“خطة تسديد التبليغ”.. هذا موضوع “الخطبة الموحدة” غدا الجمعة

هوية بريس – متابعة
خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ضمن “خطة تسديد التبليغ“، خطبة موحدة في موضوع “وُجُوبُ الاِنْخِرَاطِ فِي الشَّأْنِ العَامِّ عَلَى أَسَاسِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ وَالتَّوَاصِي بِالصَّبْرِ“، ليوم غد الجمعة 07 جمادى الآخرة 1447هـ الـموافق لـ28 نوفمبر 2025م.
وهذا أول نص الخطبة:
“الحمد لله حمدا يليق بكريم صفات كماله، ويستزيد المدد من جميل صفات جماله، ويناسب عظيم شأن صفات جلاله، ونشهد أن لا إله إلا الله المتصف في القول والفعل بالانفراد، المنزه عن الأضداد والأنداد، الغني عما سواه، المفتقر إليه كل ما عداه، ونشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، الأسوة الحسنة، والقدوة الصالحة لكل مؤمن ومؤمنة، صلى الله وسلم عليه صلاة وسلاما تامين متواصلين ما تواصل الليل بالنهار، وعلى آله الطيبين الأبرار، وصحابته الكرام الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان بالعشي والإبكار.
أما بعد؛ معاشر المؤمنين والمؤمنات، فيقول الله تعالى: “وَالْعَصْرِ إِنَّ اَ۬لِانسَٰنَ لَفِے خُسْرٍ اِلَّا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اُ۬لصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِۖ”.
عباد الله؛ يقول الإمام الشافعي رحمه الله: «لَوْ لَمْ يُنْزِلِ اللَّهُ غَيْرَ هَذِهِ السُّورَةِ لَكَفَتِ النَّاسَ؛ لِأَنَّهَا شَمِلَتْ جَمِيعَ عُلُومِ الْقُرْآنِ».
وأخرج البيهقي والطبراني عن أبي حذيفة رضي الله عنه قال: «كَانَ الرَّجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ سُورَةَ (وَالْعَصْرِ)، ثُمَّ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ».
وذلك لما اشتملت عليه من العلوم والمعارف التي يحتاجها الناس أفرادا وجماعات، ولما فيها من قضايا الإيمان والعمل الصالح، وما ينبني عليها من التواصي بالحق، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالصبر على ذلك؛ فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالعصر، دلالة على الزمن الذي يطوي الخلق والأمر، ولا تتصور الحياة إلا مشمولة به بدايات ونهايات. إن الإنسان (بمعنى الجنس البشري) لفي خسر وضلال وعنت في الدنيا والآخرة؛ إلا المتصفين بهذه الصفات الأربع، التي هي طريق الحياة الطيبة وحبل النجاة وطريق الفوز في الدارين؛ وهي:
أولا: الإيمان الصادق؛ وهو: الاعتقاد الجازم واليقين الجامع لكل خواطر النفس، والمُحرر لها من أهوائها وأنانيتها، والمُخلِّص لها من نزواتها وشبهاتها وشهواتها، والمؤدي إلى التسليم والتفويض والطمأنينة والسكينة، والحامل على مراقبة الله تعالى في السر والعلانية؛ روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُواْ»..”.




