دفاعاً عن الأسرة المغربية.. جامعي يناشد علماء المجلس العلمي الأعلى

03 يوليو 2024 15:08

هوية بريس-متابعات
ناشد أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، سابقاً ورئيس مؤسِّس لجمعية البلاغ الجديد للثقافة والتنمية، الدكتور عبد الرحمان عبد الوافي الفكيكي، العلماء والقوى الحية بالمغرب، دفاعاً عن حِمى الدين ولُحمة الوطن، وحمايةً للأسرة المغربية.

وأورد الفكيكي في رسالته “في أعقاب الرسالة الملكية التي وجهها أمير المؤمنين صاحب الجلالة محمد السادس حفظه الله إلى المجلس العلمي الأعلى قصد إبداء الرأي الشرعي في التعديلات المزمع إدخالها على مدونة الأسرة؛

وبناء على التوجيه الملكي السامي للعلماء بعدم تحليل حرام أو تحريم حلال، والذي أقام الحجة عليهم وحملهم كامل المسؤولية في الصدع بالحق وعدم كتمان ما أنزل الله؛
واعتبارا لكون مدونة الأسرة آخر معقل من معاقل الشريعة الإسلامية السّمحة في التّرسانة القانونية الوطنية، بعد أن صارت الغلبة فيها للقوانين المُستقاة من التشريعات الغربية؛
وبالنظر إلى طبيعة التعديلات التي تنادي بها بعض الجمعيات والأحزاب التي تمتح مرجعياتها من خارج المرجعية الوطنية للمملكة المغربية التي تعتبر إمارة المؤمنين والبيعة الشرعية عمودها الفقري وأسّ أسس نظامها السياسي والدستوري والقانوني؛
واعتبارا لكون الدستور المغربي ينص بصريح العبارة في المادة الثالثة منه أن “الإسلام هو دين الدولة”؛
ونظرا لتنصيص المدونة على أن كل ما لم يرد به نص في هذه المدونة، يرجع فيه إلى المذهب المالكي والاجتهاد الذي يراعى فيه تحقيق قيم الإسلام في العدل والمساواة والمعاشرة بالمعروف”. ولا اجتهاد مع وجود النص كما هو معلوم؛
واعتبارا لكون بعض مواد المدونة المراد تعديلها مثل أحكام الميراث على سبيل المثال لا الحصر والعلاقة الزوجية وإثبات البنوة، هي مواد وردت فيها نصوص قرآنية قطعية الدّلالة قطعية الثبوت، مما يجعل تعطيلها أو استبدالها يدخل في باب تحريم الحلال وتحليل الحرام وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة؛
وتجنبا لما سينجرّ عن المساس بأحكام شرعية من تبعات على تماسك المجتمع ووحدته التي تدور حول الدين الإسلامي الحنيف الذي هو مَناط إمارة المؤمنين ومرجعيتها؛
وتفاديا لما قد يتناسل عن تقليد الدول الغربية، “لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه” كما ورد عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، من انزلاقات بدأت بوادرها تلوح في الأفق من محاولات شرعنة العلاقات خارج إطار الزواج، وما قد يتبعها من شرعنة زواج المثليين والعياذ بالله، واستئجار الأرحام، وغيرها من الموبقات المنتشرة في الدول الغربية؛
ونظرا لتزايد مؤشرات وبوادر تفكك الأسرة في بلادنا في السنوات الأخيرة وعلى رأسها الانفجار الكبير في حالات الطلاق التي بلغت ثلاثمائة ألف حالةٍ خلال سنة 2022 لوحدها، وما يحمله ذلك من بذور الخراب للمجتمع المغربي الذي ظلت الأسرة هي درعه الواقية وحصنه المنيع من الانحلال والاضمحلال؛
وحرصا على صون الاستقرار في وطننا العزيز تحت ظلّ الدولة العلوية التي بنت شرعيتها على النسب الشريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الدفاع عن بيضة الاسلام، وباسم الإسلام تصدى المغاربة لكل الحملات الاستعمارية الأوربية عبر قرون، وبه قادت الحركة الوطنية مقاومة الاستعمار الأوربي ونجحت في تحرير أرضنا واستعادة سيادتنا الوطنية، وباسم الإسلام أثبت الملك الحسن الثاني رحمه الله روابط السيادة الوطنية مع قبائل الصحراء أمام محكمة العدل الدولية؛
لكل هذا الغيض من فيض الاعتبارات التي نبني عليها تشبثنا بآخر قلاع الشريعة الإسلامية في ترسانتنا القانونية”.

وناشد الأستاذ الجامعي، أصحاب الفضيلة علماء المملكة أعضاء المجلس العلمي الأعلى:
– تبليغ ما أنزل الله مصداقا لقوله تعالى: {وإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِۦ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} آل عمران، آية 187؛
– وألا تأخذهم في الله لومة لائم، وأن يتقوا الله الذي إليه يرجعون، وألا يَحملوا وِزر التوقيع على إبطال أحكام الشريعة في مدونة الأسرة، أو تسويغه أو تبريره، {فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} التوبة، 13.
كما ناشد صاحب الرسالة، جميع العلماء في المؤسسات الرسمية وخارج المؤسسات الرسمية، والأساتذة الجامعيين والمثقفين والسياسيين ونشطاء المجتمع المدني وكل المعتزين بالمرجعيات الوطنية، وكل الفضلاء المدافعين عن قيم الأسرة وتماسكها واستمرارها، وكل الغيورين على وحدة الوطن وعلى إمارة المؤمنين، ندعوهم جميعاً، رجالاً ونساءً، أن يخرجوا عن صمتهم ويعلنوا رفضهم القاطع لأي تعديل من شأنه المساس بأحكام الشريعة الإسلامية في مدونة الأسرة، ورفضهم زعزعة استقرار الأسرة المغربية.
قال الله سبحانه: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.} سورة النور، الآية: 63
وقال سبحانه: {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين} الأعراف:175؛
وقال تعالى: {وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ} آل عمران: 103. صدق الله العظيم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M