دعوات أوروبية وإفريقية للإفراج عن “بازوم” بعد أنباء عن تهديد قادة انقلاب النيجر بقتله
هوية بريس – متابعات
طالب الاتحادان الأوروبي والأفريقي بالإفراج الفوري عن الرئيس النيجري محمد بازوم وعائلته وأعضاء حكومته المحتجزين، كما وجهت الولايات المتحدة تحذيرا لقادة الانقلاب محملة إياهم المسؤولية عن سلامته، وذلك بعد أنباء عن تهديد الانقلابيين -أمس الخميس- بقتل بازوم إذا تدخلت دول الجوار عسكريا.
وجدد الاتحاد الأوروبي التعبير عن القلق العميق إزاء تدهور ظروف اعتقال بازوم وعائلته. وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد جوزيب بوريل إن آخر المعطيات تشير إلى أن هؤلاء المحتجزين حرموا من الطعام والكهرباء والرعاية الصحية عدة أيام، مطالبا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن بازوم وعائلته.
كما دعا رئيس المفوضية الأفريقية موسى فكي المجتمع الدولي إلى “توحيد جهوده لإنقاذ حياة رئيس النيجر المحتجز وضمان سلامته” وطالب بـ “الإفراج الفوري عن بازوم وأفراد عائلته وحكومته المحتجزين”.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بلاده ستحمل المجلس العسكري -الذي استولى على السلطة بالنيجر- المسؤولية عن سلامة الرئيس المنتخب ديمقراطيا (بازوم) وعائلته وأعضاء حكومته.
وفق “الجزيرة” تأتي تصريحات بلينكن ردا على ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين غربيين قالوا إن قادة الانقلاب هددوا بقتل الرئيس المحتجز إذا تدخلت دول الجوار عسكريا.
وقال بلينكن في بيان أصدرته الخارجية “الولايات المتحدة تنضم إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) في الدعوة إلى إعادة النظام الدستوري للنيجر”.
وأضاف “الولايات المتحدة تقدر إصرار إيكواس على استكشاف جميع الخيارات من أجل حل سلمي للأزمة”.
بدورها، قالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور إن سيطرة الجيش على السلطة بالنيجر تجعل تقديم المساعدات أمرا مستحيلا. وأكدت في مقابلة مع الجزيرة استمرار جهود بلادها لتقديم المساعدات الإنسانية والغذاء لشعب النيجر.
يذكر أن الولايات المتحدة علقت مؤخرا بعض برامج المساعدة الخارجية للنيجر ردا على إطاحة المجلس العسكري ببازوم.
كل الخيارات مطروحة
وفي البيان الختامي لقمة “إيكواس” في أبوجا أمس، أكدت دول المجموعة العزم على إبقاء كل الخيارات مطروحة على الطاولة لحل الأزمة سلميا واستعادة النظام الدستوري. كما طالب البيان بتفعيل القوة الاحتياطية لإيكواس على الفور.
من جهته، قال رئيس ساحل العاج الحسن وتارا إن قادة “إيكواس” أعطوا الضوء الأخضر لبدء عملية عسكرية في أقرب الآجال لاستعادة النظام الدستوري بالنيجر. وأضاف أن بلاده ستشارك بكتيبة قوامها 1100 عسكري إلى جانب قوات من نيجيريا وبنين.
يُذكر أنه تم التلويح باستخدام القوة لأول مرة في 30 يوليو/تموز الماضي خلال قمة إيكواس التي أمهلت حينها قادة الانقلاب 7 أيام لإعادة بازوم الذي أطيح به يوم 26 من الشهر نفسه، لكن التهديد لم يدخل حيز التنفيذ مع انتهاء المهلة الأحد الماضي.
الحل السلمي والدبلوماسي
في المقابل، قال رئيس السلطة الانتقالية في تشاد محمد إدريس ديبي إن بلاده تريد للسودان وللنيجر حلا للنزاعات والأزمات بالوسائل السلمية والدبلوماسية. كما أعلنت نجامينا في وقت سابق أنها لن تشارك في عملية عسكرية بالنيجر.
بدورها، قالت الخارجية الفرنسية إنها تؤيد جميع القرارات التي تم تبنيها في قمة “إيكواس” وتؤكد على استعادة النظام الدستوري والديمقراطي بالنيجر. وجدد بيان لها إدانة محاولة الانقلاب بهذا البلد واحتجاز الرئيس وعائلته.
وقال الاتحاد الأفريقي من جهته إنه يؤيد قرارات “إيكواس” بشأن النيجر، ودعا المجتمع الدولي لحماية حياة الرئيس (بازوم) الذي تتدهور ظروف احتجازه.
من جانبه، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن منظمته تقف ضد أي تهديدات بإلحاق الأذى برئيس النيجر المنتخب.
وأضاف حق أن الممثل الأممي الخاص لغرب أفريقيا والساحل ليوناردو سانتوس سيماو يعمل مع “إيكواس” في محاولة التوصل إلى حل سلمي.
وجاء ذلك ردا على سؤال بشأن تقارير تفيد بأن المجلس العسكري في النيجر أبلغ القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي بأنهم سيقتلون بازوم، إذا حاولت دول المنطقة القيام بأي تدخل عسكري لاستعادة حكمه.
مظاهرة مؤيدة للانقلاب
في غضون ذلك، تظاهر مؤيدو ما يطلق على نفسه اسم “المجلس الوطني لحماية الوطن” في النيجر، تنديدا بقرارات “إيكواس” ضد قادة الانقلاب.
وعبّر المتظاهرون عن رفضهم لما وصفوه باستمرار فرنسا في مصادرة حقها في الاستقلال والحرية. ورصد مراسل الجزيرة جانبا من هذه المظاهرة التي جابت شوارع بالعاصمة نيامي.
وكان “المجلس الوطني لحماية الوطن” أعلن تشكيل حكومة تضم 21 وزيرا. يتولى رئاستها علي الأمين زين -وهو مدني- كما يعهد لجنرالين من المجلس العسكري الحاكم بتولي حقيبتي الدفاع والداخلية.
وفي هذا الشأن، أشارت “غارديان” إلى أن حكام النيجر العسكريين الجدد اتخذوا خطوات لترسيخ سلطتهم، ورفضوا الجهود الدولية للوساطة.
ونقلت هذه الصحيفة البريطانية عن الخبير الإستراتيجي أنيليزي برنارد قوله إن تشكيل قادة الانقلاب حكومة أمر مهم، ويبين للسكان أن لديهم خطة مدروسة.
ويقول محللون إن الضرر لحق بمصداقية “إيكواس” لأنها بعثت رسائل مختلطة لم تطمئن المراقبين والقوى الدولية التي تشعر بالقلق من احتمال نشوب صراع فوضوي في قلب منطقة الساحل ذات الأهمية الإستراتيجية.