دراسة فرنسية: تنظيم العمل بالمناوبة يحد من البؤر الوبائية..
هوية بريس – وكالات
كشف دراسة فرنسية أن أفضل استراتيجية لتفادي تحول إصابة كوفيد-19 إلى بؤرة وبائية في شركة أو مدرسة ما، تقوم على تنظيم العمل بالمناوبة بين مجموعتين، إحداهما تحضر إلى موقع المؤسسة والثانية تعمل من المنزل.
سعى معدّو هذه الدراسة المتأتون من العديد من الهيئات، أبرزها المركز الوطني للأبحاث العلمية “سي ان ار اس” والمعهد الوطني للأبحاث في علوم المعلوماتية والأتمتة “إنريا” وجامعة باريس، إلى معرفة أي تدبير هو الأكثر نجاحا “لاحتواء انتشار وبائي في أوساط ما ينطلق من إصابة واحدة”.
وأتت النتيجة عينها للمواقع الثلاثة التي خضعت للدراسة وهي شركة ومدرسة ابتدائية وصفّ إعدادي في مدرسة ثانوية.
وخلصت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلّة “بلوس كومبيوتايشونال بايولودجي” إلى أن أفضل الاستراتيجيات هي بالتدرج من الأكثر إلى الأقلّ نجاعة “مناوبة أسبوعية ومناوبة يومية وتعاقب أسبوعي وتعاقب يومي”.
وتقضي استراتيجية التعاقب التي من الممكن اعتمادها حفاظا على وحدة الجماعة بين الموظّفين أو التلاميذ بحضور الجميع إلى المكتب أو الصفّ في الوقت عينه ثمّ بقاء الجميع في المنزل.
أما في حالة المناوبة، فتنقسم الجماعة إلى مجموعتين مع مجموعة أولى تقصد المقرّ وثانية تبقى في المنزل قبل عكس الأدوار.
وقد اعتُمد هذا النظام “الهجين” في جزء من مؤسسات التعليم الثانوي والمدارس في فرنسا خلال العام الدراسي المنصرم وقد يعاود العمل به في حال تدهور الوضع الوبائي، حتى لو ما زال مقرّرا حتى الساعة حضور كلّ التلاميذ إلى المدارس.
وتسنّى للباحثين في النموذج الذي وضعوه محاكاة التفاعلات بين الأفراد، فضلا عن “مسار” فيروس كورونا في ظلّ وجود ما يُعرف بـ”كبار ناشري المرض” الذين قد ينقلون العدوى إلى عدد أكبر من الأشخاص في حال إصابتهم، فضلا عن احتمال نقل العدوى قبل الشعور بالأعراض.
وفي حالة المدرسة الابتدائية، يرتفع خطر تشكّل بؤرة وبائية انطلقت من إصابة واحدة إلى 27,3 في المائة إذا لم تتخذ أيّ إجراءات.
والمقصود بالبؤرة الوبائية هو إصابة خمسة أشخاص على الأقلّ، وتنخفض هذه النسبة إلى 17,3 في المائة عند اعتماد التعاقب اليومي و16,6 في المائة للتعاقب الأسبوعي، في مقابل 12,3 في المائة للمناوبة اليومية و12 في المائة للمناوبة الأسبوعية.
وتعتبر المناوبة الأسبوعية الاستراتيجية الأكثر فعالية لإطالة المدّة اللازمة لتشكّل بؤرة وبائية وللحدّ من الإصابات، غير أن هذه الاستراتيجيات لا تأتي بالمفعول المرجو إلا إذا كان انتشار الفيروس محدودا.
ففي حال المدرسة الثانوية، إذا كانت نسبة تكاثر الفيروس في الموقع أعلى من 1,7 قبل اتخاذ التدابير، “لن تجدي أيّ استراتيجية من هذه الاستراتيجيات نفعا سوى التعليم عن بعد طوال الوقت”، لكن إذا كانت نسبة التكاثر تتراوح بين 1 و1,38، فإن الاستراتيجيات الأربع تتيح خفضها دون واحد، وهي العتبة الفاصلة بين اشتداد الوباء وتراجعه.