سلاح المقاومة.. مشعل يحذر من “النموذج العرقي”

هوية بريس – وكالات

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج، خالد مشعل، إن الدعوات المطالِبة بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية “غير واقعية ومحكوم عليها بالفشل”، مؤكدًا أن سلاح المقاومة مرتبط بشكل مباشر بوجود الاحتلال، ولا يمكن فصله عن حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه.

“إبادة غير مسبوقة” في غزة

وفي مقابلة صحفية مع موقع Drop Site الأمريكي، أجراها الصحفي جيريمي سكاهيل في الدوحة، وصف مشعل ما تشنه “إسرائيل” على قطاع غزة بأنه “حرب إبادة جماعية غير مسبوقة”، معتبرًا أن الاحتلال يمارس “هولوكوست جديدًا” في مساحة جغرافية محدودة، مستخدمًا أقصى أدوات القتل والتدمير.

وأضاف أن مخاطبة الرأي العام الغربي باتت ضرورة ملحّة، في ظل ما وصفه بـ“التضليل المزمن” لحقيقة الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي داخل الإعلام الغربي.

ردّ على نتنياهو وواشنطن

وفي تعليقه على تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، بشأن نزع سلاح حماس “بالطريقة السهلة أو الصعبة”، شدد مشعل على أن الشعب الفلسطيني لا يثق بـ“إسرائيل”، بسبب سجلها الطويل في المجازر ونقض الاتفاقات، مذكرًا بأن جميع المسارات السياسية السابقة، بما فيها اتفاق أوسلو، انتهت بالفشل.

مقترحات مشروطة دون نزع السلاح

وأوضح مشعل أن الحركة ترفض بشكل قاطع أي مسار يفضي إلى نزع السلاح بالقوة، لكنه كشف عن مقاربات قدمتها حماس للوسطاء، من بينها:

• وضع السلاح جانبًا بقرار ذاتي ومنضبط وعدم استخدامه خلال فترات التهدئة.

• القبول بقوات دولية على الحدود كقوات فصل، لا كقوات داخل غزة.

• الاستعداد لهدنة طويلة الأمد تمتد من خمس إلى عشر سنوات بضمانات إقليمية ودولية.

• إشراك وسطاء إقليميين ودوليين لتقديم ضمانات متبادلة.

وأكد أن الإشكال الجوهري لا يكمن في التزام الطرف الفلسطيني، بل في “الطبيعة العدوانية لإسرائيل بوصفها الطرف المسلح والمحتل”.

تحذير من “النموذج العراقي”

وحذّر مشعل من محاولة استنساخ النموذج العراقي في قطاع غزة، معتبرًا أن أي مسعى لاجتثاث حماس أو إقصائها أمنيًا وسياسيًا سيقود إلى فوضى شاملة، على غرار ما حدث في العراق بعد الغزو الأمريكي سنة 2003.

وقال إن حماس “ليست مجرد تنظيم مسلح”، بل حركة متجذرة في المجتمع الفلسطيني، أدارت شؤون غزة على مدى عقدين، ونجحت في حفظ الأمن العام وبناء بنية مدنية رغم الحصار، محذرًا من أن فرض أي سلطة غير فلسطينية في القطاع “سيُعامل كاحتلال” ويُقابل بمقاومة شعبية واسعة.

انتقاد الانحياز الأمريكي والموقف العربي

وعلى الصعيد الدولي، انتقد مشعل ما وصفه بـ“الانحياز الأمريكي المطلق لإسرائيل”، معتبرًا أنه يضر بالمصالح الأمريكية نفسها، داعيًا واشنطن إلى التعامل مع القضية الفلسطينية بمنطق المصالح لا الإملاءات الإسرائيلية.

أما عربيًا، فأقر بوجود “تقصير واضح”، لكنه أشار في المقابل إلى مواقف إيجابية لبعض الدول العربية والإسلامية، مؤكدًا أن سياسة حماس تقوم على “شكر من ساهم، والمطالبة بالمزيد”.

“الاحتلال إلى زوال”

وختم مشعل بالتأكيد على أن “الاحتلال إلى زوال”، وأن الشعب الفلسطيني وحركة حماس “يمثلون المستقبل”، داعيًا الغرب إلى مراجعة مقاربته للقضية الفلسطينية، كما فعل سابقًا مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.