دعوة إلى حماية الواحات من تأثيرات التغيرات المناخية الرشيدية
هوية بريس – و م ع
إعتبر مشاركون في لقاء نظمته جمعية واحة “فركلة” للبيئة والتراث، أمس الخميس بالرشيدية، أن المشكل الذي تعاني منه الواحات بسبب التغيرات المناخية هو مشكل “عالمي”، مؤكدين على أن حله يجب أن يكون عالميا.
وأوضح المشاركون في هذا اللقاء أن الوعي الجماعي أمر ضروري لمواجهة التأثيرات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، مبرزين الدور الحوري المنوط بالمجتمع المدني للترافع عن حماية الأنظمة البيئية الهشة.
وذكروا أن التغيرات المناخية تشكل تهديدا جديا للواحات مما يفرض الحاجة إلى تنسيق جهود جميع المتدخلين المعنيين بالقضايا البيئية من أجل تحقيق التنمية المستدامة بهذه المناطق، من خلال إرساء استراتيجيات ملائمة.
وشدد الخبراء على أن كل تدبير يتم اتخاذه يتعين أن يأخذ بعين الإعتبار المواطن، الذي يجب أن يشكل جزء من الحل وليس جزء من المشكلة، بعين الاعتبار، موضحين أن الواحات هي نظام زراعي عريق قائم على التوازن بين الموارد الطبيعية (الشمس،الماء، التنوع البيولوجي) في مجال قاحل وقاس.
وأكدوا أن تشجيع البحث العلمي وإعداد دليل للممارسات الفضلى وتغيير إيجابي لنمط حياة الساكنة إزاء البيئة تعد حلولا كفيلة بتجاوز الإشكالية المرتبطة بالتغيرات المناخية وضمان تعزيز استدامة فضاءات الواحات.
وتميزت هذه الورشة بإطلاق مشروع للتكيف مع التغيرات المناخية بواحات الجنوب الشرقي للمملكة.
وأوضح رئيس جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث، لحسن كبيري، في معرض تقديمه لهذا المشروع، أن هذا الأخير يرمي إلى المساهمة في حماية الواحات من خلال ورشات تحسيسية لفائدة الساكنة بشأن التهديدات التي تطرحها التغيرات المناخية وإجراءات التكيف والتخفيف التي تتعين مباشرتها.
واعتبر واضعوا هذا البرنامج البيداغوجي أن بيئة الواحات تتعرض حاليا لتدهور متنام ناجم عن عوامل بشرية وطبيعية، لذلك يرمي المشروع المذكور، الذي يمتد لـ12 شهرا، إلى تغيير هذا المعطى، مبرزين أن التدبير غير العقلاني للموارد الطبيعية والتغيرات المناخية وتدهور واختفاء مساحات النخيل من ضمن التهديدات “التي تلقي بثقلها بشكل خطير على التراث المادي واللامادي للواحات”.