خبير مغربي بفرنسا: عيب أن تسرق منِّي وزيرة فكرة “جائزة كفاءات المغرب بالخارج” وتنسبها الحكومة لنفسها
هوية بريس – نبيل غزال
-بداية د. عبد الحي لو تعرف جمهور “هوية بريس” بنفسك ومكان إقامتك؟
بداية شكرا لكم على الاهتمام بالموضوع وعلى الاستضافة، أما بالنسبة للتعريف بنفسي، فالإسم عبد الحي السملالي من مواليد الرابع والعشرين من أبريل لسنة 1965 بمدينة بني ملال، حاصل على الدكتوراه في الرياضيات سنة 1996 من فرنسا، مقيم بفرنسا بمدينة ديجون وأشتغل بالبحث والتدريس في الرياضيات منذ سنة 1992 بجامعة متز ثم كلية الصيدلة بننسي، ثم المدرسة الفرنسية للبصريات والأقسام التحضيرية، ولي اهتمامات أخرى في علم الاجتماع في إطار معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، هذا باختصار تعريف مقتضب بنفسي.
-سبق وكتبت في تدوينة على صفحتك بالفيسبوك أنك تفاجأت بإعلان رئيس الحكومة في الجلسة الشهرية بمجلس المستشارين عن جائزة لكفاءات المغرب بالخارج، ما سبب تفاجئك؟
فعلا، تفاجأت و صدمت بخروج رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني الذي أقدره وأحترمه، وسبق لي أن تناقشت معه حينما التقيته مرة بالصدفة سنة 2017 أي قبل أن يصبح رئيسا للحكومة ببضعة أسابيع في أحد الفنادق بالرباط حول مقال لي نشرته جريدة هسبريس حول “التحيين في الإسلام قبل تجديد خطابه”. الذي أعرفه عن الرجل أنه طيب و لا يبخس الناس أشياءهم فكيف وقع في هذه الزلة؟!
فمنذ شهر دجنبر الماضي اقترحت المشروع على السيد نزهة الوافي وطلبت موافقتها المبدئية في أن تدخل في شراكة في مشروع جائزة لكفاءات مغاربة العالم، وهذا المشروع صممناه له أنا وصديق لي واقترحنا الإسم والأهداف منذ البداية، لنهرب من الاستعمال السياسي..
-ألا يمكن أن يكون الأمر من باب تطابق الأفكار؟
فحينما تخطر بال الإنسان فكرة ويترجمها من المستوى النظري إلى مشروع يفيد محيطه الإنساني القريب أو البعيد منه، سواء كان هذا المحيط وطنه الذي يسكنه أو الذي يسكن وجدانه هاجس وهوس حب الانتماء إليه أو بقعة أرض من أرض الله الواسعة التي يقيم بها -أو لا يقيم-، لا يهمه من نزل المشروع بقدر ما يهمه التنزيل على أرض الواقع ليستفيد منه الناس في إطارهم الوطني أو حتى في إطار المشترك الإنساني.
لكن العيب كل العيب هو سرقة الأفكار بنية الإغراض ونسبتها للذات السارقة وخاصة حينما يكون السارق وزيرة تنتمي إلى حزب يدعي المرجعية الدينية يقود بأغلبية الحكومة الحالية، والمصيبة كل المصيبة لأنه بجريرة السرقة إياها تورط رئيس الحكومة، الذي نسب -بقصد أو بغير قصد- لنفسه ولحكومته و للحزب الثاوي وراءه، ما ليس له ولا لحكومته و لا لحزبه…
– باعتبارك باحثا مغربيا مقيما بفرنسا هل ترى أن الكفاءات المغربية بالخارج يستفاد منها وطنيا؟ إن كان الجواب بالنفي، كيف يمكن أن يحصل ذلك؟
أما عن سؤالكم هل الوطن يستفيد من الكفاءات المغربية بالخارج، أكيد هناك استفادة على الأقل من تحويلاتهم المادية وهذه استفادة مباشرة، أما الاستفادة غير المباشرة فتكمن في الإشعاع الذي يرسمونه كمغاربة في مخيال من يحتكون بهم في بلدان إقامتهم من خلال ما يقومون به من خدمات وانجازات واختراعات وتحمل للمسؤليات البحثية وغير البحثية والحقائب ذات الطابع السياسي أو غير السياسي التي يكلفون بحملها إلى آخره.
لكن تبقى حسب تقديري، الاستفادة داخل الوطن من خبراتهم وتكوينهم وتأطيرهم لأبناء الوطن ضعيفة رغم المجهودات التي تقوم بها بعض مؤسسات الدولة، كمجلس الجالية والوزارة في فترة تسيير نزهة الشقروني لها، والتي كانت وراء برنامج مهم جدا اسمه، إن لم تخني الذاكرة، “فينكم”، كان هذا البرنامج يبحث عن الكفاءات المغربية بالخارج ويحاول أن يخلق علاقات تعاون بينها وبين الجامعات المغربية والمؤسسات البحثية والشركات، ويبدو أن هذا البرنامج توقف، للأسف، بوصول السيدة الوافي إلى الوزارة.
و يبقى كل ما قلته انطباع وليس تقييما، لأن التقييم يتطلب مختص ودراسة ميدانية وللأسف أنا لست مختصا وليس تحت يدي دراسة ميدانية اعتمد عليها في تكون رأي معقول وقريب من الحقيقة.
لا يزيدنا ضربكم لهاذا الحزب الا إصرارا على انتخابه، رغم يقيني أنه لن يستطيع فعل شيء لشعبه.