خبراء يدعون للتضييق على”موبقات العصر”.. والإسلام يسبقهم بالتحذير

هوية بريس – متابعات
وجّه عدد من الخبراء في مجال الصحة العمومية نداءً عاجلاً إلى الجهات المختصة بالمغرب، من أجل التفاعل الجاد والمسؤول مع مبادرة منظمة الصحة العالمية، الداعية إلى الرفع من الضرائب المفروضة على التبغ والكحول والمشروبات السكرية، بنسبة لا تقل عن 50% بحلول عام 2035.
وأكد هؤلاء المتخصصون أن هذه المنتجات تُعد من أخطر أسباب الأمراض المزمنة الفتاكة التي باتت تستنزف طاقات المجتمع المسلم وتُثقل كاهل الأسر والقطاع الصحي، ما يفرض التعجيل باتخاذ تدابير وقائية صارمة للحد من استهلاكها.
مبادرة دولية للحد من آفات العصر
وقد أطلقت منظمة الصحة العالمية هذه المبادرة في سياق دولي ينذر بالخطر، حيث تحولت الأمراض غير السارية، مثل السكري وأمراض القلب والسمنة، إلى وباء صامت يحصد أرواح الملايين سنوياً.
وتقترح المبادرة فرض ضرائب جريئة على المنتجات المذكورة، باعتبارها من المسببات الرئيسية لهذا الداء الصامت، كما تهدف إلى تشجيع المستهلكين على التراجع عن اقتنائها، وتحقيق العدالة الصحية في المجتمعات.
المغرب مدعو لتحمل مسؤوليته الأخلاقية والشرعية
وفي السياق المغربي، شدد أخصائيون على ضرورة أن تُحول المملكة هذه الدعوة الدولية إلى خطوة استراتيجية تُترجم إلى سياسات واقعية تحمي الأجيال من موبقات العصر، وتُقلّص من الفاتورة الصحية والاجتماعية الناتجة عن استهلاك هذه السموم.
وأشار المتدخلون إلى أن فرض ضرائب على التبغ والمسكرات والمشروبات المحلاة ينبغي أن يُرفق ببرامج توعوية فعالة، تقوي مناعة المجتمع الأخلاقية والصحية، وتعيد الاعتبار لثقافة الوقاية وفضائل الاعتدال.
مسؤولية جماعية وموقف شرعي حاسم
كما دعت الهيئات الصحية والمهتمون بالشأن العام إلى تضافر جهود الدولة والعلماء والمجتمع المدني والإعلام لمواجهة هذه الموبقات، محذرين من تفاقم مظاهر الانحلال الصحي والاجتماعي إذا استمر التساهل في التعاطي مع هذه الظواهر.
الإسلام يحرم التبغ والمسكرات
وفي هذا الإطار، لا بد من التذكير بأن الشريعة الإسلامية السمحة قد حرّمت كل ما يضر بالبدن والعقل والمال، وحذّرت من المسكرات وكل ما يُذهب العقل أو يُهلك الجسد.
وقد أجمع علماء الأمة على تحريم المسكرات بكل أشكالها، وأفتوا بتحريم التدخين وشرب الخمر لما لهذه الخبائث والموبقات من أضرار ثابتة ومؤكدة شرعًا وواقعًا.
قال الله تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ، قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ، وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا” [البقرة: 219].
وقال الله جل وعلا:” الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” [ الأعراف: 157].
وعليه، فإن حماية المجتمع من هذه الآفات واجب شرعي وأخلاقي ووطني، يستدعي الحزم في السياسات والتوعية في الخطاب، والنصح في المنابر، حتى تُصان صحة الأمة وتُحمى مقدراتها.



