خباب مروان الحمد: 07 أمور حري بنا أن نذكر بها أولادنا قبل إرسالهم للمدرسة ..
هوية بريس – خباب مروان الحمد
قبل أن نبعث أولادنا للمدارس، حريٌ بنا أن نجمعهم ونُذكِّرهم بعدَّة أمور:
1. أنّ الحياة جدٌ لا هزل فيها، وأنّ من يريد أن يصنع مجده؛ فعليه أن يستيقظ مبكراً، ويُصلي الفجر في وقتها، ويعتني بورده كل يوم من الأذكار والأوراد.
2. تحصين الأولاد ورقيتهم رقية شرعية؛ بنيّة الحفظ والصيانة، وأن يحرسهم الله تعالى، وأن تحفظهم ملائكته بأمره.
3. تجهيز النفس للمدارس لا يكون بشراء ملزمة المكتبة المدرسية فقط؛ بل لابدّ من الإقبال على محبّة العلم والدراسة، لأنّها قوام حياة الإنسان، وأنّ العمل لا يَجْمُل إلا بالعلم، وأنّ النجاح لا يتحصّل إلا بالاجتهاد، وأنّ البدايات المشرقة لابدّ من استكمال عزيمتها وإصرارها نحو الهدف المنشود، ومن جدَّ وجد، ومن سار على الدرب وصل، وكما قال الشاعر:
عند الصَّباح يحمدُ القومُ الْسُّرَى *** وتنجلي عنهم غياياتُ الكرى
4. أنّ الهدف من الدراسة؛ أن يُقدّم المرء لنفسه ما ينفعها به، وأن يتقدّم بخيره إلى غيره، ويعم نفعه أمّته، وأن يجعل في ذهنه أنّ الدراسة ليست لجني الأرباح والأموال؛ فهذه نظرة رأسماليّة ماديّة جوفاء.
بل إنّ الأصل في التعلّم بعد نفع النفس، خدمة الأمّة المسلمة، والإسهام في بناء المستقبل المشرق لها؛ وهذه الأشياء مُقدّمة دوماً على الهدف الشخصي البحت من بناء مستقبل الدارس الخاص بإيجاد شغل والبحث عن زوجة وبناء بيت.
وأنّ الدراسة لا يلزم أن تكون لأجل الارتباط بالشغل أو الوظيفة؛ فكم من شخصٍ يدرس ويتخصص ثم يشتغل بغيرِ ما درس، وكم من شخصٍ مغتنٍ وهو بحاجة لاستكمال الدراسة والازدياد من العلم.
5. الترتيب والتنظيم وحسن التخطيط عنوان الجد، فمن يريد التهيؤ للمدرسة؛ فإنّ الأصل أن يعتني بحفظ وقته، فيُجهز ملابسه كاملة، ويرتّب كتبه، ويحضّر لدرسه، ويراجع ما درسه سابقاً.
6. أنّ الآمال لا تُبنى بالأحلام، وأنّ التطلعات لا تمتدُّ بالتأوّهات، وأنَّ التسويف في طلب العلم، والتأجيل لواجبات الدرس؛ لن يجلب سوى الحسرة والتأوه، وقد يكون سبباً للفشل والإخفاق، وكره الناجحين.
ومن أحبّ نفسه عمل لها وترك الأماني الفارغة، ومن عاش حياته بالكسل لم يلقى إلا الملل، ورحم الله ابن القيم القائل: “من نام على فراش الكسل ، أصبح ملقي بوادي الأسف”، وقال كذلك: “العلم والعمل توأمان، أمهما علو الهمة؛ والجهل والبطالة توأمان، وأمهما إيثار الكسل”.
7. أنّ الصاحب ساحب، وأنّ الطبع سرّاق، وأنّ الدود ولود، وأنَّ الفارغ تافه، وأنّه لا مجال لصحبة البطّالين الفارغين، أصحاب الأصوات العالية والأفكار الخاوية، بل لابد من البحث عن صحبة الخير ومن أبرز صفاتهم؛ أن يكونوا أهل دينٍ وصلاحٍ وصلاةٍ وعناية باقرآن، ممن تكون ألفاظهم مهذّبة، وأخلاقهم فاضلة، واهتمامهم بالعلم والتعليم واضح.
أصلح الله أولادنا وأولادكم، ورزقنا وإياكم وإياهم حسن العلم وحسن العمل.