حين بكى أمين رغيب!!
هوية بريس – لطيفة أسير
تابعتُ فيديو اعتزال المدون المغربي أمين رغيب وقد أحزنني كثيرا، وضاعف حالة الاختناق التي تنتابني أمام المدّ غير الطبيعي لحالات الاضطهاد التي يعيشها كثير من شرفاء الوطن، فيديو في بضع دقائق لكنه يحكي مأساة عظيمة لن يستشعر مرارتها إلا من كان على هيئة أمين وخلقه.
أمين رغيب لمن لا يعرفه ( كاتب ومؤسس مدونة المحترف المعروفة، اشتهر بالحلقات التي يقدمها على قناة في يوتيوب تحمل نفس الاسم، في 2014 تم تكريمه من قبل يوتيوب لأكثر البودكاستر المغاربة تأثيرا، وفي عام 2015 حاز على جائزة رواد التواصل الاجتماعي من حاكم إمارة دُبي محمد بن راشد آل مكتوم، وهو أول مغربي ينال جائزة يوتيوب الفضية للتميز و حصل على جائزة يوتيوب الذهبية سنة 2016. وحصلت قناة مدونة المحترف للمعلومات التي يديرها على اليوتيوب حوالي 2 مليون مشترك من دول متعددة. كما حصل على جائزة أفضل مدون في المغرب. وشارك في العديد من المسابقات في العالم العربي في مجال التكنولوجيا. وشارك في العديد من الفعاليات الدولية. في سنة 2017 وصل عدد متابعيه في قناته على اليوتوب مليونين ومائتين ألف مشترك،و هذا إنجاز رائع و تاريخي، بحيث تعتبر قناته أول قناة مغربية تصل سقف المليون مشترك). -المعلومات من الموسوعة الحرة-.
لستُ من المتابعين الأوفياء لصفحته وفيديوهاته، بحكم جهلي بالمجال الذي يشتغل عليه وهو التقنية والمعلوميات، لكني كنت بين الحين والآخر أطالعها، والذي يلفت الانتباه في كلامه و مسيرته التي بدأت منذ 2009، أنه شاب متدين ومستقيم وعلى خلق، بعيد كل البعد عن التفاهة التي ارتدى زيها كثير من الشباب خصوصا النجوم، كل مواضيعه هادفة، يبذل النصح والإرشاد لكل الناس من خلال ما يعرضه من فيديوهات، موجها ومحذرا، تلمس الصدق في كلامه، والطموح في مسيرته، ارتقى بمجهوداته الشخصية، وبدأ مسيرته من الصفر أو أقل من الصفر – كما قال -، لكنه نجح في التعريف بنفسه عالميا حتى اختير من الشخصيات المئة المؤثرة عالميا، يلقي دروسا ومحاضرات بالجامعات يحضرها المئات من المهتمين، ورغم كل ذلك لم يلتف إليه المسؤولون المغاربة، والتفت إليه غيرهم وتمّ تتويجه عالميا.
المؤلم في الفيديو أن أمين وتحت ضغط التهديدات من جهات مجهولة، وخوفا على ابنته -نقطة ضعفه- قرر الانسحاب واعتزال عالم الويب، ولشدة تأثره أجهش بالبكاء، ولك أن تقدّر حجم الضغط حين يبكي الرجل !! لك أن تقدر حجم المرارة وقساوة الحكرة حين يبكي الرجل!!
لك أن تُخمّن محنة العيش في مجتمع لا تشعر فيه بالأمان على نفسك وعلى فلذات أكبادك.. فلا تملك غير سلاح الانسحاب والبكاء أمام طوفان الظلم وتجبر الطواغيت.
لماذا نصرّ على قتل روح الطموح في شبابنا الصالح المصلح؟ لماذا الأيادي البيضاء تصافح كل ماجن و ماجنة، ولا تمتد للشباب الجيد إلا لتصفعه؟
ليس من حقّنا الضغط على الأخ أمين لترك الاعتزال، ولا من حقنا أن نطالبه بالاستمرار في مسيرته ونحن قابعون وراء شاشات هواتفنا، وكما نقول (ما يحس بالمزود غير المخبوط بيه)، لكننا نملك أن ندعو الله أن يصرف عنه كيد الكائدين ومكر الماكرين، وأن يحميه وأسرته من كل سوء، عسى تُرفع عنه هذه الغمّة، أو يرحل للبحث عن وطن جديد يحتضنه ويحميه ويهاجر كما هاجرت الأدمغة المغربية قبله، وستهاجر بعده.
ويبقى الله لكَ يا وطني (الجميل)!!
لو لم يشارك في ترويج شبكات التسويق الهرمي لكان أفضل وأتقى له
الشهادة مسؤولية امام الله نحن نعرفه معرفة شخصية ليس متدينا ولا اي شيء مما قلته هو متصهين غرر بالعديد من الشباب المغربي وزج بهم في احضان شبكات التسويق الهرمي والقمار عليه من الله ما يستحق.