دبلوماسية سنوات يريد العسكر الجزائري تحقيقها في شهر واحد..

25 أكتوبر 2021 16:57

هوية بريس- محمد زاوي

لم نكن نسمع لدبلوماسية العسكر الجزائري ركزا، كما لم نكن نرى لها أثرا، طيلة العقود الثلاثة السابقة، بعدما وضعت الحرب الباردة أوزارها، وأصبح عالم الأحادية القطبية غير عالم ثنائيتها.

إلا أن سبات هذه الدبلوماسية لم يكن ليستمر طويلا، فاستفاقت رغم أنفها على إيقاعات “انتصار القوات المسلحة الملكية في الكركرات” و”الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء” و”التقارب المغربي الإسرائيلي” و”علاقات التعاون العسكري بين المغرب وحلفائه” و”لعب ورقة القبايل”… الخ.

وكل هذا هو، ربما، ما نعته العسكر الجزائري ب”التهديد وعامل الخطر” الذي يشكله المغرب على الجزائر.

وما عسى العسكر الجزائري يفعل، إذا كان حبيس مشاكله الداخلية، مفجوعا في عالم لم يعد كما كان؟!

ماذا عساه يفعل، وهو يرى المغرب يتحول بخطى ثابتة إلى قوة إقليمية حقيقية، ليس في علاقته بحلفائه الأقدمين فحسب، بل في علاقته بحلفاء الجزائر أيضا (روسيا والصين)/ فقد قوى المغرب علاقته بالصين، أما روسيا فقد خففت من حدة لهجتها ومواقفها تجاه المغرب؟!

على العسكر الجزائري أن يتحرك إذن…

عليه أن يتفاعل بسرعة البرق..

عليه أن يستدرك غفلته، ويلحق بدولة لم تكن تنام لما كان هو يغط في نوم عميق.

وبالتالي، عليه أن يجني حصاد ثلاثين سنة مغربية، في شهر جزائري واحد.

ولذلك، فقد رأينا وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لا يستقر بأرض، ولو وجد جناحين لطار بهما.

جاب القارات كلها، ولم تسلم من قدميه إلا قارتان هما: المحيطان المتجمدان الشمالي والجنوبي.

يحكي في نيويورك، ما يحكيه في أوروبا الشرقية.

يقول “كل شيء” لكل دولة إفريقية حل بها.

يشتكي للعرب نهارا، ليبث شكواه للغرب ليلا.

يبكي في الصين أمام “شي جين بينغ”، ويلتمس من “فلاديمير بوتين” مسح دموعه في روسيا.

يرقص في أمريكا اللاتينية على ألحان “غيفارا” صباحا، وفي أوروبا على ألحان “بونابارت وبسمارك وهتلر” مساء.

“من المغرب المشتكى،

ونحن مع تقرير المصير،

ودبلوماسيتنا هادئة لا تثير ضجيجا”.

هذا هو لسان حال لعمامرة أينما حل وارتحل..

يدعي الهدوء، وهو الأكثر ضجيجا، والأخف من رزقه ورزق الجزائر، في عالم لم يعد يشتغل ب”حرب العصابات”، ولم يعد يحترم الفوضويين الذين تعوزهم الاستراتيجيات السديدة..

رسالتنا للعسكر الجزائري: عشاء الدبلوماسيات يُطبَخ بدءا من الفجر، وما طُبخ ليلا مصيره أن يُسكَب خارج الدار أو يستلذ مذاقه الصغار..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M