خبير مغربي يحذر من تبني منطق فرعون في المال والاقتصاد

25 أغسطس 2025 21:01
مال، فساد، مغرب، المغرب

هوية بريس – علي حنين

في منشور مطوّل على حسابه بمنصة فيسبوك، قدّم الأستاذ نبيل العسال، المحاسب المعتمد والخبير المالي، قراءة تحليلية بعنوان “معايير الاقتصاد الفرعوني ومن تبعه”، استعرض فيها الآيات الكريمة من سورة الزخرف (51–56) التي تبيّن كيف افتخر فرعون بملكه وأنهاره، واحتقر نبي الله موسى عليه السلام لفقره وضعف لسانه.


العسال أوضح، استنادًا إلى تفسير ابن كثير، أن فرعون استخف قومه فأطاعوه، فلما أغضبوا الله عاقبهم بالغرق ليكونوا عبرة للأمم من بعدهم.

ثم انتقل إلى الربط بين ذلك وبين واقع الاقتصاد العالمي المعاصر، معتبرًا أن “التصور الفرعوني قائم على جعل المال والجاه معيار التفاضل بين الناس، وهو ما يتكرر اليوم حين تُصنف الدول الغنية في المقدمة وتُنهب خيرات الشعوب الفقيرة ويُستضعف أبناؤها”.

وأضاف العسال: “كما استعمل فرعون ماله في القتل والفساد، تفعل قوى الاستكبار العالمي الشيء نفسه اليوم”.

وانطلاقًا من الرؤية الإسلامية، شدّد الأستاذ العسال على أن معيار المال ليس في كثرته بل في مصدره ومصرفه، فالمال الحرام من ربا أو قمار أو نهب لا يزيد صاحبه إلا بعدًا عن الله، أما المال الحلال فهو أمانة تُصرف في الطاعة والإحسان.

وأكد أن الغنى مقصد شرعي إذا استُعمل في قضاء الحاجات والإنفاق في سبيل الله وتحقيق الكفاف دون إسراف، مستشهدًا بقول النبي ﷺ:

«نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالح» (رواه أحمد).

كما أورد العسال حديث النبي ﷺ:

«إنما الدنيا لأربعة نفر:
  •  عبد رزقه الله مالًا وعلمًا، فهو يتقي فيه ربه ويصل رحمه، فهذا بأفضل المنازل.
  •  وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلان، فهو بنيته فأجرهما سواء.
  •  وعبد رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا، يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي الله فيه، فهذا بأخبث المنازل.
  •  وعبد لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا، يقول: لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلان (أي الفاسد)، فهو بنيته فوزرهما سواء»
(رواه الترمذي وقال: حسن صحيح).

وبين ذات المتحدث أن الغني الصالح والفقير الصادق النية متساويان في الأجر، في حين أن الغني الفاسد والفقير المقلّد له متساويان في الوِزر.

وخلص الأستاذ العسال إلى أن من يتبنى اليوم نفس تصور فرعون المادي فهو شريك له في العاقبة، لأن سنن الله لا تتبدل.

وفي ختام تحليله، لخص العسال الفوائد المستخلصة في نقاط أبرزها:

  • المال أمانة وصلاحه أو فساده بحسب كسبه وإنفاقه.

  • معيار التفاضل عند الله هو التقوى وحسن استعمال النعمة لا كثرة الأموال.

  • الاقتصاد الجائر القائم على الربا والنهب صورة حديثة من طغيان فرعون.

  • الاقتصاد الإسلامي يقوم على العدل والرحمة والتكافل، لا على الظلم والجور.

وأكد أن الاقتصاد في الإسلام ليس هدفه تراكم الأموال كما في النظم المادية المتوحشة، بل أن يكون المال مكسوبًا من الحلال ومنفقًا في الطاعة والبر، وسيلة لعبادة الله وعمارة الأرض، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ﴾ [القصص: 77].

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة