خوفهم من الموت.. اتساع دائرة رفض التجنيد داخل “إسرائيل”

02 سبتمبر 2025 19:54

هوية بريس – متابعة

كتب الدكتور إدريس الكنبوري “رغم ما قدمته الحكومة الإسرائيلية من امتيازات وإغراءات لجنود الاحتياط كي يحاربوا في غزة، وللمتطوعين، إلا أن رفض التجنيد يتسع بين الإسرائيليين الذين يرفضون الالتحاق بالخدمة العسكرية، وبعد تمرد طائفة الحريديم المتدينين(!!) للخدمة العسكرية جاء دور البقية”.

وأضاف الباحث المغربي في منشور له على فيسبوك “ذكرني هذا بقصة بني إسرائيل مع سيدنا موسى عليه السلام عندما رفضوا دخول الأرض المقدسة خوفا من الجبارين في قوله تعالى “قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون“، مردفا “لقد تخوفوا من الجبارين في الأرض المقدسة فرفضوا دخولها لأن لا طاقة لهم بقتالهم، لكنهم كانوا راغبين في دخولها إذا خرج منها الجبارون”.

وتابع الكنبوري “هذه القصة تتكرر اليوم معهم، فهم يرفضون دخول غزة لأنهم خائفون من قتال الفلسطينيين، لكن هذا لا يعني أنهم لا يريدون غزة، فهي في كتابهم المقدس جزء من إسرائيل التوراتية، ولكن الخوف فقط هو الذي يمنعهم، ولذلك فهؤلاء الذين يرفضون الخدمة العسكرية لا يرفضونها لأنهم لا يريدون قتل الفلسطينيين، بل يرفضونها لأنهم يخافون على أنفسهم، وطائفة الحريديم التي ترفض الخدمة العسكرية هي واحدة من أخطر الجماعات الدينية في إسرائيل التي ترفض القتال لكنها تصلي من أجل انتصار الجنود على الشعب الفلسطيني”.

وأوضح الكنبوري أن مضمون قوله تعالى “وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون” اليوم يشير إلى خطة تهجير الفلسطينيين من غزة وإفراغها من السكان، حتى يدخلوها آمنين، ولذلك هم يدمرون ويقتلون لإرغام سكانها على الرحيل، ويؤيدهم الصهيوني الأزعر دونالد ترامب الذي يريد تهجير الفلسطينيين. ولهذا لا يقول الرافضون للخدمة العسكرية بأنهم يرفضون تهجير سكان غزة، بل يقولون فقط إنهم يرفضون أن يموتوا هناك”.

كما بيّن في نفس منشوره، أن “هذه هي طبيعة اليهود، فهم حين يخرجون للتظاهر ضد الحرب لا يتظاهرون ضد قتل الفلسطينيين، بل ضد الحكومة التي تدفع الإسرائيليين إلى الموت، ولا يرفضون التجنيد رحمة بأطفال فلسطين بل رحمة بنفسهم وخشية عليها”.

ولكن هذا كله من الفتنة والتناحر الذي بينهم، يضيف الكنبوري “ومن الفتنة أن سلط الله عليهم نتنياهو يزج بهم في الموت والخراب، وهم يزعمون بأن نتنياهو هو الخطر، بينما لا يعرفون أن الخطر يأتي منهم جميعا، فهم قوم لا يعقلون، لذلك لا يفهمون بأنهم يقيمون في بلد يحكم عليهم بالقتال أو الخروج، ولا يتذكرون أن دولتهم قامت على القتل كما يفعل نتنياهو اليوم، وأن زوال نتيناهو لا يعني نهاية محنتهم، فقد مرّ عليهم عدد من رؤساء الحكومات الأكثر تطرفا من نتنياهو، والفرق بين هذا وبينهم أن نتنياهو وجد أمامه جيلا صلبا رفع التحدي في وجهه ففرض عليه القتال حتى النهاية، بينما كان بيغن وشارون وشامير وبيريز يقتلون الفلسطينيين قبل أن تنضج المقاومة، ولو كان شارون مكان نتنياهو اليوم لفعل ما لم يفعله، فسبب عذابهم ليس نتنياهو بل أجدادهم الذين جاؤوا إلى فلسطين وأنجبوهم في جهنم”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
8°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة