خبراء بإفران ينكبون على تدارس التقدم المحرز في علاج مرض السرطان
هوية بريس – و م ع
انكب أساتذة بارزون وباحثون شباب في مجال طب، مغاربة وأجانب، أمس الاثنين 16 يوليوز بإفران، على التقدم المحرز خلال السنوات الأخيرة في علاجات مرض السرطان، الذي لا يزال يشكل تحديا رئيسيا للصحة العمومية.
وانكب الخبراء الذين التأموا في إطار مدرسة صيفية أطلقتها أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات بتعاون مع جامعة الأخوين، خصوصا على “العلاج الموجه”، الذي مكن من تغيير التاريخ الطبيعي لبعض السرطانات المعروفة بتشخيصها الخاطئ.
وسيقوم الخبراء، خلال ثلاثة أيام، بتقييم تجارب المغرب وإفريقيا في المجال، حيث لا يزال السرطان تحديا حقيقيا، بمعنى أن العلاجات الموجهة تظل مكلفة، بل ويتعذر على أغلبية المرضى الاستفادة منها.
واعتبر العضو المقيم بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، ألبيرت ساسون “أن إنجازات مهمة تم تحقيقها في علاج هذا المرض الذي يقتل سنويا العديد من الأشخاص عبر العالم”، معربا عن تمنياته في إمكانية جعل هذا المرض “مرضا مزمنا وليس مرضا مميتا كما هو عليه الحال اليوم”.
وأوضح ساسون، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن حضور خبراء بارزين في إطار هذه المدرسة الصيفية، سيمكن من تسليط الضوء على إنجازات مهمة على مستوى الأدوية، وبالخصوص في مجال العلاج المناعي.
وفي نفس السياق، أكد البروفيسور الإسباني البارز في علاج مرض السرطان، كارلوس مارتينيز ألنزو، أن الـ 15 سنة الأخيرة شهدت تقدها هاما في فهم آليات عمل الخلية السرطانية، مؤكدا على أن التشخيص الصحيح يعزز من فرص الشفاء.
وشدد البروفيسور على أهمية “العلاج الموجه”، الذي يعتبر “دواء انتقائيا ” يحارب الخلايا السرطانية، وذلك من خلال تحديد هدف محدد فيها، مضيفا أن العلاج الموجه يجب أن يجرى على مستوى محدد في نمو الخلية السرطانية.
وأكد كارلوس مارتينيز ألنزو، وهو عضو مشارك في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، على الأهمية الذي يمثلها اليوم العلاج المناعي، بما أن “بعض الأدوية تعمل على مستقبلات محددة، وبالتالي يمكنها أن توجه الاستجابات المناعية للجسم نحو الخليات السرطانية”.
من جهته، أكد البروفيسور ساليو ديوب، من قسم أمراض الدم بجامعة أنتا ديوب بدكار، أن التشخيص في سرطنات الدم عرف تطورا هاما خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى حالتي ابيضاض الدم (اللوكيميا) وسرطان الغدد الليمفاوية، اللتين لم تكونا من بين الأمراض ذات فرص النجاة الكبيرة، لكن اليوم تضاعف تشخيصهما بمرتين أو ثلاثة مرات.
وأعرب البروفيسور عن أسفه قائلا “إن الإشكالية التي تبقى مطروحة هي أن جميع هذه العلاجات الجديدة ليست متاحة”.
وسلط الضوء في هذا الصدد، على أهمية المقاربات الرامية إلى تقليص الآجال بين ظهور جزئية دواء جديدة، وتوفرها في البلدان النامية، مضيفا أنه “بالإضافة إلى مقاربات التبرعات الإنسانية، يجب إشراك مقاربات أخرى تمكن الدول الإفريقية من ولوج هذه الأدوية، بتقليص كلفتها أو بتكييفها مع إمكانيات تلك الدول”.
وستتمحور هذه المدرسة الصيفية حول موضوعين أساسيين هما “بيولوجيا السرطان” و”طب الدقة في معالجة السرطان”.
كما يحتوي برنامج هذه التظاهرة العلمية على عدة مواضيع من قبيل ” التصديق الجيني للأهداف المضادة للسرطان”، و”الجين الورمي والأورام الكابتة في السرطان والخاصية الجزئية لسرطنات الثدي”، و”الدراسات الجينية والتخلقية المتعاقبة لسرطان المثانة”، و”العلاجات الجديدة لسرطنات الدم”.
مرض السرطان أكبر قالب حلوة بين يدي الاطباء