خبير مغربي يحذر من “سياسة استئصالية” دمرت المدرسة المغربية!

هوية بريس – متابعات
قال عبد الناصر البصري، الخبير في البرمجيات والذكاء الاصطناعي والناشط في الدفاع عن اللغة العربية، أن فرض الفرنسية كلغة تدريس للعلوم والمواد التربوية لم يكن خيارًا نابعًا من إرادة الشعب، بل تم فرضه بالقوة من خلال سياسات استئصالية سعت إلى تهميش العربية عمدًا، دون إتاحة أي فرصة عادلة للتنافس اللغوي.
وأكد البصري، في تدوينة نشرها على حسابه في فيسبوك، أن هيمنة الفرنسية لم تكن بسبب تفوقها العلمي أو الأكاديمي، بل كانت قرارًا سياسيًا مقصودًا يرمي إلى إخضاع الهوية المحلية لمنظومة استعمارية تسعى إلى تكريس التبعية.
❖ تداعيات كارثية على التعليم والبحث العلمي
تحدث البصري عن الآثار السلبية لسياسة الفرنسة، مشيرًا إلى أن نتائجها كانت مدمرة على مختلف المستويات، إذ أدت إلى:
✔ ضعف التحصيل الدراسي لدى التلاميذ بسبب تعلمهم بلغة لم تكن يومًا لغتهم الأم.
✔ ارتفاع نسب الانقطاع المدرسي نتيجة صعوبة استيعاب المواد العلمية بغير العربية.
✔ نفور الطلاب من الفرنسية، ما أثر سلبًا على رغبتهم في متابعة تعليمهم العالي.
✔ تراجع البحث العلمي في المغرب، حيث أصبحت الإنتاجات الأكاديمية ضعيفة وغير قادرة على المنافسة عالميًا.
واعتبر البصري أن ما حدث لا يمكن تصنيفه كخطأ عابر، بل كجريمة ممنهجة استهدفت الأجيال المتعاقبة وأضعفت المنظومة التعليمية برمتها، مؤكدًا أنه لا بد من تصحيح هذا “الانحراف الكارثي” قبل فوات الأوان.
❖ الفرنسة.. مخطط يتجاوز المغرب
أشار الخبير المغربي إلى أن الفرنسة لم تقتصر على المغرب وحده، بل فُرضت بالقوة على دول الجوار أيضًا، عبر حرب منظمة ضد اللغة العربية داخل المؤسسات التعليمية والسيادية، مؤكدًا أن هذا المخطط اللغوي لم يكن عفويًا، بل جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى القضاء على الهوية الثقافية للدول الناطقة بالعربية.
❖ دعوة إلى إصلاح السياسة اللغوية
في ختام تدوينته، شدد البصري على أن استمرار الفرنسة في المغرب لم يعد له أي مبرر، داعيًا إلى:
🔹 إصلاح السياسة اللغوية بشكل جذري واستعادة مكانة العربية في التعليم.
🔹 إعادة الاعتبار للغة الأم في تدريس العلوم والمواد الأساسية.
🔹 التخلص من الإرث اللغوي الاستعماري الذي فرض التبعية اللغوية والثقافية.
وأكد أن إصلاح التعليم يبدأ بإصلاح لغته، معتبرًا أن استعادة حق الأجيال في التعلم بلغتهم الوطنية أصبح ضرورة وطنية ملحّة لإنقاذ المنظومة التربوية.