خبير إقتصادي: غلاء الأسعار ناجم عن تلكؤ الحكومة وقصور نظرها

هوية بريس- متابعة

قال الاقتصادي المغربي محمد شيݣر، رئيس مركز الدراسات والأبحاث عزيز بلال، أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية ناجم بالأساس عن تلكؤ الحكومة وقصور نظرها وإخلالها بأحد أهم ركائز الحكامة (أو التدبير ببساطة)، المتمثل في الاستباقية، وهذا ما أشرت إليه من قبل. أما السياسة الفلاحية التي تتجلى في مخطط “المغرب الأخضر” و”الجيل الأخضر”.

وأضاف شيݣر، الذي كان مديرا للدراسات ومراقبة التدبير بإحدى أكبر المؤسسات المالية في المغرب، في حوار له مع جريدة هسبريس، اليوم الثلاثاء، “أن ن من بين ما يُعاب على الحكومة: أولا، التمركز الذي له انعكاس على الأسعار (كلفة النقل) وعلى التلوث (تأثير وسائل النقل على البيئة) والإجهاد المائي (استنزاف الفرشة المائية). كان الأحرى بالسياسة الفلاحية الاستفادة من تجربة المدن العتيقة التي كانت تُحاط في ما مضى بالحقول أو ما يعرف عند البعض بـ”العَرصات”، والعمل على تطوير فلاحة القُرب، والتصدي بالتالي لزحف الإسمنت على الأراضي الفلاحية التي تشكل عمق المدن. كما كان الأجدى بها المساهمة في التصدي لظاهرة النزوح إلى المدن، والحد من ظاهرة موازية تتمثل في إفراغ المغرب العميق.

وزاد الخبير الاقتصادي، موضحاً: ثانيا، الاهتمام أكثر بالسوق الخارجي عبر التشجيع على تلبية حاجياته من خلال التصدير وما يوفره من عملة صعبة، وذلك على حساب السوق الداخلية بعلاقة مع الأمن الغذائي. في هذا الاتجاه، لم تتوان هذه السياسة عن الدفع في اتجاه التخلي عن بعض المزروعات كالحبوب لصالح الأشجار المثمرة، وذلك بداعي تحسين دخل الفلاح. ولعل الحرب الأوكرانية الروسية أثبتت محدودية هذه السياسة”.

وأردف شيݣر، مفصلاً: ثالثا، فشل السياسة الفلاحية في جعل الفلاحة رافعة للتنمية القروية؛ فالفلاحة العصرية التي اقتصرت على أراضي الفلاحين الكبار تحولت إلى جزيرة الرفاهية في محيط بؤس”.