حوار مع خالد السفياني منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين
أجرى الحاور: مصطفى الحسناوي
أستاذ خالد السفياني ماتعليقكم على رفع العلم الصهيوني في سماء مراكش؟
استفزتني، أغضبتني، قززتني.. العملية ليست عملية بسيطة، هي رفع العلم الصهيوني في سماء مراكش.. هو عمل مدان وعمل خطير و عمل داعم للإرهاب و للعنصرية الصهيونية تحت أي مبرر كان ولا يقبل أي تبرير مهما كان الأمر و لذلك نحن سارعنا بمجموعة من الأعمال، في نفس اليوم الذي رفع فيه العلم أصدرنا بيان بالإدانة و طالبنا بإنزال هذا العلم وبطرد الصهاينة من أرض المغرب .. مع كامل الأسف لم تقع الإستجابة وطرحت محاولات للتبرير لا يمكن أن تقبل وهذه المحاولات كانت أخطر من الحدث نفسه.
بررت الجهات الرسمية بأن المغرب مجرد بلد مستضيف، ماتعليقكم على هذا التبرير؟
هذا غير صحيح لسبب بسيط هو أننا مثلا لا يمكننا أن نقبل برفع علم ما يسمى بالجمهورية الصحراوية حتى لو أرادت الأمم المتحدة ولا يمكن أن نسمح بحضور هذا الكيان المصطنع حتى ولو قررت الأمم المتحدة ذلك، عندما يمكننا رفض جهة ما فيمكننا رفض أي جهة أخرى نعتبرها عدوة نعتبرها إرهابية وعنصرية، ولا يمكن لهذه المبررات أن تبرر فقدان السيادة الوطنية على أرضنا ولو 100 متر ونصبح كمن قام بكراء منزل في ملكيته واكتشف فيما بعد أنه يستعمل للدعارة.. هل يسمح بأن يصبح منزلها مقرا للدعارة . هذا شيء آخر ..
لا يمكن قبول أي مبرر. ولدينا سابقة مهمة جدا هي سابقة “منتدى المستقبل” الذي أقيم أساسا من أجل فتح المجال للتغلغل الصهيوني في الوطن العربي والبحر الأبيض المتوسط والذي انعقد بدون حضور الكيان الصهيوني وبقرار ملكي اسجابة لمطالب الشعب المغربي آنذاك، ولم يقع أي شيء، انعقد منتدى المستقبل ولم يحضر الصهاينة و كانت نقطة إجابية جدامسجلة لفائدة المغرب و لفائدة ملك المغرب و لفائدة المجتمع المدني المغربي .
أنتم في مجموعة العمل ما هي الخطوات المقبلة التي ستقومون بها للتصدي للتطبيع؟
قمنا بعدة مبادرات وساهم فيها و انخرط فيها مجموعة من التنظيمات السياسية و النقابية و الحقوقية و الجمعوية والشبابية أيضا..
معركة مناهضة كافة أشكال التطبيع هي معركة طويلة.. ونحن سنعمل جاهدين أن لا يتأخر أكثر إصدار قانون بتجريم التطبيع حتى نخرج من هذه الإشكالية بشكل كامل خاصة و أنه أننا بدأنا نرى فعلا إستباحة للوطن… عندما نسمع بزيارات.. زيارة 7 صحفيين إلى الكيان الصهيوني.. و تصوروا أنهم لا يجدون حرجا أن يقولوا أن الزيارة تمت من أجل إعطاء التوضيحات و المعطيات حول ما يجري في المغرب و ما يجري في الكيان الصهيوني و هدا في القانون جريمة خطيرة تسمى التخابر مع دولة أجنبية و التخابر مع دولة عدوة . مذا ينتظر المسؤولون في المغرب و أيضا بالطريقة التي تمت بها تشكل جريمة تسمى دعم الإرهاب و فيها دعم خطير للإرهاب الصهيوني فماذا ينتظر المغاربة .. هذا إذا فعلا كانت تمت الزيارة وأن من قاموا بها مغاربة صحفيين وبالتالي أيضا طالبنا النقابة الوطنية للصحافة المغربية إن ثبت أنهم أعضاء بالنقابة المغربية
قانون تجريم التطبيع أين وصل وهل هو مطلب جدي؟
هو الجدية موجودة لأنه طرح و قدم مقترح للبرلمان من طرف أربع فرق برلمانية كانت تشكل ثلاثة أرباع مجلس النواب يعني أمر جدي جدا لكن لحد الآن لم يعرض للمناقشة وللمصادقة ونحن نعمل جاهدين من أجل ذلك والموضوع أزعج كل اللوبيات الصهيونية و هناك من بعث رسائل يهدد المغرب إلخ…
ما هو حجم اللوبيات المطبعة في بلادنا؟
حجمها العددي قليل جدا جدا جدا حجمها من حيث السلطة هناك أشخاص نافذين وعلى رأسهم أندري أزولاي يعملون بكل الوسائل على تبرير كافة مخططات التطبيع مع الصهاينة وهناك أموال طائلة تصرف لهذه الغاية و هناك استخدام لهذه القلة القلالة من أبناء المغرب الذين انخرطو بشكل أو بآخر في مخططاتنا صهيونية الأمريكية و الذين يشكلون الأداة ويجب أن ننتبه جيدا إلى أن الموضوع أكبر من مجرد تطبيع مع الصهاينة هذه الأداة الكيان الصهيوني والمخابرات الصهيونية و الأمريكية تستعملها من أجل طرح التقسيم المغرب من أجل طرح الانفصال في جهات المغرب و هذه أمور تلاحظونها هناك الآن ضغط كبير في هذا الاتجاه.. و على المسؤولن تحمل مسؤوليتهم فيما يتعلق بوحدة الوطن وليس فقط الأقاليم الجنوبية .. لأن هناك مظاهر معلنة وهناك من صنع علمه و نشيده الوطني إلخ .. الأمر ليس بالبسيط ولكن بالخطير و بالجاد ويجب معالجته بأسرع وقت وأنسب الوسائل
هناك من يبرر العلاقة مع اسرائيل بخدمة قضية الصحراء المغربية، هل ذلك صحيح، أم أنه سيأتي بنتائج عكسية؟
أولا من يعتمد على الإرهاب لدعم حقوقه فهو واهم وخاطئ الإرهاب الصهيوني لا يوجد مثله على وجه الأرض بصفة نهائية و ثانيا هذا أمر غير صحيح ويجب أن يعلم المسؤولون أنه غير صحيح لسبب بسيط لأن الكيان الصهيوني و المخابرات الصهيونية و المخابرات الأمريكية ليست من مصلحتها أن تنتهي قضية الصحراء لأنها قضية يعني البقرة الحلوب لإبتزاز المغرب وابتزاز الجزائر و ابتزاز المنطقة بكاملها يتم عبر قضية الصحراء إذا تم حلها يعني يفقدون خيط أساسي من خيوط التحكم في المنطقة و لذلك القول بأنهم يمكن أن يساعدون بحل هذا الإشكال هذا قول خاطئ و غير صحيح ولا يستقيم مع المعطيات و هناك أمثلة مرت و ذكرها بعض الإخوة فيما يتعلق بالتعاطي السلبي مع قضية الصحراء . أحيانا تكون على وشك الحل وتأتي حادثة لعرقلة هذا الحل كما هو الأمر في كل النزاعات المشتعلة في المنطقة العربية بأكملها. وصلنا إلى ضرب الإرهاب في عقره و سننهي معه إلخ فنكتشف أنه في ذلك اليوم وجه للإرهاب أسلحة و دعم ووقع قصف.. هذه أشياء نراها بالعين المجردة و لذلك لا مجال لتبرير دعم الإرهاب الصهيوني بأنه يمكن أن يدعم وحدتنا الترابية . نحن فقط من يمكن أن نحافظ عليها و أن ندعمها و أن تصدى لأي مخططات للمس بها وليس الصهاينة الذين لا يمكن أن يقوموا بهذا العمل
هل من مقترحات أو طرق ناجعة للتصدي للتطبيع و ما هي العوائق التي تحول دون ذلك؟
أولا هناك نتائج إيجابية جدا في إجاه مناهضة كافة أشكال التطبيع ، يكفي أن إحدى من قيل أنهم صحفيين ذهبوا إلى الكيان الصهيوني تصرح لقناة صهيونية بأنها لا تستطيع أن تعلن عن اسمها خوفا من الشعب المغربي و من عزلها ومن نبذها في المجتمع لأن الشعب المغربي مقتنع و ضد كافة أشكال التطبيع مع الصهاينة، النتائج التي حصلنا عليها طيلة مسيرتنا النظالة من أجل فلسطين سواء في الجمعية أو في المجموعة أو في مجالات أخرى من بيديإس يعني كانت إيجابية جدا واستطعنا أن نبطل عشرات و أقول بدون مبالغة أكثر من 80 في المية من مخططات التطبيع أبطلناها.. طبعا لم نستطع أن نبطل الكل أنا قلت بعض العناصر والتي هي الجهات النافذة و الأموال الطائلة و وجود ضمائر ميتة يمكن شراؤها و يمكن التلاعب بها من طرف هذه الجهة أو تلك من طرف المخابرات الإسرائيلية أما ما يجب القيام به فنحن مستمرون أولا في فضح كافة أشكال التطبيع و في التصدي لها و في إصدار قانون يجرم التطبيع في بلدنا هذا شيء نعمل جاهدين من أجله و أيضا نحاول أن نحدد مكامن الخطر التي تتهدد بلادنا نحن نريد لبلادنا أن تستمر في استقرارها و في أمنها.. أيا كانت ملاحظاتنا حول السياسات العامة في البلاد .. هذا شيء آخر. ولكن وحدة الوطن و وحدة الكيان هذا شيء لا يمكن التنازل عنه بأي شكل من الأشكال فنحن نساهم على الكشف عن المخاطر التي تتهدد بلادنا ونعمل أيضا على اعطاء المغرب مكانته الطبيعية داخل الجسم العربي و الإسلامي و الدولي فيما يتعلق بالتعاطي مع التصدي للمشروع الصهيوني و العمل من أجل قضية فلسطين.