“خطة تسديد التبليغ”.. هذا موضوع “الخطبة الموحدة” غدا الجمعة

هوية بريس – متابعة
خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ضمن “خطة تسديد التبليغ” خطبة موحدة في موضوع “التحسيس بمخاطر العنف ضد النساء”، ليوم غد الجمعة 14 جمادى الآخرة 1447هـ الموافق لـ5 دجنبر 2025م.
وهذا أول الخطبة:
“الخطبة الأولى
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم لبيان قدرته، وجعل منه الزوجين الذكر والأنثى لتنفيذ حكمته، نحمده تعالى على جلائل نعمه وعظيم آلائه، ونشهد أن لا إله إلا الله الواحد الفرد الصمد، الغني عن الصاحبة والولد، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، صلى الله وسلم عليه صلاة وسلاما تامين بتمام ملكه، وعلى آله الطيبين الأطهار، وعلى صحابته الغر الميامين الأخيار، وعلى التابعين لهم بإحسان في سائر الأفعال والأقوال.
أما بعد؛ معاشر المؤمنين والمؤمنات، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
في هذا الحديث النبوي الشريف توجيه صريح من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الاقتداء به في المعاملة الحسنة مع الأهل؛ ولذا أكد بقوله صلى الله عليه وسلم: “وأنا خيركم لأهلي”، لأنه صلى الله عليه وسلم محل القدوة والأسوة لجميع المؤمنين والمؤمنات.
عباد الله؛ شاءت حكمة الله تعالى أن يجعل المسؤولية مشتركة بين الرجال والنساء في إقامة الحياة في إطار الأسرة والتي تترتب عليها الحياة الطيبة ثم مسئولية التربية والتعليم، والقيام بالشأن الخاص والعام، فجعل لكل واحد منهما وظائف يقوم بها لأداء رسالته في الحياة، وأقام العلاقة بينهما على أساس السكينة والمودة والرحمة، وأمر سبحانه بالمعاشرة الحسنة والاحترام المتبادل في جميع الأحوال مع مراعاة خصوصية كل واحد منهما.
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخيرية الحقيقية تكمن في المعاشرة الحسنة للأهل، وذلك بحكم الحياة المشتركة الدائمة المقتضية للصبر الجميل، والاعتراف بالفضل، والتغاضي عن الأخطاء والهفوات التي لا يخلو منها إنسان.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة؛ فهو الزوج المثالي الكامل الخلق الذي تستمد منه الأسوة والقدوة، وإذا كانت “خطة تسديد التبليغ” تعنى بتحقيق الحياة الطيبة للناس، فقد جاءت الرسالة الملكية السامية تحث الناس على دراسة السيرة والسنة النبوية للاقتداء، فإن من أهم المواطن التي تحتاج للعناية والتأسي، وهي من صلب العمل الصالح الموجب للحياة الطيبة، العلاقةَ الزوجية بصفة خاصة، والعلاقة بين الرجل والمرأة عامة، إذ ينبغي أن تبنى على المكارمة؛ أي استحضار التكريم الإلهي لكل إنسان، ذكرا كان أو أنثى، والتعامل معه على هذا الأساس، وقد أوجب الله تعالى على عباده الرحمة والرفق بعباده، وحرم الظلم والاعتداء عليهم.
ويكفي في التحذير من العنف ضد أي كان، وضد النساء بصفة خاصة، ما جاء في الحديث القدسي: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا»..”.




