حينما دافع الدكتور الريسوني عن “نواقض الوضوء”
هوية بريس – متابعة
سبق وكتب الدكتور أحمد الريسوني “دفاعا عن نواقض الوضوء”، ردا على من ينتقدون “نواقض الوضوء”، ولأن كلامه صالح للتعليق على بعض من يخوضون في أمور شرعية دون علم أو معرفة، نعيد نقله بمناسبة ما أثير حول نواقض الوضوء ومقررات التربية الإسلامية:
“… ولأجل رفع الحيف والتحقير عن نواقض الوضوء، فإني أود أن أوضح شيئا من معناها ومغزاها، بما يتناسب مع مستوى السياسيين واهتماماتهم الرفيعة.
نواقض الوضوء -أيها السادة- تتلخص في ثلاثة هي:
أن يخرج من الإنسان المتوضئ شيء قذر وملوث.
أن يصيبه إغماء أو غيبوبة.
أن ينام نوما عميقا، وهو “النوم الثقيل” كما تعلمنا في المدرسة.
ومعنى هذا ومغزاه هو أن الوضوء جاء ليطهر الناس مما يخرج منهم من قاذورات وملوثات، وليزيل عن الغائبين غيبوبتهم وما فقدوه من وعيهم، وليزيل عن النائمين غفلتهم ودوخة نومهم، ويعيد إليهم يقظتهم وانتباههم.
ولأن نواقض الوضوء هذه تقع وتتكرر في حياة كل الناس، فقد كان لا بد لهم من الوضوء المتكرر المستمر لحفظ نقاوتهم ونباهتهم.
ولا أخفي القارئ الكريم أنني حينما قرأت التصريح المذكور، قلت في نفسي: إن هذا الكلام نفسه هو أيضا من نواقض الوضوء. لأن مثله لا يصدر إلا عن صاحب غيبوبة أو نوم ثقيل. فما أحوج صاحبه إلى تجديد معرفته بنواقض الوضوء، وما أحوجه إلى تجديد وضوئه، لتجديد يقظته وانتباهه إلى الواقع من حوله.
أما الحركة الإسلامية، فأنا لا أخشى عليها من التشبث بالوضوء وبنواقض الوضوء، فهي منهمكة وغارقة في ما سوى ذلك. ولو كانت منهمكة في مسائل الوضوء وما جاورها لكانت محبوبة عند الجميع ومُرَحَّباَ بها عند الجميع.
ولذلك فأنا إنما أخشى عليها من التفريط في الوضوء ومن الغفلة عن نواقض الوضوء”.
يذكر أن ضيوف برنامج “ديكريبطاج” الذي يذاع على أثير راديو MFM كانوا هاجموا في حلقة خصصوها للحديث عن “تحديات الدخول المدرسي”، مادة التربية الإسلامية، وتطاولوا على عدد من الأحكام الشرعية من بينها القول بأنه “يفرض على التلميذ حفظ مائة من نواقض الوضوء والتي صنعها أناس من عند أنفسهم”!!