تحدث رئيس قيادة الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق الجمعة، عن الصراع العالمي متعدد الأطراف، الذي يشمل أمريكا وروسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وبريطانيا وأوروبا وكذلك إسرائيل.
وتوقع الخبير الأمني الإسرائيلي يعقوب عميدرور في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن تزيد المشكلة النووية في الشهرين القادمين التوتر الحالي في العالم، موضحا أن “لقاء ترامب ورئيس كوريا الشمالية، في حال حصوله من شأنها أن يقلل التوتر الدولي”.
واستدرك عميدرور قائلا: “نأمل ألا يحصل العكس، وتعود كوريا الشمالية إلى التجارب النووية”، مضيفا أن “الحدث الثاني هو المرتبط بالنووي الإيراني، الذي من المرجح أن يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إلغاء الاتفاق، مما سيزيد التوتر في المنطقة وفي العالم بشكل عام”.
ورأى عميدرور أنه “بشكل غير مخطط يمكن للولايات المتحدة أن تحسن جدا مكانتها حيال كوريا الشمالية وإيران”، مبينا أن ذلك يكون في حال نفذت واشنطن هجومها ضد الأسد عقابا على استخدامه للسلاح الكيميائي، بقوة تناسب مكانتها العظمى.
وأشار إلى أن “إسرائيل أصغر المتأثرين من الحرب التجارية المحتمل وقوعها على إثر الخلاف بين الولايات المتحدة والصين”، معتبرا أن “الاقتصاد الإسرائيلي هو الأفضل لأنه بلا قيود”.
ولفت رئيس قيادة الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، إلى أن منظومة العلاقات الخاصة بين إسرائيل وروسيا تعمل وفق المصلحة الأمنية، وتل أبيب لا تتدخل في صراع الغرب مع روسيا، مستدركا قوله: “لكن مصلحة إسرائيل في الوضع بين إيران والولايات المتحدة، ليس لها سياسة واضحة في حال تم إلغاء الاتفاق النووي، مما قد يتسبب في عزل إسرائيل، سواء من خلال الصراع لمنع التحول النووي الإيراني أو محاولة احتوائها في سوريا”.
وبين عميدرور أن التوتر المتصاعد حول سوريا يعود إلى سببين، الأول هو الصدام العسكري بين إسرائيل وإسرائيل، والثاني هو العمل المتوقع أن تنفذه الولايات المتحدة ردا على استخدام الأسلحة الكيميائية من جانب نظام الأسد ضد المدنيين.
وحول الحرب الاقتصادية التي ربما تندلع وتزيد الاحتكاك العالمي، ذكر عميدرور أن “ترامب قرر أن يغير المنظومة الاقتصادية التي صممت في عشرات السنوات الأخيرة، كونها تمس المواطنين الأمريكيين”، مؤكدا أن هذا القرار جاء بنتيجة معاكسة من خلال عدم قدرة المصانع الأمريكية في المنافسة مع مصانع مشابهة لها في الصين مثلا، كونها تنتج بسعر أرخص.
ونوه إلى أن ترامب يحاول مكافحة ذلك، من خلال رفع الضرائب على الفولاذ والألمنيوم المستورد إلى الولايات المتحدة، على أمل أن ترتفع أسعار هذه المنتجات، وعندها تتمكن المصانع الأمريكية من منافستها، لافتا إلى أن الصين ردت على ذلك وأعلنت فرض جمارك على المنتجات التي تصدرها الولايات المتحدة.
واستكمل قائلا: “هذا أيضا يقلل التصدير الأمريكي الذي سيصبح أغلى”، مرجحا أنه “لا يوجد سبيل لوقف التدهور الذي قد يتسبب بحرب اقتصادية، إلا على أساس تسوية تشبه تلك التي كانت موجودة قبل قرار ترامب”.
ولم يغفل الخبير الأمني الإسرائيلي في حديثه، دائرة النزاع الدولي التي اندلعت بعد اشتباه بريطانيا أن موسكو اغتالت الجاسوس الروسي المزدوج بغاز مسمم، مشددا على أنه “رغم أن لندن لا تمتلك دليل واضح على التورط الروسي، إلا أن لديها أدلة ظرفية تعتمد على آثار تركت في ساحة الجريمة إلى جانب معلومات استخبارية”.
وأشار إلى أن التوتر الذي حدث بين روسيا والدول الغربية على خلفية قضية تسميم الجاسوس الروسي المزدوج، وما تبعه من قرارات لطرد سفراء ودبلوماسيين، جعل هذا النزاع ليس له نهاية، وضاعف الصراع العالمي الكبير.