(خطير) بنجبلي يدعي الألوهية.. مأزق اللادينيين ومنابرهم
هوية بريس – مصطفى الحسناوي
نشر اللاديني المغربي الشهير، سعيد بنجبلي، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، قال فيه أنه سيكشف عن معجزة ستقلب العالم بكامله، وسوف يكون لها تأثير أكبر مما خلفته الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وكان بنجبلي الذي أعلن إلحاده منذ سنوات، ثم تقلب بين الإلحاد والربوبية واللاأدرية واللادينية والشك، نشر سلسلة تدوينات، قبل حوالي أسبوع، قال أنه اتصل مع قوى خارقة، وأنها أطلعته على أسرار العالم، وأنه أنجز بحثا، اعتمد فيه على علوم التاريخ والآثار والاديان والبيولوجيا، وأنه توصل إلى نتائج علمية دقيقة، ستنهي مشاكل العالم بأسره، وسيندهش منها أصحاب الديانات والملاحدة على السواء.
وقال بنجبلي في أول تدوينة صادمة لمتابعيه وأنصاره ومحبيه يوم 18 ماي: “قبل ثلاثة أيام كنت رجلا عاديا يشتغل سائقا. واليوم لدي من الأسرار ما سيغير العالم حرفيا. أنا الرجل العادي لدي معلومات لا تتوفر عليها الماسونية ولا النازا ولا الجامعات الدولية المرموقة ولا الأمم المتحدة ولا أي جهاز مخابرات في العالم. معلومات ستؤدي حرفيا إلى إعادة كتابة التاريخ وتشكيل الجغرافيا. معلومات ستخلخل جميع الأديان والثقافات”.
وعاد بنجبلي في تدوينة أخرى يوم 19 ماي ليكتب: “سأعلن عنه قبل نهاية شهر رمضان. حتى يجد الناس ما يتحدثون عنه يوم العيد. الاكتشاف موثق جدا بشكل أكاديمي محض وليس فيه أي أشياء قابلة للظن والشكوك. الاكتشاف مبني على العلوم المحضة وليس مبنيا على الفلسفة أو علم الاجتماع أو حتى علم النفس. بل هو اكتشاف مبني على علم الجينات وعلى علم الآثار وعلى علم اللغة وعلى نصوص الأديان في شقها التاريخي. وهدا الاكتشاف سيؤثر على العالم كله. ولكنه سيؤثر بالخصوص على دولة مصر الشقيقة التي ستتحول إلى عاصمة العالم ثقافيا واقتصاديا وسياسيا خلال بضع سنوات أو عقود على الأكثر. كما أنه سيؤثر على المغرب وسيجعل اللغة المغربية الدارجة لغة عالمية يعرفها الصغير والكبير وتدرس في جميع الجامعات والمدارس الابتدائية والثانوية. الاكتشاف سيؤثر على الأديان جميعها ولكنه سيؤثر أكثر على جميع الديانات الابراهيمية وعلى رأسها اليهودية والمسيحية والإسلام. سيفرح اليهود ويتخبط المسلمون ويحزن المسيحيون. الفاتيكان في مهب الريح. والماسونيون يندهشون ويشعرون بالخزي. صدمة الملحدين لاتقل عن صدمة المؤمنين”. قبل أن يختم تدوينته بالقول: “الاكتشاف سيؤدي إلى موجة تغيير عالمية شاملة على جميع المجالات. والمغاربة سيرفعون رأسهم إلى الأبد. وسيقول المغاربة يوما ما لبعضهم البعض ارفع راسك. فأنت من بلد سيد بنجبلي”.
واستمر سعيد بنجبلي، الذي غير اسمه إلى سعيد بنداويد، في نشر تدوينات يومية، قبل أن يعلن يوم أمس في شريط مصور، أن “سيدنا قدر” الذي نصفه بشر ونصفه إله، سيظهر ليلة الجمعة القادمة، وسيعلن عن اكتشافاته ومعجزاته التي ستغير العالم، وبحسب التغيرات والتقلبات والحالة النفسية التي ظهر عليها بنجبلي، وبحسب العارفين بشخصيته، فهذا الشاب الذي كان منتميا في السابق للعدل والإحسان، وأحد مؤسسي حركة 20 فبراير، الذي تحول من مدافع عن الإسلام إلى عدو للإسلام، غالبا سيعلن نفسه إلها، وسيدعو متابعيه للإيمان به.
من الواضحة جدا أن الأمر يتعلق بحالة مرضية معقدة، إذا لايمكن لشخص لايؤمن بالخرافات والخوارق والغيبيات، أن ينغمس فيها فجأة ويدعو إليها باعتبارها اكتشافا سيغير العالم، ولايمكن لشخص كان يتهم الإسلام بأنه دين منتحل مسروق من ديانات أخرى، أن يسرق من الإسلام عبارات ومعتقدات وينتحلها ويستعملها، ولايمكن لإنسان مهما بلغ به الكفر أو الشك او الحيرة، أن يتخبط هذا التخبط، وأن يشترط لإعلان معجزته بلوغ مليون مشترك في قناته، ثم يتراجع عن شرطه… لايمكن لشخص كهذا إلا أن يكون مريضا بمرض العظمة أو الذهان او مايعرف بمرض الفصام النفسي الهجاسي، أو أمراض نفسية أخرى عديدة وخطيرة، مثل من سبقه ممن ادعوا المهدوية.
المشكل ليس في سعيد بنجبلي ولا في أمثاله ممن يعانون امراضا تقل أو تزيد حدتها، المشكل في قطعان من المتابعين الذين باركوا خطوته.
صحيح أن هناك من المتابعين من شكك في تدوينات بنجبلي، معتقدين أن عبقريته وذكاءه وعلمه وثقافته، لايمكن أن تصل به لهذا المستوى، وهؤلاء المساكين يعتقدون حقا أن بنجبلي عبقري وخارق ومفكر ومثقف، لكنهم فقط مصدومون بهذه الخرجة.
وصحيح أن بعض متابعيه سخروا منه، لكن الغريب أن هناك من ينتظر ماذا سيكشف عنه، ومستعدون للإيمان به، بل منهم من علق حتى لو كان ماستدعو إليه خرافات، فسنؤمن بها، ولن نؤمن بخرافات الإسلام، سنؤمنك بك نبيا ولن نؤمن بنبي الإسلام، في مشهد سيعيد إلى الأذهان أتباع صاحب “كنز سرغينة”، مع فارق أن هذا جر وراءه الفقراء والبدو والرعاة والحفاة والجهال…، وبنجبلي يجر المتنورين والمتعلمين والملاحدة واللادينيين…
واضح إذن من مثل هذه التعليقات، أن الكثيرين ممن تخلوا عن إسلامهم أو أعلنوا إلحادهم، أن مشكلة الإسلام عندهم مرتبطة بحالة نفسية، بحيث يرون في الإسلام وحده مشكلتهم، ورغم ادعائهم انهم هربوا من الخرافة والجهل واللامنطق، لكنهم مستعدون ان يؤمنوا باي خرافة وأي دجل نكاية في الإسلام وانتقاما منه، كما يعتقدون ويظنون.
وفي تدوينة كتبها الناشط الملحد حامد عبد الصمد، صاحب البرنامج الشهير “صندوق الإسلام” بعنوان: وما صاحبكم بمجنون.. قال فيها: “وجدت أن سعيد إنسان بسيط وصادق، نقي القلب والسريرة، يحب الحياة ويحلم بتغيير العالم. لقد كان سعيد دائماً ثائراً”.
ودافع فيها كثيرا عن بنجبلي وثقافته وموسوعيته… قبل أن يختم بالقول: سأنتظر ما ينشره صديقنا سعيد، لو وجدت فيه منطقاً سأسعد باكتشافه، ولو لم أقتنع بالنتيجة كبحث علمي، سأظل أنظر إلى هذه النتيجة كقصيدة جميلة تحلم بتغيير العالم”.
عجيب وغريب أناس يدعون التنوير، ويتفرغون لمهاجمة الإسلام وخرافاته كما يقولون، ثم حين يتعلق الأمر بخرافات ودجل واضح، يلتمسون ملايين الأعذار، ويدعون للتريث والصبر والتسامح، فهل لو كان داعية إسلامي مشهور اعلن أنه هو المهدي المنتظر، كان الأمر سيكون على هذه الحال، وكان التعاطي سيكون بهذا الشكل، الجواب قطعا كلا.
من الغرائب والعجائب، أن جرائد مثل الأحداث المغربية والصباح تنشر لسعيد بنجبلي وتقدمه لقرائها على أنه باحث ومفكر ومتخصص في الإسلام، بل ومفتي، وتحاوره نورا الفواري كمناضل، يدعو للدعارة بصفتها نضالا حقوقيا، أمر مضحك ومثير للسخرية والقرف والشفقة حقا.
فهل بمثل هذا الإعلام سنحقق نهضة وتغييرا، هل يمكن أن تصل الدرجة بالبعض، أن يعلوا من شأن أي كان ويصنعوه ويلمعوه، فقط إذا كان محاربا للإسلام، هل هذا معيار ليكون الشخص بطلا، حتى لو كان مخرفا ومريضا نفسيا.
حقيقة تعج منابرنا وقنوات الإعلام العومي بعدد من المرضى يتم تقديمهم للجمهور كصناع رأي ومؤثرين، ثم يظهر لاحقا أن هذا شاذ جنسيا، وذاك مريض نفسيا، والآخر حاقد إيديولوجيا.
كلامه هراء، واظن ان مثل هذه الخرجات والحماقات ليست بريئة، بل غايتها احداث بلبلة في صفوف البعض وان كانت قليلة لاقيمة لها عدديا. والدليل على أن هذه الحماقات المفتعلة هدفها محاربة الإسلام، تبني بعض الصحف الورقية والاكترونية الممولة والمقربة من أصحاب النفوذ، والمتوهمة انها من صناع الرأي، تشجع على هذه الشطحات الالحادية والخرافية.
ولكن السؤال نحن في دولة دستورها الإسلام، اذا لم تلم احمقا على حمقه. فانها ينبغي أن يكون لها رأي في صحافة يدعون تاطير الشعب والمساهمة في توعيته.
حوكم أناس سابقا بدعوى زعزعة عقيدة مسلم.
اما من يدعو وينشر ويتبنى حماقات في ظاهرها، وغايته محاربة الإسلام. فيجب ان يكون هناك ردع لهؤلاء. والا عمت الفوضى باسم حرية التعبير.
ولا يسعنا الا ان نقول :حسبنا الله ونعم الوكيل
نهاية هستيرية جد مؤسفة ومؤلمة كنهاية أبطال فيلم جري الوحوش،السيد نراه بالملموس استحوذ عليه الشيطان استحواذا عظيما،الله يشفيك نعاونوك بالدعاء،وياويح كل من آذى دين الله لأن كل من آذى هذا الدين يلحقه العمى القلبي حيث العقل والتيه في دائرة السوء،الله يشفيه ويهديه ويتوب عليه ويرد بيه قبل مايجيه الأجل،رحم الله الحسن الثاني وسياسته مع أهل الفتن والعمى.
سبحان الله الملاحدة المغاربة دغيا ولاّ عليهم إلحادهم،نراهم في آيس وأبأس حال روحي ومظهري.