خطة جهنمية لعزل الفلسطينيين وأكلهم بالشوكة والسكين
هوية بريس – إدريس الكنبوري
صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سلم رسالة خاصة إلى إيران بشأن هجمات الحوثيين المقربين من طهران؛ مضيفا “نحن مستعدون”؛ أي للحوار مع إيران لوقف هجمات الحوثيين وإغلاق جبهة البحر الأحمر ضد إسرائيل والسفن الأمريكية.
ووصل إلى إسرائيل اليوم المبعوث الأمريكي عاموس هوخشتاين – انظروا إلى الإسم – من أجل فتح قنوات دبلوماسية مع لبنان لتهدئة الجبهة اللبنانية ضد إسرائيل.
وتبحث إسرائيل وسيلة لإغلاق معبر رفح بين غزة ومصر؛ وهو الباب الوحيد للفلسطينيين.
وقبل أسبوع توقفت أزيد من 12 دولة أوروبية وأمريكا عن تمويل وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة التي كانت تقدم بعض المساعدات الإنسانية لسكان غزة؛ بعد أن اتهمتها إصرائيل بدعم المقاومة والمشاركة في عملية 7 أكتوبر.
ماذا يعني كل هذا؟
يعني هناك خطة جهنمية لعزل الفلسطينيين وأكلهم بالشوكة والسكين. يريدون تهدئة الوضع مع حزب الله وإيران والحوثيين وإغلاق معبر رفح ليبقى الفلسطينيون بمفردهم تحت نيران الصهااااينة؛ ولذلك تتحرك أمريكا بسرعة وتبعث مبعوثيها؛ وخلال الأسبوع القادم سوف يزور الرئيس الأمريكي إسرائيل أيضا. جميع شعوب العالم تتظاهر منذ أشهر من أجل وقف العدوان؛ واجتمع مجلس الأمن مرتين لوقف الحرب دون جدوى؛ وعقدت الدول العربية والإسلامية قمة في نوفمبر الماضي وطالبت بوقف الحرب؛ ولكن أمريكا وإصرائيل لا تهتمان؛ وعندما رأت أمريكا أن إصرائيل تحت الخطر بسبب تعدد الجبهات بدأت تتحرك لإغلاقها من أجل جعل إصرائيل تتفرغ لمهمة واحدة هي قتل الشعب الفلسطيني.
إنها حرب صليبية يقودها الصليب والشمعدان؛ لا ليست حربا؛ بل هي غزوة يمد فيها الغرب إسرائيل بالمدد والعون لإبادة مسلمي فلسطين. هكذا فعلوا مع مسلمي غرناطة عندما كانت الوفود تأتي من بلدان أوروبا إلى قشتالة لمحاصرة المسلمين. نفس السيناريو؛ تم طرد مسلمي غرناطة إلى المغرب وتونس وغيرهما؛ واليوم يريدون طرد الفلسطينيين خارج فلسطين.
العنصر الجديد اليوم هو أن الياهود هم رأس الحربة بينما كانوا في ذلك العصر ضحايا إلى جانب المسلمين. لكن من قال إن جميع يهود الأندلس كانوا ضحايا؟ كذب المؤرخون إذ عمموا؛ بل كان منهم الجواسيس والعملاء الذين كانوا ينقلون أخبار إخوانهم والمسلمين إلى الصليبيين؛ فلا تجد فتنة في التاريخ إلا وفيها ياهود؛ حتى في عهد النازية كان هناك ياهود يقتلون إخوانهم؛ وفي عهد ستالين كان الحزب الشيوعي مليئا بهم؛ لكنهم وقفوا مع ستالين الدموي ضد أبناء عرقهم الخبيث.
إنما هذه أبشع حرب صليبية في تاريخ الإسلام؛ ففي الحروب الصليبية كان هناك رجال ومقاومة؛ وكان هناك علماء قاتلوا بالسيف؛ وكانت هناك نخوة؛ أما اليوم فانقطع الرجال وخارت العزائم وباع العلماء والمثقفون دينهم ومبادئهم وصاروا يباعون في السوق كالأقمشة البالية.