حينما تتذمر الراقصة “مايا” من قذارة “روتيني اليومي”
هوية بريس – عابد عبد المنعم
شارك نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للراقصة مايا، خرجت فيه لتستنكر قذارة ما وصل إليه “روتيني اليومي” بالمغرب.
حيث تجاوز هذا النوع من المنشورات الرقمية كل الضوابط والحدود والقيود، وتخطى بمراحل اختلاق الأخبار الكاذبة، والمتاجرة بمصيبة الموت والجسد والعائلة والقاصرين ومعاناة الناس، ليصل إلى تصوير امرأة نفسها وهي تتبول وتتغوط، أعزكم الله، وتوثق هذه الأحداث بتفاصيلها كاملة..
هذا (..) أعزكم الله، مرة أخرى، يبث ويشاهد كمحتوى رقمي على شبكات التواصل الاجتماعي، والشريحة التي تستهلك هذه المواد السامة وتتابعها وتشاركها وهي تقهقه معروفة لدى الجميع..
فحينما تتدمر الراقصة “مايا”، التي تقتات هي الأخرى من هزّ أردافها واستعراض مفاتن جسدها، من قذارة “روتيني اليومي”، نكون قد وصلنا فعلا إلى الحضيض..
وبالنظر إلى منسوب التفسخ والانحلال الذي عمّ مجالات السينما والفن والإعلام.. والاحتفاء بالانحراف والإشادة به ودعمه من المال العام (طوطو – زنقة كونطاكت)، بات كثير من المواطنين يفقدون الثقة في إرادة الحكومة وعزمها على الوقوف في وجه هذا السيل الجارف من السفاهة والتفاهة والميوعة والانحلال الذي ينذل بكارثة في قابل الأيام.
ففي كل مناسبة تستهدف فيها قيم وأخلاق المغاربة يغيب الرد الحكومي بالمرة، أو يكون باهتا، وقبل أشهر فقط أجاب وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، على سؤال بالبرلمان حول فضائح “روتيني اليومي” الذي بات يمس بصورة المرأة المغربية بالدرجة الأولى، بقوله “ما ينشر على منصة اليوتيوب وضمنه فيديوهات “روتيني اليومي”، لا تخضع لرقابة القوانين التي تنظم الإعلام والنشر، كما لا تشمل أيضا مواقع التواصل الاجتماعي وما ينشر بها”، وأضاف بأن من حق المتضررين من المحتوى المنشور بمواقع التواصل الاجتماعي، اللجوء إلى القضاء.
بمعنى من تضرر من المواطنين فأمامه القضاء، أما حماية الحكومة لأبناء وأسر المغاربة، من السموم الإلكترونية والجرائم الرقمية، فهذا لا يدخل ضمن استراتيجية الحزب “الحداثي” الذي يقود الولاية الحالية.