حينما يتحكم التصوف الطرقي في رقاب الفقهاء والمفكرين والسياسيين!
هوية بريس – ذ. طارق الحمودي
لم أكن أتصور أن أجد نفسي أمام واحدة من أكثر إشكاليات الفكر المغربي مشاكسة عاجزا عن التوجيه والتحليل، لكنني على الأقل حصّلت بعض الملامح والمعالم التي أعانتني على وضع هذه الإشكالية رهن الاعتقال والملاحظة إلى أن تنتهي التحريات التاريخية والفكرية، لم تكن هذه الإشكالية سوى:
كيف استطاع الفكر الصوفي الطرقي أن يستحوذ على أزمَّة الفقه والفكر في المغرب ويطوعهما في خدمته وحمايته والدعوة إليه بعد أن كان الفقه والفقهاء الناقد الأكبر والأشد ضراوة لصوفية العرفان والكرامات قبل تحولها إلى الصوفية الطرقية؟
سأرجئ الحديث عن الجانب السياسي في القضية، وأركز على الجانب الفكري الخالص، فقد سجل التاريخ الفكري للمغرب والأندلس أولى المصادمات الظاهرة بين الفقهاء المالكية وبين تصوف القرن السادس الهجري في تجلياته الأولى، مصادمات بلغت حد الحكم بالقتل في حق بعض صوفية الأندلس المنسوبين إلى الفكر الباطني مثل ابن برجان وابن العريف، وكان من نصيب ابن العريف الإفلات من القتل لأسباب لا تبدو سهلة الاستنتاج والاستنباط، وأما في المغرب الأقصى فكان الأمر مختلفا، فقد كانت تحركات الصوفية التي بدأت تتحول إلى النمط المؤسساتي قريبة من عين السلطة المركزية في مراكش، ولذلك لم يسجل أي جنوح منها إلى إظهار المعاندة أو المخالفة للفقهاء، بل جنحت بذكاء إلى المسالمة والمهادنة إلى حين، إلا ما يعرف من ثورات لبعض منتحلي هذا التصوف، وهؤلاء لهم موضع حديث آخر إن شاء الله.
تجمع كتب التراجم المنقبية الصوفية في المغرب على ظهور أسماء مشهورة معروفة بالولاية والكرامة في المغرب كله، من شماله على لسان البادسي في المقصد الشريف، مرورا بالتميمي في المستفاد، ووصولا إلى التشوف لابن الزيات، وقد حكت هذه المصادر الكبرى مع غيرها كيف استطاع تصوف القرن السادس من وضع اليد على مقومات الفكر الفقهي والكلامي وتسخيره في تطبيع العلاقة بين العقلانية الكلامية والفقهية والعرفانية الصوفية، وقد تطور هذا التطبيع إلى تحكم وتسخير وسيطرة، فتحول الفقيه والمتكلم من ناقد مخالف شرس إلى تابع موافق وديع، وهنا مربط الإشكالية، كيف حصل ذلك؟
استطاع بعض الدارسين أن يقترح جوابا مناسبا، يرفع الإشكال ويجيب عن التساؤل، فزعم بعضهم أن الأمر لا يعدو أن يكون اعترافا من الفقهاء بأصالة تصوف الكرامات، وردا للاعتبار وكشفا للشبهات التي كانت تغلف قضية تصوف القرن السادس الهجري وما بعده، لكن هذا الجواب لا يزيد الإشكال إلا عواصة، فلماذا لم ينتبه فقهاء المالكية المرابطون لهذا الأمر؟ وقد كانوا مستقلين عن التأثير السياسي للدولة، إذ كانوا هم فقهاء القانون الإسلامي ورعاة الشريعة وعين الشعب على السلطة؟
بالرجوع إلى السياق التاريخي للقضية، يلاحظ الباحث سريعا أنه أمام خيوط متشابكة يصعب نفشها، لكن المحاولة كانت كافية للأخذ برؤوس بعضها قصد تتبعها إلى نهايتها، وكان من أهم تلك الخيوط قضية لها قدر كبير من الأهمية في توجيه القراءة والتحليل.
لعل كتاب منويلا مرين “الزهاد والصوفية والسلطة في الأندلس” مشفوعا بـ”الجدل في كرامات الأولياء وتطور التصوف في الأندلس” لماريبيل فييرو كان صريحا في التنبيه على أن الفكر الصوفي الذي سيتحول إلى طرقية شائعة ومنتشرة في المغرب طارئ على الغرب الإسلامي، إذ كان استباع السنة والزهد عنواني الصلاح والولاية في الغرب الإسلامي وفي الأندلس خاصة إذ كانت عقلَ الغرب الإسلامي وقلبه العلمي والفكري، ولم تكن الكرامات تتجاوز غالبا استجابة الدعاء.
وكان المغرب قبيل ذلك متخلفا فكريا ودينيا عن الأندلس، ويحسن التنبيه هنا على أن المغرب كان يعرف زحمة مؤثرات قديمة ناتجة عن حضور وثني روماني ومصري ويوناني ويهودي على وجه الخصوص، إذ كان اليهود متفرقين في أكثر مناطق المغرب الأقصى، وهم أقوى المجتمعات تأثيرا، وعلى هذا شواهد إلى الآن، وعلى رأسها التأويل الباطني والرقص.
فكان التصوف المغربي يتطور في بيئة مختلفة تماما عن بيئة الأندلس، والمراجع لمسالك البكري ووصف أفريقيا للوزان سيكتشف كما هائلا من المعطيات المؤسسة ربما لأكثر النظريات تطرفا!
ليس الحديث هنا عن زهد الفقهاء، بل عن تصوف قائم على فكرة الكرامات الخارقة للعادة، مع محورية لشخصية الخضر، وحضور لافت لنظرية الولاية على طريقة الترمذي والتي تلتبس أحيانا كثيرة بالممارسات السحرية التي يكون فيها الجن عنصرا أساسا، ولم تبخل علينا كتب المناقب بما يدل على حضور الجن في حياة الموصوفين بالولاية، بل عد السحر كما صرح بذلك ابن عربي كرامة عند الأولياء.
ولعل أبرز مثال في هذا، شخصية أبي يعزي أو مولاي بوعزة الذي عرف بأميته، وممارسته لأشكال من خوارق العادة عند الناس من قبيل: معرفة ما في ضمائر الناس، والمشي في الهواء والماء، والأخذ عن الجن متسترين أو متشكلين في هيئات حيوانية، وقد كان الفقهاء يسلمون له، بطريقة غريبة وخارجة عن مقتضى ما ينبغي على العلماء من النصح والبيان.
وقد أبدى الدكتور عبد الوهاب بنمصور شكا فيما نسب إلى هذه الشخصية الغريبة، بل ذهب الحسن الوزان أو ليون الأفريقي إلى نسبة السحر إليه في تطويع الأسود، ولعل أقرب صورة لهذه الممارسات ما يعرف بالشامانية في الدراسات الفكرية الحديثة، والتي استطاعت أن تتلبس بالمسوح الزهدية الإسلامية لتبدو في صورة التصوف الجديد في العالم الإسلامي شرقا وغربا كما يقول تيري زاركون الباحث الفرنسي المتخصص في التصوف.
أخلص هنا إلى وجوب تحرير المصطلحات، فمصطلح التصوف له أكثر من جهة اعتبار وتنزيل، والمطلوب النظر في مقومات المصطلح في كل سياق معتبر، وسياق التصوف المغربي، مليء بالفجوات التاريخية، وما يبدو منها حري بالمؤاخذة، لا سيما الحضور الصوفي اليهودي القابالي الباطني، المعروف بتعاطي السحر البابلي والمصري، والوقوف على تاريخ التصوف اليهودي المغربي كفيل بالكشف عن فراغات حاسمة في تاريخ تصوف الكرامات والتصوف الطرقي في المغرب، لكل للأسف، فإن الوثائق المتضمنة لمعطيات تاريخ الفكر اليهودي في المغرب موجودة الآن في الأراضي المحتلة، التي يسميها المحتل “إسرائيل” كما يقول بعض الباحثين اليهود!
يبدو أن محاولة الجواب عن إشكال المقال صعبة، وهو كذلك، ولست أقصد في المقال جوابا عنه، لكنه إشكال مؤسس لدراسات جادة تحاول إعادة قراءة التصوف المغربي، ووضعه في موضعه اللائق به.
جزاك الله اخونا على بيان عور الفكر الشاذ ونسمع اليوم في مغربنا الحبيب ما يسمى التصوف السني البدعي الذي جاء به الراقصة والسحر والشعوذة والذكر الجماعي اخونا نسال الله ان يطهر بلدنا من هذه الشرذمة امين
مقال بايخ ليس له طعم ولا رأئحة أراد أن يتكلم من أجل الكلام، ربما حتى يتنفس ويرتاح، لكونه هذا الرجل أصبحت عنده عقدة مع التصوف الذي يعد من ثوابت خصوصياتنا وهويتنا الدينية المغربية، والظاهر أنه يقتات على هذا العداء
لماذا كل هذا الحقد على التصوف والصوفية؟ المغاربة صوفيا أبا عن جد منذ قرون. إنتهى الكلام
حديث المقال عن التصوف الطرقي لا عن التصوف الزهدي الأول، والمغابة كانوا على التصوف الزهدي الاول منذ الفتح الإسلامي، ثم دخل عليه ما دخل، وهذا الذي يتحدث عنه المقال، والمقال يتحدث عن إشكالية وليس عن عداء، ما لكم كلما انتقد احد المخالفات الموجودة في التصوف اليوم كما ينتقد ذلك على الفقهاء في فقههم طرتم إلى الاتهام والطعن والتشكيك… وأما طريقة “انتهى الكلام” فهيهات…لنا عقول نفكر بها،وتراث نتحاكم إليه، فلا داعي لهذه الطريقة في الخطاب، المقال علمي ويناقش قضية وإشكالية، ولم يقطع بشيء.
جمهور علماء المسلمين كانوا على منهج التصوف الطرقي.
انتشر الإسلام في الهند و الصين و أندونيسيا و أوروبا و أمريكا وإفريقيا بفضل الطرق الصوفية
نعم انتشر الاسلام بالخرافة اخرسو يااهل القبور نحن نعلم من أنتم جماعة ياسين المنحرفة تصوف الموسيقى والخرافة يامن يرد على المقال اخطاء في النص حسن خطك لأنك لا تحسن الكتابة فعليك بالعلم نحن علك كتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام اما تصوفكم الى مزبلة التاريخ