أنني أنا عربي كذلك بنفس الطريقة؟ تثبت لي أنك في آخر المطاف تنتمي إلى مازغ بن كنعان وأني أنتمي إلى يعرب بن قحطان؟ فإن استطعت أن تثبت لي ذلك دون شك أكون لك شاكرا ذاكرا)).
فاستمر الكلام بعد هذا في أمور ثانوية، خلاصتها أن الدعوة “الأمازيغانية” مثلها مثل دعوة القومية العربية، دعوتان متهافتتان، تافهتان، لا قيمة لهما البتة، بل هما سوستان تنخران جسم ووحدة هذه الأمة العالمية، فنعوذ بالله منهما ومن نتانتهما.
قال عليه السلام في العصبية القومية: ((دعوها فإنها منتنة))، رواه البخاري ومسلم.
ولم يطلب الشرع منا البحث في جذورنا السحيقة، وإنما حثنا على معرفة أصولنا القريبة من أجل صلة أرحامنا، قال علي السلام: ((تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ))، رواه أحمد وغيره.
والله الهادي إلى الصواب.
الأمازيغ على العموم يحبون الإسلام ولغة كتابه منذ فجر لإسلام؛ منطقة الأمازيغ فيها أكثر نسبة تحفظ القرآن الكريم ذكورا وإناثا؛ كتب الشيخ الألباني رحمه طبعت على نفقة الأمازيغ التجار بدرب عمر بالبيضاء بشهادة الشيخ الأمازيغي سيدي الحسن وجاج؛ عقيدة التوحيد وعلو الله على خلقه في شعرهم مشهور؛ من ذلكم: الله أور نلا الله أور نلا لغ إسول…. الباري تعالى نك إخف نغ ألا ونون؛ وعن أهمية الصلاة قالوا:
آركاز أور إتزلان أغيول إفردن أليم….تمغارت أور إتزلان تايدت نكر تكماو.وعن حقيقة الايمان والجنة قالوا: الجنة آور إسيبن تلا تسروت نس …يان أور إزولن أورا أزومن أور إيعول فلاس؛ وأكثر المدارس العلمية بمنطقة سوس والريف الشمالي والقائمة تطول.والاسلام سوى بين الناس عربا وعجما.