خبر سار من البلدة الإيطالية التي شهدت أول وفاة بكورونا.. هكذا نجحت بإيقاف انتشار الفيروس
هوية بريس – متابعات
أصبحت بلدة “فو” الصغيرة في شمال إيطاليا، حيث حدثت أول حالة وفاة بفيروس كورونا في البلاد، بمثابة مرجع للعلماء والباحثين في كيفية إيقاف انتشار الفيروس، بعد أن نجحوا في ذلك بعد أن فحصوا جميع سكان البلدة البالغ عددهم 3300 نسمة، في بلد بات يسجل أعلى رقم في وفيات فيروس كورونا، إلى غاية الجمعة 20 مارس 2020.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، اعتمدت دراسةٌ علمية أجرتها جامعة بادوا، بمساعدة إقليم فينيتو والصليب الأحمر، على اختبار جميع سكان البلدة البالغ عددهم 3300 نسمة، بمن في ذلك الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض. وكان الهدف هو دراسة التاريخ الطبيعي للفيروس وديناميات انتقاله والفئات المعرضة للخطر.
أوضح الباحثون أنهم أجروا اختباراتهم على السكان مرتين، وأن الدراسة قادت إلى اكتشاف الدور الحاسم للأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض في انتشار جائحة فيروس كورونا.
عندما بدأت الدراسة في 6 مارس، كان هناك ما لا يقل عن 90 مصاباً في بلدة فو. ومنذ أيام، لم تسجل أي حالات جديدة.
قال أندريا كريسانتي، خبير العدوى في إمبريال كوليدج لندن، الذي شارك في مشروع فو، لصحيفة Financial Times البريطانية: “تمكنَّا من احتواء تفشي المرض هنا، لأننا اكتشفنا حالات العدوى التي لم (تُظهر أعراضاً) وعزلناها، وهذا هو ما يصنع الفرق”.
سمح البحث باكتشاف ما لا يقل عن ستة أشخاص من عديمي الأعراض والذين ثبتت إصابتهم بـ Covid-19. وقال الباحثون: “لو لم يُكتشف هؤلاء الأشخاص”، لكان من المحتمل أن يصيبوا سكانا آخرين دون علمهم.
كتب سيرجيو رومانياني، أستاذ علم المناعة السريرية في جامعة فلورنسا، في رسالة إلى السلطات: “إن النسبة المئوية للأشخاص المصابين، حتى لو لم تظهر عليهم أي أعراض، بين السكان مرتفعة جداً. وإن عزل المرضى الذين لم تظهر عليهم الأعراض أمر ضروري لتكونوا قادرين على احتواء انتشار الفيروس وشدة المرض”.
ووفق “عربي بوست” يضغط العديد من الخبراء ومسؤولي البلديات في إيطاليا لإجراء اختبارات جماعية في البلاد، بما في ذلك الاختبارات للأشخاص الذين لم تظهر عليهم الأعراض.
إذ قال حاكم إقليم فينيتو، لوكا زايا، الذي يتخذ إجراءات لاختبار كل فرد من سكان المنطقة: “الاختبار لا يضر بأي شخص”، واصفاً مدينة فو بأنها “المكان الأكثر صحة في إيطاليا”، مضيفاً: “هذا دليل على أن نظام الاختبار يعمل بشكل سليم”.
كما أضاف: “هنا ظهرت أول حالتين. ولقد اختبرنا الجميع، حتى لو أخبرنا “الخبراء” أن هذا كان خطأً: أجرينا 3 آلاف اختبار. وجدنا 66 حالة إيجابية، وضعناهم في العزل لمدة 14 يوماً، وبعد ذلك كانت أصبحت اختبارات 6 منهم فقط إيجابية. وهذه هي الطريقة التي أوقفنا بها انتشار الفيروس”.
لكن، وفقاً للبعض، فإن مشاكل الاختبارات الجماعية ليست اقتصادية فقط (تبلغ تكلفة اختبار كل عينة حوالي 15 يورو)، بل تنظيمية أيضاً.
قال ممثل منظمة الصحة العالمية، رانييري غويرا، يوم الثلاثاء 17 مارس: “لقد حث المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على زيادة اكتشاف وتشخيص الحالات المشتبه فيها والحالات التي على اتصال بالحالات المؤكدة وتظهر عليها أعراض المرض. وفي الوقت الحالي، لم تقترح التوصية بإجراء فحص شامل”.
كما حذَّر ماسيمو غالي، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة ميلانو ومدير قسم الأمراض المعدية في مستشفى لويجي ساكو في ميلانو، من أن إجراء اختبارات جماعية على السكان الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض قد يكون عديم الفائدة.
غالي قال ايضا لصحيفة The Guardian: “تتطوَّر العدوى باستمرار للأسف؛ الرجل الذي كانت نتائج اختباره سلبية اليوم قد يُصاب بالمرض غداً”.