دة. الإدريسي*: دعاوى الحريات الجنسية هي من أوصلت النساء لتعيش هذا الألم.. و”الحمل غير الرغوب فيه” كلمة ملغومة
هوية بريس – حاورها: نبيل غزال
1– بالنسبة لموضوع الإجهاض فقد حسم في مرحلة سابقة بالتدخل الملكي الذي حدده في بعض حالات، وبعد مدة قصيرة عاد المطالبون بإباحة الإجهاض بفتح الملف من جديد، والمطالبة بتحريره من القيود الدينية والقانونية، كيف تفسرين ذلك؟
موضوع الإجهاض ليس موضوعا سهلا، فمنذ الحرب العالمية الثانية تم تسجيل مليار حالة إجهاض، وهناك خطاب عالمي يؤثر في هذا الموضوع.
ومقابل الإجهاض الذي يقدم للمرأة كأنه حل لمشاكلها الاجتماعية هناك حياة الجنين المهددة بالقتل، والله تعالى يقول {ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا}، فالأمر ليس سهلا أو هينا فنحن نتحدث عن حياة إنسان.
2- حالات الإجهاض التي تعرض عليكم هل هي ناتجة عن الزواج أم زنا؟
ما يروج في الدول التي انتقلت من تجريم إلى تقنين الإجهاض ثم إلى تحريره، دائما الخطاب يركز على الاغتصاب وزنا المحارم وحالات المرأة في وضعية صعبة، وقع هذا في فرنسا وأمريكا، ولكن حقيقة أن الاغتصاب وزنا المحاربة، في إحصائيات منظمة الصحة العالمية لا يمثلان سوى 1%، وأكثر من ثلاث أربع الحالات لها علاقة بالنساء المتزوجات، فصار الإجهاض عالميا وسيلة من وسائل منع الحمل.
وفي المجتمع المغربي فالإجهاض يهم النساء المتزوجات والعلاقات غير الشرعية، ويجب أن أشير إلى أن هناك الأيديولوجية النسوانية المتطرفة التي تظلم المرأة، لأنه وفق منطق النسوية فالجسد ملك للمرأة، لها أن تفعل به ما تشاء، وما دام الجنين جزء من جسدها فلها أيضا أن توقف حياته في أي وقت شاءت، وهذه دعوة خاطئة، لأن المرأة أولا كائن خلقه الله، ونحن المغاربة نؤمن أن الله من يهب الحياة (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)، فمن وهب الحياة هو من له الحق في أن يوقفها، وإذا كانت المضغة غير مخلقة فإنها تجهض طبيعيا، وهذا من الإجهاضات التي تقوم بها المرأة تلقائيا.
ودعاوى الحريات الجنسية هي من أوصلت النساء لكي يعيشوا هذا الألم، وما يسمنوه بالحمل غير مرغوب فيه، وهي عبارة ملغومة، لأنه لا يمكن أنعيش كبشر لنا إيمان ومنطق للتفكير، ونتعامل مع حياة الطفل بمنطق “إن شاءت المرأة أتمت الحمل وإن شاءت أنهته”، المرأة يجب أن تكون مسؤولة خاصة عن سلوكها الجنسي، وتتحكم في نفسها، وإن وقع حمل وهي متزوجة فيجب أن تحافظ عليه لا أن تقتله.
كلمة توجهينها لمن يطالب بتحرير الإجهاض
الإجهاض ليس حلا أبدا، وأنا أدعو إلى العمق والخطاب الناضج الذي يخدم المرأة والطفل والأسرة والمجتمع، قد يبدو أن الإجهاض حلا سريعا، وأن التخلص من الجنين سيحل المشكل، ولكن هذا غير صحيح، فالمشاكل المجتمعية التي نعاني منها، لا فيما يخص العلاقات غير الشرعية، أو ما يسمى بـ”الفتيات العازبات”، والاغتصاب.. وغير ذلك، يجب أن نجد لها حلولا حقيقية لا ترقيعية، وبالتوعية والتوجيه والتربية والتعليم يمكن لشبابنا أن يتحملوا المسؤولية، وأن تكون تصرفاهم آمنة ومسؤولة.
ـــــــــــــــــــــــ
* الدكتورة حنان الإدريسي: طبيبة في طب الإدمان ورئيسة الائتلاف الوطني للدفاع عن حق الجنين في الحياة؛ وعضو الجمعية المغربية للدفاع عن الحق في الحياة.