خطورة الإلحاد على الدولة والمجتمع على لسان أحد أئمة التنوير الأوروبيين
هوية بريس – ذ.طارق الحمودي
سألني أحد إخواننا الصحافيين في لقاء مباشر يتابعه كثير من الملاحدة، هل هناك خطورة في الإلحاد، فذكرت له أن خطورة الملاحدة على الدول والمجتمعات سببها أنهم لا يؤمنون بالأخلاق والمبادئ، إنما يؤمنون بالمصلحة الخاصة واللذة الحاضرة، فإن كان منهم ميل إلى خلق فبسبب بقايا دين في قلوبهم، وأنهى مستضيفي اللقاء بالاعتذار عما صدر فيَّ من الملاحدة من سب وشتم واحتقار وطعن وإرهاب واستهزاء وسخرية وووووو..
ذكرني هذا بما وصف به إمام العلمانية، وشيخ التنوير في أوروبا، ومن تبعها.. الشيخ جون لوك.. الملاحدة.. وقد كنت نبهت مستضيفي على أنني إذا قلت شيئا فعن توثيق، ومصادري عندي..
كانت عبارة جون لوك عجيبة جدا.. وهي جوابي على ما كتبه أولئك فيَّ…
أرجو شدّ الأحزمة من فضلكم..
قال جون لوك في “رسالة التسامح!” ص:57، ترجمة منى أبو سنة، المجلس الأعلى للثقافة في مصر، الطبعة الأولى، 1997م:
(لا يمكن التسامح على الإطلاق مع الذين ينكرون وجود الله، فالوعد والعهد والقسم، من حيث هي روابط المجتمع البشري، ليس لها قيمة بالنسبة إلى الملحد، فإنكار الله، حتى لو كان بالفكر فقط، يفكك جميع الأشياء).
هذه شهادة مفكر كبير جدا عندهم.. فيهم..
يقول لنا: لا تثقوا في الملاحدة.. فإنهم خونة..
هذا قوله.. وإنما أنا ناقل عنه..
رسالته هذه كتبت باللاتينية، وترجمت إلى لغات، ومنها الفرنسية، كما في مجلة العلوم الدينية “الفرنسية” في مقال لِلِيدونسيل موريس، وقد صدمت أمثال هذه العبارت كثيرا من العلمانيين، وأظهروا اعتراضا عليها، ويهمنا أن من صدرت عنه إمام من أئمتهم، وعلى ما قاله شواهد كثيرة.. من ذلك مقال طويل لِسوكارد صوفي، في مجلة المجتمع للدراسات الأنجلوأمريكية في القرن السابع عشر والثامن عشر.
بالمناسبة، المصادر بين يديَّ.. بالجزء والصفحة.
أرجو من إخواننا وأخواتنا أن يحفظوا كلام جون لوك.. فإذا تحدث معهم ملحد عن التسامح.. فأخبروه الخبر.. وانظروا ردة فعله..
تحياتي الصادقة يا أتباع الأنبياء.