خطة تسديد التبليغ.. هل ستراجع حركة التوحيد والإصلاح موقفها؟

24 أغسطس 2025 10:23

خطة تسديد التبليغ.. هل ستراجع حركة التوحيد والإصلاح موقفها؟

هوية بريس – متابعات

لا تزال خطة “تسديد التبليغ” تثير عاصفة من النقاش داخل الأوساط الدينية والفكرية، إذ أعاد الدكتور رشيد بن كيران، الباحث في أصول الفقه ومقاصد الشريعة، التساؤل من جديد حول سياسة توحيد خطب الجمعة. هذه السياسة التي أطلقتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بداية بصيغة اختيارية، قبل أن تتحول إلى إلزامية وكل من خالفها يدخل لدى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ضمن دائر الخوارج، لتثير انتقادات واسعة بسبب ما رآه كثيرون إضعافا لدور الخطيب وتقليصا لروح الخطبة ومقاصدها التربوية والدعوية.

بن كيران انتقد توصيف رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الدكتور أوس الرمال، للخطة باعتبارها “طفرة نوعية في تدبير الشأن الديني”، وعدم مراجعة موقفه هذا أو تصحيحه بعد مرور سنة، معتبرا أن التجربة العملية أفرزت عكس ذلك تماما. وأوضح أن الخطة أضعفت الحضور المعنوي للخطباء، وحوّلتهم إلى “مجرّد ناقلين لنصوص مكتوبة”، وهو ما وصفه بعبارة “موت الخطيب”.

وأضاف أن الطابع التقريري الجامد للنصوص الموحّدة أفرغ خطبة الجمعة من حقيقتها الشرعية، أي ذكر الله والتفاعل مع حاجات الناس، وأفقدها رسالتها التربوية والاجتماعية.

وانتقد المتحدث ما اعتبره نية مبيّتة لوأد منبر الجمعة من طرف وزارة الأوقاف، مبرزا أن تصريحات الوزير أحمد التوفيق أكدت أكثر من مرة أن الغاية ليست تجديد المنبر، بل ضبطه وتجميده، وهو ما يتناقض مع المقاصد الأصلية للخطبة التي كانت فضاء لتربية الوعي الديني والاجتماعي وبناء قيم الإصلاح.

وفي المقابل، كان رئيس حركة التوحيد والإصلاح قد عبّر في وقت سابق عن دعمه الكبير للخطة، واصفا إياها بأنها “تُعيد للخطيب والإمام مكانتهما العلمية والاجتماعية”، مؤكدا أنها ستُعيد للمسجد دوره المحوري في قلب الأحياء والمدن، وأنها مشروع “لا يمكن أن يترتب عنه إلا الخير”.

لكن بعد مرور أكثر من سنة على تطبيق الخطة، يبدو أن الممارسة الميدانية أفرزت اختلالات عميقة؛ فقد عبر العديد من المصلين عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن غضبهم من ضعف محتوى الخطب، وابتعادها عن همومهم اليومية وقضايا الأمة، بل وحتى تغييب الدعاء عن أهل غزة خلال محنة الحرب والإبادة والتجويع الأخيرة، وهو ما اعتبره نشطاء “مسا خطيرا لمركزية المسجد كفضاء جامع لنبض الأمة”.

هذا التناقض بين الرؤية المثالية التي عبّر عنها رئيس الحركة وبين الواقع الميداني الذي يكشف مفاسد قطعية، يضع وفق د.رشيد بن كيران الحركة أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية لمراجعة موقفها، والخروج من المنطقة الرمادية التي تختزلها سياسة “شد العصا من الوسط”، والعودة إلى الانحياز لروح الشريعة ومقاصدها في إحياء منبر الجمعة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
8°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة