«خدمة التراث بين المنهج والمنهجية».. عنوان محاضرة بمؤسسة فريد الأنصاري بمكناس
هوية بريس – محمد الطاهري
نظمت لجنة خدمة التراث التابعة لمؤسسة فريد الأنصاري للأبحاث والدراسات بمقرها بمكناس عشية يوم السبت 19 صفر 1437هـ الموافق 19 نونبر 2016م، محاضرة بعنوان: “خدمة التراث بين المنهج والمنهجية” أطرها الدكتور محمد البركة الاستاذ الجامعي في الكلية المتعددة التخصصات بتازة والباحث في التراث.
وافتتح الدكتور حديثة عن ضرورة فهم سؤال السياقات الفكرية والمنهجية الداعية للاهتمام بالتراث قائلا: “إن الدعوة للاهتمام بالتراث أو ببعضه هو نتيجة لسياق جديد، مما يستلزم ضرورة التعرف على دواعي الاهتمام به تحقيقا لمناط تنزيل أفكاره، وتنبيها لمراحل تنزيله، وبيانا لأولوية مضامينه”.
هذا وقال في معرض جوابه على الأسئلة التي جاءت في مستهل حديثه بأنه “لن يكون دور التراث عند الأمة منحبسا في الاعتزاز والافتخار، ولا يمكن أن تقتصر مكانته في التأثيث للفضاء فكريا أو معرفيا، بل لابد من طلب الثوابت وترسيخ القواعد منه بأفق الحضور والمواكبة”.
هذا ووقف المحاضر عند ثنائيات تختزل ما عليه الحال وما ينبغي أن يكون وقال: “لا ينبغي ان تستغرقنا ظروف الانشغال فنصرف بالآلات عن المآلات، وبالزعامات عن الكفاءات، وبالجزئيات عن الكليات، وبالتمثلات عن التصورات، وبالشواهد عن المقاصد، وبعنوان المصنفات عن محتوى الصفحات…إلخ”، وأتمم حديثه قائلا: “لكنه ظرف انتقال -هكذا ينبغي أن يكون- من واقع المغلوب إلى واقع الغالب، ومن حديث المنقاد إلى حديث القائد”.
المحاضر وهو يصف الحال التي صار إليها من يخدمون تراث الأمة اليوم وهي الحال التي انتقدها بشدة لم يفته أن يرشد العاملين في المجال إلى العمل الموجه بالوحي “إذ كلما اقترب التراث من الوحي صار تراثا مسددا مسددا، وكلما ابتعد عنه صار تراثا مهددا مهددا” كذا قال.
وختم المحاضر حديثه الذي تفاعل معه الحاضرون بالقول أنه والحمد لله إذا كان هناك اليوم في طرف أول من يعتمدون لخدمة التراث قراءة تتوسل مناهج غربية، سعيا لتجاوز القراءة التراثية التقليدية، والقراءة الاستشراقية الغربية فإن هناك في طرف ثاني من يعتمدون قراءة استنهاضية مثل القراءة الانتمائية التي اقترحها الفيلسوف المفكر الدكتور طه عبد الرحمان والقراءة المصطلحية التي سطها العلامة الدكتور الشاهد البوشيخي وغيرهما و”هي قراءات تقر بأن من فسد منهجه بذل الكثير ولم يحصل إلا القليل، ومن استقام منهجه أسرع وإن أبطأ، وسبق وإن لم يكن أول من انطلق”.
يذكر أن مؤسسة فريد الأنصاري للأبحاث والدراسات بمكناس تشتغل على مشاريع من بينها مشروع يعنى بمجموع ما خلفه الدكتور فريد الأنصاري من تراث سمعي وبصري ومكتوب وبمجموع المشاريع التي سطرها أو أشار إليها إلى جانب اشتغالها بمشاريع أخرى تعنى بتحقيق أهداف منها الاهتمام بالتراث الفكري للعلماء خاصة أولئك الذين اعتنوا بالقرآن الكريم وعلومه وتأهيل الكفاءات العلمية ﻹبلاغ هديه للناس.