“خطة تسديد التبليغ”.. هذا موضوع “الخطبة الموحدة” غدا الجمعة

هوية بريس – متابعة
خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ضمن “خطة تسديد التبليغ“، خطبة موحدة ليوم التاسع من ذي الحجة 1446هـ الموافق لـ6 يونيو 2025م، في موضوع “العطاء في سبيل الله أنواعه ومجالاته وفوائده“.
وهذا مقتطف من أول الخطبة:
“الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وبدأ الإحسان لعباده قبل أن يسألوه كرما منه وجودا، نحمده تعالى ونشكره، ونستعينه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد، ونشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، الذي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، القائل ﷺ:
«لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق».
صلى الله وسلم عليه، وعلى آله ذوي القربى، وصحابته نجوم الدجى، والتابعين لهم ممن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى.
أما بعد، أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات؛ فإن من أنواع العمل الصالح المرغب فيه في شريعة الإسلام، والوارد بأساليب ووجوه مختلفة في مجالات متعددة العطاءَ في سبيل الله، يقول الله تعالى في محكم التنزيل:
﴿فَأَمَّا مَنَ اَعْط۪يٰ وَاتَّق۪يٰ وَصَدَّقَ بِالْحُسْن۪يٰ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلْيُسْر۪يٰۖ﴾.
في هذه الآية الكريمة قدَّم الحق سبحانه وتعالى العطاء على التقوى وعلى التصديق بالحسنى لأن العطاء برهان فعلي عليهما وسبب روحي لهما، ولذلك حذف المفعول ليتناول جميع أنواع العطاء المادية والمعنوية، ولكي ينبه سبحانه على أن العطاء يجب أن يكون صفة ملازمة للإنسان المسلم وهو سبيله لليسرى التي هي الجنة وما إليها من النعيم المقيم.
عباد الله، إن المتأمل في كلام الله تعالى يجد العطاء في سبيل الله متعددَ الأوجه، ومختلفَ المجالات، يرد تارة مقرونا بالتوحيد ومرة أخرى بالصلاة والصيام والزكاة ومرة بالحج ومكارم الأخلاق، والقصص القرآني ومآثر الأولين، وغيرها من موضوعات القرآن المختلفة.

فتارة يسوقه القرآن بلفظ الطعام:
﴿اَوِ اِطْعَامٞ فِے يَوْمٖ ذِے مَسْغَبَةٖ يَتِيماٗ ذَا مَقْرَبَةٍ اَوْ مِسْكِيناٗ ذَا مَتْرَبَةٖۖ﴾.
ويذكره مرة أخرى بلفظ الإنفاق:
﴿وَمَآ أَنفَقْتُم مِّن شَےْءٖ فَهُوَ يُخْلِفُهُۥۖ﴾.
وكذا بلفظ العطاء والإحسان والإيثار والصدقة والبر، وغيرها من الألفاظ التي يقف عليها المتتبع لمعاني العطاء في القرآن.
والعطاء ينقسم إلى قسمين كبيرين هما:
العطاء المادي؛ وهو المتبادر إلى الأذهان عند ذكره.
والعطاء المعنوي أو اللامادي؛ وهو الذي يغفل عنه كثير من الناس، أو على الأقل يغفلون عن أهميته ودوره في الرقي بالمجتمع.
ولنقتصر على فضل العطاء المادي ووجوه إنفاقه في هذه الخطبة، وفي الخطبة القادمة نتناول العطاء اللامادي بحول الله.
فمما يدل على فضل العطاء أنه صفة من صفات الله تعالى الجليلة، فهو سبحانه المحسن ويحب المحسنين، وهو الجواد الكريم ويحب الكرماء، ويعطي سبحانه قبل السؤال، ويجزل العطاء، ويحب من اتصف بهذه الصفة من عباده لقوله تعالى، مبينا أن من أسباب الفوز والنجاح في الآخرة الوفاء بالنذور والإطعام في سبيل الله:
﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماٗ كَانَ شَرُّهُۥ مُسْتَطِيراٗۖ وَيُطْعِمُونَ اَ۬لطَّعَامَ عَلَيٰ حُبِّهِۦ مِسْكِيناٗ وَيَتِيماٗ وَأَسِيراً اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اِ۬للَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءٗ وَلَا شُكُوراًۖ﴾[5].
وأما أوجهه فمتعددة ومتنوعة بين الواجب والتطوع، نذكر من الواجب:



