“خطة تسديد التبليغ”.. هذا موضوع “الخطبة الموحدة” ليوم الجمعة

24 أبريل 2025 00:10

هوية بريس – متابعة

تم تخصيص خطبة موحدة في موضوع: «التَّحذير من الآفات المهلكة في العقل والعِرض والمال» ليوم: الجمعة 26 شوال 1446هـ، الموافق لـ: 25 أبريل 2025م.

الحمد لله، نحمده تعالى حمد الشَّاكرين، ونشكره شكر العارفين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، شهادة من أسلم وجهه لله، ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، ومصطفاه من خلقه وخليله، أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدِّين كله، وكفى بالله شهيدا، صلى الله وسلم عليه بما هو أهله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

أمَّا بعد، معاشر المؤمنين، فقد سبق في الخطبة الماضية الحديثُ عن ضرورة حفظِ الدِّين والنَّفس، واجتنابِ الآفات المهلكة لهما، واليوم نتحدَّثُ عن وجوب اجتناب الآفات المهلكة للعقل، والعِرض، والمال. وبيان ذلك كما يأتي:

أولاً: وجوب حفظ العقل، والعقلُ هو عِقال الإنسان ومناط التَّكليف، ووسيلة المعرفة ودليل الإيمان، وهو المخاطَب والمطالَب بالتَّأمل في ملكوت الله بقصد استشعار عظمة الله تعالى، وبكلِّ ما يجب الإيمان به من الغيبيات، والعقل: هو الفيصل بين الحقِّ والباطل عند ورود الشُّبهات، وبفقدانه تتعطل كلُّ هذه المصالح والمنافع في الإنسان، قال تعالى:

﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اُ۬للَّهُ لَكُمُۥٓ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَۖ﴾[1].

ودعا الحقُّ سبحانه إلى استعماله في الوصول إلى الحقِّ والصَّواب في كثير من الآيات كقوله سبحانه:

﴿لَقَدَ اَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَٰباٗ فِيهِ ذِكْرُكُمُۥٓۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَۖ﴾[2].

ولذا أوجب الله تعالى المحافظة على العقل، وتنميته بالتَّأمل في ملكوته، وسمَّى أصحابه بأولي النُّهى، وأولي الأبصار، وأولي الألباب، تنويهاً بهذا الجوهر الفريد في الإنسان المميزِ له عن سائر الخلائق والأكوان، وكلُّ هذه المعاني تدلُّ على تشريفه، وأنَّه من أعظم مزايا الإنسان التي بها يفهم نداء الشَّرع. قال الإمام الغزالي في قول الله تعالى:

﴿نُّورٌ عَلَيٰ نُورٖۖ ﴾[3].

أي نور العقل ونور الشَّرع [4].

وحرَّم الحقُّ سبحانه كلّ ما من شأنه أن يؤذي هذا الجوهر، أو يعطل مهمته، فأوجب اجتناب كل المسكرات التي تُذهب العقل، وبيَّن مخاطرها وما يترتب عنها من ترك الفرائض، وما تسببه من العداوة والبغضاء بين النَّاس، فقال سبحانه:

﴿يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا اَ۬لْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالَانصَابُ وَالَازْلَٰمُ رِجْسٞ مِّنْ عَمَلِ اِ۬لشَّيْطَٰنِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَۖ (92) إِنَّمَا يُرِيدُ اُ۬لشَّيْطَٰنُ أَنْ يُّوقِعَ بَيْنَكُمُ اُ۬لْعَدَٰوَةَ وَالْبَغْضَآءَ فِے اِ۬لْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اِ۬للَّهِ وَعَنِ اِ۬لصَّلَوٰةِۖ فَهَلَ اَنتُم مُّنتَهُونَۖ‚﴾[5].

ومن الآفات المهلكة للعقل كذلك؛ سائر أنواع المخدرات المبطلة لوظيفته، ومنها تضليله عن الحقِّ والصَّواب بالأفكار الهدَّامة، والتَّوجيهات المغرضة المنافية للدِّين، والمخالفة لما عليه إجماع الأمَّة من احترام المقدَّسات الشَّرعية، والثَّوابت الدِّينية، والقوانين المنظمة للحياة.

ومن الآفات المهلكات للعقل المستجدة في هذا العصر الإدمان على بعض المواقع الاجتماعية التي تُروِّج للقيل والقال، وتتكلم في أعراض النَّاس، ومنها كذلك تتبُّع ما لا ينبغي، ممَّا ليس من شأن المسلم أن ينشغل به، يقول النبي ﷺ:

«من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه[6].

تتمة الخطبة هنا.

قد تكون صورة ‏نص‏

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
16°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة