حول الامتحانات واختيار المسارات الجامعية
هوية بريس – الصادق بنعلال
1 – كلما اقتربت فترة الاختبارات الإشهادية الحاسمة إلا وألفت الأسر المغربية نفسها تحت وطأة الضغوط بالغة الحدة والتنوع، إذ أن موسما دراسيا حافلا بالاجتهاد المتواصل والعمل الدؤوب للتلميذات والتلاميذ وأولياء أمورهم، فضلا عن الطاقم التربوي والإداري في المدارس العمومية والخاصة، يفترض أن يكلل بنتائج يطبعها النجاح والتميز، والتطلع نحو مزيد من التميز والتألق. ومعلوم أن أسابيع قليلة تفصلنا عن مواعيد هذه الاختبارات المفصلية والاستثنائية، مما يحدو بنا جميعا إلى البحث عن الطرق والتقنيات والمناهج الكفيلة بجعلنا قادرين على تدبير هذا الرهان التربوي بعقلانية وجدية ومسؤولية، والتواصل مع الخبراء والمختصين بعالم البيداغوجيا بكل تلاوينه، بغية إسداء دعم نفسي واجتماعي لبناتنا وأبنائنا كي يتعاطوا بطريقة إيجابية وراجحة مع متطلبات الاختبارات ومحتوياتها.
2 – وتشهد هذه الفترة بالغة الحساسية عقد الندوات والمحاضرات واللقاءات التربوية، لتسليط الضوء على مختلف الحيثيات والاعتبارات ذات الصلة بهذا الموضوع الحيوي داخل المؤسسات التعليمية او في الفضاءات ذات الامتداد الثقافي التوعوي. وفي هذا المسعى شهدت قاعة ابن بطوطة بمدرسة فهد للترجمة فعاليات الندوة الهامة، التي نظمتها ثانوية ليتكس الخاصة بمدينة طنجة، تحت عنوان ” كيف تواكب ابنك خلال فترة الامتحانات، وتساعده على الاختيار الأمثل لمساره الجامعي”، التي كانت من تأطير نخبة من السادة الأساتذة: الدكتور سعيد المساسي مختص بالشأن التربوي وخبير في التنمية الذاتية، والدكتور عبد الحق الزين أستاذ جامعي ومهتم بقضايا المعرفة والتعليم، والأستاذ مروان عشيبة باحث في التنمية الذاتية والشأن التربوي، إلى جانب الحضور القوي للسادة الأساتذة وأمهات وآباء التلاميذ.
3 – وهكذا تمكن الأساتذة الأجلاء المشاركون في هذه الندوة من تنوير الحضور الكريم بقدر كبير من الآراء والتقنيات والخطوات والتدابير، الكفيلة بمواكبة موفقة للمتمدرسات و المتمدرسين قبل وخلال فترة الاختبارات، أقلها العمل على تجنب كل ما من شأنه إثارة المخاوف، والسهر قدر الإمكان على زرع الثقة في نفوسهم، وحثهم على المراجعة الهادئة والمنظمة والمثمرة، مع الحفاظ على مستلزمات الحياة الصحية من نوم وراحة وتغدية متكاملة. وفي الآن عينه أطلعنا السادة المحاضرون على الأهمية القصوى لاختيار المسار الجامعي، وعدم الاقتصار على النظرة المجتمعية السائدة، المتمثلة في إغراء بناتنا وأبنائنا في التوجه القسري نحو المسارات التقليدية من قبيل الطب والهندسة رغم أهميتهما، فهناك أيضا مسارات علمية وتدبيرية جديدة تتماشى ومتطلبات عالم الشغل، خاصة وأن بلادنا تعرف إقلاعا تنمويا واعدا، ومناطق صناعية ومشاريع اقتصادية تنتظر من يملك القدرات والكفاءات النوعية من أجل غدا أكثر عطاء وإشراقا.