خدعة أردوغان..
هوية بريس – ذ.حماد القباج
بدأ مخطط إسقاط الخلافة العثمانية بخدعة (مملكة العرب الكبرى).. ويبدو لي أن مخطط بناء تكتل إسلامي قوي؛ بدأ بما أسميه: (خدعة أردوغان) الذي أوهم القوى العالمية بأن نفوذه في سوريا محصور في (اتفاقية آستانا) وأنه يخضع للتحكم الإيراني الروسي..
اليوم يفاجئنا بأن مخابراته كانت تعمل على قلب الأوضاع في سوريا بإسقاط النفوذ الإيراني والروسي من خلال إسقاط نظام الأسد، ومن خلال تأهيل المعارضة السورية عسكريا وسياسيا لبناء الدولة السورية الجديدة.. لقد سقط نفوذ إيران إلى غير رجعة، وروسيا غير مرحب بها من الشعب السوري..
تركيا الآن هي الفاعل الأقوى في سوريا؛ وبهذا يجني أردوغان مكاسب عملاقة من إيواء 4 مليون سوري في إطار مبدأ “أخوة المهاجرين والأنصار”:
1- أزال عن بلده احتقانا خطيرا بإرجاع السوريين اللاجئين إلى وطنهم..
2- كسب تقدير واحترام ملايين السوريين؛ وفيهم نخب علمية ودينية وسياسية مهمة..
3- وفر لبلده فرصة انتعاش اقتصادي مهم؛
حيث فتح لشركات البناء والإعمار سوقا هائلة، وكذلك فتح للصناعات الدفاعية التركية سوقا ضخمة.. إلـخ.
4- أجهض مشروع الانفصاليين الأكراد؛ وأوقف نمو قوتهم الذي استثمرت فيه أمريكا و(إسرائيل) ملايين الدولارات..
5- وجه ضربة قوية لمشروع إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الجديد؛ وما يخدمه من خطط توسيع وتعميق التطبيع..
6- وضع نواة مشاريع استراتيجية كبرى تجتمع عليها العقول السورية والتركية ذات الكفاءة العالية..
7- وضع النواة لمحور مقاومة جديد سيكون بإذن الله أشد نكاية في الكيان المغتصب..
هذه المكاسب لن يجني ثمارها السوريون والأتراك فحسب؛ بل ستكون إن شاء الله مقدمة لفتح كبير على العالم الإسلامي؛ لا سيما بعد الانفراج المتوقع قريبا في مصر؛ والذي قد يعزز فرصة تشكيل تكتل إسلامي كبير وقوي فاعل في النظام العالمي القادم..
فاللهم أتم النعمة على أمة نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، واستعملنا ولا تستبدلنا يا ذا الجلال والإكرام..
اللهم تقبل شهداء طوفان الأقصى الذين سقوا بدمائهم الزكية غرس تحرر الأمة ونهضتها..